أصبحت قفة رمضان رمزا من رموز الإهانة بوهران، وهذا ما تفسره الوضعية التي وقفت عليها ''الخبر''، صباح أمس، ببلدية بئر الجير، حيث كان عشرات المواطنين المعوزين من مختلف الأعمار ومن الجنسين ينتظرون تحت أشعة الشمس، مدهم بالحق الذي أقرته لهم الحكومة الجزائرية، في وقت لم يستفد كثيرون منهم ولو بقفة واحدة منذ بداية شهر الصيام.
يقول أحد الشباب، وهو رب عائلة فقير، إنه ما عدا في اليوم الأول من الشهر الفضيل، أين كان عدد المعوزين قليلا بعض الشيء، استفاد من قفة رمضان، وما عداه فإنه في كل يوم يحضر لموقع توزيع ما تيسر من صدقة ثم يعود أدراجه فارغ اليدين، مضيفا أنه، في زوال أول أمس، حضر رئيس بلدية بئر الجير، وطلب من الفقراء المعتصمين تسليم وصلات الاستفادة من القفة إلى المعنيين بتوزيعها، على أن يأتوا صباح اليوم الموالي ''أمس'' على الساعة الثامنة، لتسلم المواد الغذائية التي يسدون بها حاجتهم الغذائية بعد الصيام.
وبسبب وعد رئيس البلدية لهم حضر بعضهم على الساعة الرابعة صباحا كي يكونوا في مقدمة الطابور، ويظفروا بما حرموا منه مدة 8 أيام من الصوم، لكن وإلى غاية الساعة 11، كان الجميع ينتظر أمام مقر توزيع قفة رمضان، شاغلين جميع الأرصفة في حر الشمس، وعيونهم تترقب المسؤولين أكثر مما تترقب موعد الإفطار.
وفي حديث ل''الخبر'' مع مجموعة نساء كن بذات الموقع، أكدن أنهن لم يستفدن من قفة رمضان، ولو مرة واحدة، رغم طول الانتظار، مشيرات إلى أن أشخاص غير معوزين استفادوا منها بطرق يعرفها العام والخاص. كما أكدت إحداهن أن زوجها معاق حركيا مائة بالمائة، كما هو موضح على بطاقة المعاق التي أطلعتنا عليها، وله 6 أطفال وحرم من قفة العار.
وأشار أشخاص آخرون إلى أن كمية كبيرة من القفف تنقل بالشاحنة إلى سيدي البشير وأحياء أخرى، ولا يبقى بالمخزن إلا كمية لا تكفي البقية المتربصة أمام مقر التوزيع، لذا فإن الأغلبية لا تحظى بحقها لحفظ كرامتها. وكان أملهم أن يتحصلوا على قفة، نهار أمس، بعدما أخذوا منهم وصولاتهم بأمر من رئيس البلدية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد بن هدار
المصدر : www.elkhabar.com