تنقل العشرات من الجزائريين إلى المغرب لتشجيع الخضر في الدورة الـ20 لبطولة أمم إفريقيا لكرة اليد، وهم يعلقون آمالا كبيرة للعودة إلى الجزائر بالكأس، وينتظر أن يعرف عدد المشجعين الجزائريين ارتفاعا محسوسا مع إعطاء، اليوم، إشارة انطلاق الدور ربع النهائي، الذي أفرز مقابلات مثيرة، تستحق المتابعة القريبة من المدرجات.
رغم أن عدد الجماهير الجزائرية لم يكن متساويا مع أعداد الأنصار التونسيين والمغاربة مع انطلاق الدورة، إلا أن هؤلاء استطاعوا أن يثيروا انتباه المنظمين والضيوف، من خلال هتافاتهم والأغاني التي كانوا يرددونها لتحفيز الخضر على تحقيق الانتصارات.
وتنقل المتفرجون بصورة حرة وأيضا في إطار رحلات منظمة، سهرت على تنظيمها الاتحادية في خطوة نادرة، بعدما تعذر عليها القيام بنفس المبادرة في دورة مصر العام (2010)، لأسباب مالية، وخاصة بسبب التخوف من الانتقام من الجزائريين على خلفية إقصاء الفراعنة أمام الخضر ، في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا لكرة القدم.
الجزائريون ينافسون التونسيين والمغاربة
من المرجح أن ينافس الأنصار الجزائريون أنصار المنتخبين التونسي والمغربي، مع انطلاق المقابلات الفاصلة في الأدوار الموالية، وإن كان ذلك يبقى صعبا، بالنظر إلى ثقل مالكة حقوق النقل التلفزيوني قناة نسمة التي استثمرت كثيرا في الدعاية لحامل اللقب القاري منتخب تونس، وبالنظر أيضا إلى تنظيم الدورة في المغرب، كان من الطبيعي أن تغص قاعتا ابن ياسين و سالة اللتان تحتضان المنافسة، بالأنصار المغاربة لمشاهدة المنتخب المغربي لدى الجنسين عن قرب. ودون مبالغة، كان الأنصار الجزائريون أكثر إثارة بقاعة ابن ياسين بالرباط، خاصة في المقابلتين اللتين أجراهما الخضر أمام الأنغوليين والإيفواريين، وقد علق الأنصار الرايات الوطنية على جدارن القاعة، كما رددوا النشيد الوطني بمشاعر قوية كبير، أراد هؤلاء، من خلالها، أن يوجهوا رسالة إلى اللاعبين، أنهم ليسوا وحدهم وأنهم متضامنون معهم في هذه المنافسة الإفريقية.
ولم يتردد الأنصار الجزائريون في تعليق الرايات الوطنية على جدران قاعة ابن ياسين ، وأيضا في الأماكن غير المسموح بها، متحدين الشرطة المغربية التي فضلت ملاحظة تحركات الأنصار الجزائريين دون أن تتدخل لمنعهم. وتشكلت الجماهير الجزائرية من النساء وعائلات موظفي السفارة والقنصلية الجزائرية في المغرب وأيضا اللاعبين السابقين للمنتخب الوطني وأصدقاء اللاعبين الحاليين وعائلاتهم.
الأنصار متفائلون بلعب الأدوار الأولى
لم يخف عبد الحق أومدور، (50 سنة)، تفاؤله بتتويج الخضر بالكأس، وقال عبد الحق الذي يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الرياضي الفالمي، إن أشبال المدرب صالح بوشكريو، بذلوا جهدا كبيرا في كل المقابلات التي لعبوها، خاصة في المقابلة الصعبة أمام الأنغوليين، موجها تحية خاصة للاعب المحترف في شربورغ الفرنسي، بن علي عمر، للقوة التي أظهرها رغم أنه لم يلعب طويلا ورغم ضعف بنيته، ومع ذلك، لم يخف المناصر الجزائري أن النقطة السوداء في الفريق تتمثل في حراسة المرمى في إشارة إلى غياب الحارس الأساسي، عبد المالك سلاحجي.
أما رئيس رابطة قسنطينة الولائية، صالح طافر، فقد أوضح بأن الجزائر ستكون مرشحة قوية للتتويج باللقب الإفريقي. وقال إنه بصفته لاعبا سابقا، قام بتدوين الملاحظات عن المنافس الكونغولي، في لقائه أمام منتخب تونس، لمنحها لمدرب المنتخب الجزائري للاستفادة من ثغرات الكونغوليين، مؤكدا على وعي اللاعبين بأهمية الرهان. وكشف المتحدث، من جانب آخر، أنه لمس هذا الشعور من خلال الجدية التي لعب بها الفريق كل مقابلات الدور الأول. فيما توقع المناصر سمير لسود وهو رئيس شباب مجد الدويرة، صعوبة فوز الخضر باللقب القاري، مبررا تقديره بقوة المنتخب التونسي، وفي المقابل، قال إنه متأكد من بلوغ رفقاء اللاعب ماليك بوبايو المقابلة النهائية، وأشار إلى أنه، بوصفه جزائريا ويعشق الكرة الصغيرة، يتمنى عودة الخضر بالكأس التي افتقدتها كثيرا أسرة الكرة الصغيرة الجزائرية.
وبدوره، عبر الشاب عبد الحفيظ هنة (27 سنة)، عن رغبته الكبيرة في مشاهدة قائد الفريق، طاهر لعبان وهو يرفع الكأس عاليا في سماء العاصمة السياسية للمغرب، الرباط، وقال إن أمنيته الثانية، هو حمله للكأس إلى مسقط رأسه في بوفاريك لتزور مدينة البرتقال لترسيخ الحدث للأبد.
ومن جهته، قال سفيان بالخلف الله، وهو لاعب سابق في صفوف الخضر ، إنه جاء إلى المغرب إدراكا منه لأهمية حضور الجمهور في حياة اللاعبين في المقابلات الرسمية، لكونه عاش تجارب عديدة، مؤكدا أن الجمهور يبعث الحماس والحرارة لدى اللاعبين، وبناء على ذلك، قام باقتناء تذكرة للسفر إلى المغرب لتشجيع الفريق الوطني الذي لعب له لسنوات، معبرا عن سعادته بالمردود والشجاعة التي لعب بها اللاعبون، منذ أولى مقابلات الدور الأول. وتوقع الجناح الأيمن السابق، مشوارا إيجابيا للفريق الجزائري في دورة المغرب، وقال إنه حتى في حال عدم التتويج بالكأس، فإنه لا يتعين أن نطلق العنان للحزن على الهزيمة، بل يجب الاعتناء باللاعبين الحاليين والتكفل بهم تحضيرا للمواعيد القادمة، خاصة في الدورة القادمة التي ستقام في الجزائر .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/01/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الرباط: مبعوث ''الخبر'' هارون شربال
المصدر : www.elkhabar.com