هي صاحبة الصوت الماسي، عرفت بإجادتها للأغنية العاصمية وسعيها وراء الحفاظ على التراث الفتي الجزائري عبر إعادتها لأغلب أغاني “ناس زمان”، كما يقولون.. حسيبة عبد الرؤوف في هذا الحوار الذي جمعها مع “الفجر”، تتحدث عن مسيرتها الفنية، أحلامها المستقبلية، وجديدها كلمات الأغاني النظيفة باتت “عزيزة.. بالشمعة ومانلقاوهاش” أين هي حسيبة عبد الرؤوف، في الساحة الفنية اليوم، ولماذا هذا الغياب؟أنا موجودة، وأعمالي موجودة في الساحة الفنية أيضا، ومن أراد أن يستمع إلى أعمال حسيبة عبد الرؤوف، سيجدها في محلات بيع أشرطة الكاسيت، فالحمد لله؛ أنا أمتلك لحدّ الآن 7 أعمال فنية، طوال مسيرتي التي تمتد إلى 15 سنة الفارطة.
15 سنة من التواجد في الساحة ولكنك لم تطرح الكثير من الألبومات ولا حتى الأغاني الخاصة بك، بل أغلب ما طرحته في ألبوماتك السابقة كان إعادة لأغاني بعض المطربين الآخرين. ما السبب؟من الصعب أن يطرح مطرب لا يؤدي أغنية الراي ألبوما إذا لم يكن المنتج يراهن عليه وعلى صوته كثيراً، وهذا ما حال دون تواجدي في المشهد الفني كثيراً، لكن هذا لا يعني أنني بعيدة عن هذا المشهد، فكما قلت لك في بداية الحديث لديّ والحمد لله 7 ألبومات فنية، حققت لي جزءا من أحلامي. قبل الحديث عن أحلامك في عالم الفن، كيف كانت بداية حسيبة عبد الرؤوف الفنية؟ مشواري الحقيقي بدأ مع أول ألبوم طرحته في الأسواق سنة 2004، وكنت أراهن عليه كثيراً، خاصة أنه جاء بعد سنوات عديدة من احترافي للفن، وطرحته بعد جهد جهيد، لكن للأسف هذا العمل لم يحقق لي أي نجاح، ولم يلقى أي رواج.. ومع ذلك لم أيأس بل طرحت في السنة التي بعدها الألبوم الثاني لي، هذا الأخير لاقى نجاحا منقطع النظير، ويمكنني الآن أن أعتبر أنه الإنطلاقة الحقيقية لي في مساري الفني. المتتبع لأعمالك الفنية يجد أنّ أغلبها عبارة عن إعادة لبعض الأغاني التي سبق أن طرحها بعض فنانينا، إذ يكاد لا يخلو ألبوم من إعادة لأغنيتين على الأقل، فيما لا نجد في الألبوم سوى أغنية لك أو اثنتين. لماذا؟إعادتي لأغاني المطربين الذين سبقوني هو إعادة الاعتبار لهؤلاء الذين تناساهم الجمهور، في ظل ما يشهده الوسط الفني من ظهور أصوات فنية جديدة كل يوم. كما أنني أحرص على أنّ أقدم كل الأغاني التي أعتز بتواجدها في مسيرة الفن بالجزائر، على غرار أغاني نادية الجزائرية، والهاشمي ڤروابي، والباجي، وغيرهم من عمالقة الفن الجزائري الأصيل. وأنا لا أرى عيبا في هذا بل على العكس، هو تكريم لهم ولمسارهم العريق في الأغنية الجزائرية، وأعتقد أنه وجب على الجيل الذي جاء بعد هؤلاء أنّ يقدم ولو أغنية واحدة لهؤلاء كنوع من التكريم لهم، كما أفعل أنا وغيري من الفنانين الآخرين. نلاحظ حضورك القوي في الأعراس العاصمية، مما يدل على شهرتك الواسعة لدى العائلات العاصمية. إلى ماذا توعزين هذا النجاح الذي تحققينه في هذا الجانب؟الأكيد أن ما أكسبني ودّهم هو احترامي لهم، وسعيي وراء عدم تجاوز حدودي خلال الحفلة الغنائية أوالعرس، خصوصا أن الأسرة الجزائرية - كما تعلمين - ترفض في غالب الأحيان تواجد الفرقة كون أغلبها رجال، إلا أنني استطعت أن أكسب ثقتهم باحترامي لهم وباختياري الدقيق لأفراد فرقتي وكذا الأغاني التي أقدمها في المناسبات، لأنني أحضر برنامجا غنائيا يتناسب مع أصحاب المنطقة التي أتواجد بها وطبيعة العائلة. أما سبب انجذابي للأعراس فهو راجع إلى سكون روحي في المكان الذي أغني فيه.. ربما يعتبرها الكثير من الفنانين كناية، إلا أنه واقعي فأنا أفضل الأعراس لأنها تقربني أكثر من جمهوري وتعرفني بسكينة روحي وتجعلني ألمس حب الناس لي، أكثر من أي مكان آخر أقدم فيه أغانيَّ. باعتبارك ضليعة في حفلات الأعراس، هل سبق لك أن قبلت إحياء حفل زفاف لأسرة غير قادرة على إعطائك حقك المادي؟(تصمت لبرهة)..أنا لا أحبذ الحديث عن علاقتي بمنظمي حفلات الأعراس، أو بمعنى آخر بالأسرة التي تطلبني خصوصا إذا كانت قليلة الدخل لأني أعتبرها سرية تتم بيني وبينهم. كل ما أستطيع قوله في هذا الموضوع هو أنني ولحدّ الساعة لم أرد أي عائلة طلبتني لأحيي لها حفلاً فنيا عائلياً.وإن كنت تريدين الصدق، أنا لا أجد نفسي إلا في حفلات الأعراس التي يكون أهلها من عائلة متوسطة وبسيطة، لأنني أستمتع بذلك الدفء العائلي الكبير الذي يمتاز به هؤلاء، كما أنّ تلك المناسبة تسمح لي بالإحتكاك أكثر بجمهوري، وشعاري في هذا كله هو المثل الجزائري القائل “تقعد في الأرض نقعد معاك، تطلع للسما نطلع معاك”.. وعلى هذا الأساس أتعامل مع جمهوري. متى نرى ألبوما يحمل بصمتك الخاصة..وفقط؟مع الأسف واقع الساحة الفنية الجزائرية، اليوم، لا يشبه الذي مضى، فحين أسعى لتسجيل ألبوم خاص بي لا أجد الكلمات المناسبة لذوقي وذوق الكثير من الأسر الجزائرية، هناك ندرة في كتّاب كلمات الأغاني التي باستطاعة كل أفراد العائلة أن يستمعوا إليها في جلسة عائلية واحدة، لهذا لازلت لم أطرح ألبوما من توقيعي الخاص، على عكس المطربين الذين سبقونا، فقد كان هناك الكثير من كتاب الكلمات الذين يمكن الإستعانة بهم لتسجيل أغانيهم الخاصة، وهذا يعيدني إلى ما قلت لك في بداية الحديث حول السبب الذي يدفعني إلى إعادة أغاني من سبقوني. هل أصبح الوسط الفني ملوثا لدرجة عجز المطرب عن إيجاد كلمات نظيفة؟ أجل.. وبإمكانك أن تسألي الفنانين الذين يحترمون ما يقدمونه من فن.. اذهبي واسأليهم لماذا هذا الغياب عن المشهد، ولماذا أصبح المنتج يسعى لطرح الأعمال الرديئة.. وستعرفين السبب. لكن رغم هذا هناك بعض الفنانين يقدمون أعمالا نظيفة وبإمكان العائلة الواحدة أن تستمع إليها دون أي شعور بالإحراج، تتواجد اليوم بالساحة الفنية؟.أفهمك وأنا لا أقول إنّ الوسط الفني يعاني من غياب الفنانين الذين يحترمون أنفسهم وما يقدمونه من أعمال، لكن هناك عدد قليل.. يكادون يعدون على رؤوس الأصابع فقط، فيما هناك مئات من الأصوات الفنية التي لا يمكن لأخ أن يستمع إلى أغنية واحدة من ألبومها رفقة أخته. وماذا عن غيابك الملحوظ عن تقديم أغاني مصورة على شكل فيديو كليب، هل هو تخوف من الكاميرا أم ماذا؟ تضحك - طبعا غيابي هذا ليس تخوفا من الكاميرا كما قلت في سؤالك ولا من فشل العمل كما يعتقد البعض، وإنما هو تريث لا غير، كوني لا أرغب في خوض مغامرة الكليب دون وجود أغنية تستحق التواجد في القنوات التلفزيونية الوطنية، والحقيقة لقد فكرة كثيرا في هذا الأمر وأتمنى إنجازه في أقرب فرصة، بما سأصور أغنية من أغاني ألبومي الجديد الذي أشتغل عليه حالياً.
وماذا عن جديدك الفني، ومتى نرى أعمالك الجديدة في الأسواق، خاصة ونحن مقبلون على شهر الأعراس والحفلات؟ أنا حاليا أحضر لألبوم جديد، يحمل لأول مرة أغاني خاصة بي، لكن لا أعتقده سيكون حاضراً في موسم الأعراس القادم، نظرا لضيق الوقت، وإقبال أغلب شركات الإنتاج على طرح الأعمال الفنية الجديدة، قبل مونديال جنوب إفريقيا كي يتفرغوا لمناصرة أشبال رابح سعدان في مشوارهم الكروي العالمي، والذي يعودون من خلاله إلى الواجهة العالمية من بابها الواسع. وهل سنراك تقدمين أغنية للخضر.. كما فعل باقي الفنانين الجزائريين؟ والله أحاول أن أقدم أغنية لهم، سواء منفردة أو مع أحد الفنانين، لم أقرر بعد لكني سأسعى لأن تكون حاضرة قبل انطلاق المونديال قبل أقل من 50 يوما من الآن. كيف تتوقعين نتائج الخضر في هذا المحفل الكروي العالمي؟= هذا الجيل الجديد من اللاعبين أظهر إمكانيات كبيرة سواء في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، أو في مشواره الجميل والمشرف في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، واستطاع أن يبرهن على المستوى الكبير الذي وصلت إليه الكرة الجزائرية، ولولا سياسة الإقصاء التي تعامل بها الحكم الذي أدار المباراة التي جمعت بين المنتخب الجزائري والمنتخب المصري لكان أشبال رابح سعدان اليوم متوجون للمرة الثانية في مشوارهم الكروي بكأس الأمم الإفريقية، لكن وكما أصبح يردد مناصرو الخضر، الأبطال الحقيقيون هم من يشاركون في مونديال كأس العالم، وهذا هو المقياس الحقيقي لقوة أي منتخب.
كلمة أخيرة قبل أن نختم حوارنا معك، لقراء”الفجر”، وجمهورك؟ أتمنى عبر صفحات جريدتكم المحترمة، أنّ يشرفنا أشبال رابح سعدان في مونديال جنوب إفريقيا، وآمل أن أكون عند حسن ظن جمهوري بي، وشكرا لكم على هذه الفرصة التي جمعتني بجمهوري من خلالكم.حاورتها: حياة.س
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/04/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com