إن الاهتمام بالطب لم يكن وليد اليوم، ولا خاصية للحضارة الغربية المعاصرة، بل ظهر مع الإنسان، منذ أن ترجل على ظهر هذه البسيطة، فالحفاظ على صحته، وتخفيف الآلام وإزالة الأمراض عنه، استوجبت ميلاد هذا النوع من المعرفة والصنعة، فكان أن ظهر الأطباء عبر التاريخ، فلم تخلو حضارة منهم، ولم تعدم إسهاماتهم في هذا المجال العلمي الحيوي، ففي بابل عُني بالطب البشري والبيطري، وفي مصر ازدهر التشريح والفسلجة، ومع الحضارة الإغريقية عمل أبوقراط على تحرير الطب من السحر والشعوذة، فأسس للعلمية في الطب. أما في الحضارة الإسلامية فقد برز الرازي وعبداللطيف البغدادي وابن النفيس وغيرهم، بإسهاماتهم الطبية المبتكرة، وتطبيق المنهج العلمي الصارم، إذ نجح الأول في تطبيق علم البيئة في الطب، وبرع الثاني في علم العظام، واكتشف الثالث الدورة الدموية ( )، لتتسلم أوربا هذا التراث الطبي فتبدع فيه.
لكن ورغم ما توصل إليه الطب من تقدم، خاصة في نهاية القرن العشرين وبداية هذا القرن، إلا أنه لا يزال موضع نقاش بين الأطباء أنفسهم، وفلاسفة العلم، حول مفاهيمه، وطرائقه في التشخيص والعلاج، وحول علاقته بالفلسفة والأخلاق، وحول مسألة اليقين الطبي، فما هو الطب؟ وما هي فلسفته؟ وهل تحقق اليقين في الطب؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/02/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد الحليم بوهلال
المصدر : دراسات اجتماعية Volume 3, Numéro 2, Pages 109-118 2011-04-01