أشهد أنني رأيت في فضائية جزائرية لقيطة المطرش الريادي ''لطفي دوبل كانون''، يحاضر في أمور التربية والتعليم العالي.. وكان فعلا مقنعا أفضل من كل وزراء التربية والتعليم العالي، الذين استمعت لهم طوال حياتي المهنية؟!
وبناء على ما قاله هذا المصلح التربوي ''الفذ''، فإنه يصلح لأن يكون وزيرا للتربية والتعليم العالي معا، برتبة وزير دولة فوق العادة؟! لأنه يملك برنامجا فذا لتطوير التعليم في البلاد!
وشاهدت أيضا قبل سنوات ''المطرش الريادي'' الشاب مامي في اليتيمة الجزائرية وهو يتحدث عن مرض الرئيس بوتفليقة من العاصمة الفرنسية باريس.. وكيف أنه قابل الرئيس في مستشفى فال دوغراس وكلفه إبلاغ الشعب الجزائري رسالة طمأنة على صحته.. وأنه بخير.!
وقد نجح أيضا الشاب مامي في رسالته الإعلامية بصورة مقنعة للغاية، تماما مثلما نجح دوبل كانون في محاضرته التربوية المتلفزة.! لذلك يستحق الشاب مامي أن يكون وزير الدولة لشؤون الثقافة والإعلام.! وشاهدت أيضا ذات يوم في التلفزة الميمونة، أن الرئيس بوتفليقة قد كلف الشاب خالد بحمل رسالة منه إلى الملك الراحل الحسن الثاني.. وقد أدى الشاب خالد المهمة أفضل من المهمات التي يقوم بها وزير الخارجية الحالي مدلسي.! ولهذا يستحق الشاب خالد أن يكون وزير الدولة للشؤون الخارجية؟!
أفلا تتعجبون من حكاية تأخر تشكيل الحكومة والبلاد تتوفر على هذه الثروة الخارقة من الإطارات التي تصلح لأن تكون في قيادة حكومة البلاد ولم تعط لها الفرصة، فذهبت إلى الغناء كي تعرض إمكاناتها على الناس؟!
بعض طويلي اللسان قالوا: إن الرئيس بوتفليقة يحب الشاب مامي لأنه غنى أغنية: ''لزرف أسعاني''! والرئيس يحب اللون الأزرق.. تماما مثلما أحب الرئيس السيد نوراني عبد المالك، لأنه حوّل كل نوافذ وأبواب كل عمارات الجزائر زرقاء.. لأن الرئيس يحب اللون الأزرق.!
أنا أيضا أصلح لأن أكون وزيرا للغناء و''الراي'' بالخصوص.! وأغني لكم مثلا: ''الحكومة سكنت في القصر.. والقصر كثرت هفوفو.! وصارلي كالجرح بين لكتاف نمسو ولا نشوفو.!''.
ألا يستحق الراي بأن يحظى بوزارة خاصة في إطار إصلاح حال الحكومة؟! خاصة أن الراي يخرج مثل هذه العبقريات الديبلوماسية والتربوية والإعلامية.! ما ذنبي أنا في كتابة مثل هذا الكلام، إذا كان واقع البلاد أسوأ من هذه الصورة الكاريكاتورية التعيسة؟!
تاريخ الإضافة : 07/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعد بوعقبة
المصدر : www.elkhabar.com