يعتقد الأستاذ عبد الله سرير أن السواد الأعظم من الأحزاب السياسية خاصة الجديدة ما تزال لم تحظ بالمصداقية وسط المجتمع، وهو ما يفسر فشلها وبالنظر كذلك إلى الفترة الزمنية وكذا الأشخاص الذين يقودونها، حيث يفتقدون إلى التجربة الكافية.
بداية ماهي القراءة الأولية التي خرجتم بها من نتائج الإنتخابات المحلية؟
أولا بودي القول أن المشكل في النتائج التي أفرزتها الإنتخابات المحلية يكمن أساسا في العزوف الإنتخابي، كما أن جل الناخبين يميلون تلقائيا إلى الأفلان وهم من كبار السن، ناهيك عن أن هناك ارتباط الجيل القديم بالحزب العتيد وهذا له أسبابه التاريخية مثل الإستقلال... إلخ.
أما بالنسبة للأحزاب الأخرى وبالتحديد الجديدة، فأعتقد أنها مازالت لم تحظ بالمصداقية وسط المجتمع، حيث أن الفترة الزمنية قصيرة وكذا انعدام التجربة لدى الأشخاص التي يقودونها.
بماذا تفسرون استمرار المواطن في مقاطعة الإنتخابات بالنظر إلى النسبة العالية من العازفين؟
يبدو لي أن العلاقة بين الإدارة المحلية والمواطن يكتنفها نوع من اليأس، حيث أن المواطن أصابه القنوط نتيجة ما تقدمه الإدارة المحلية، إذ أنه واستنادا إلى التجارب الماضية، فإن هذا المواطن أصبح لا ينتظر جديدا أو ابتكارا أو تحسنا في الخدمات المقدمة إليه، وأكثر من ذلك أن هذا المواطن يلاحظ أن كل من يصل إلى المجالس الشعبية المنتخبة يهتم بقضاء حاجياته ويترك المواطن لحاله في مواجهة مشاكله كما كان قبل الإنتخابات، وهذا لا يعني أن هذه المجالس المنتخبة لا تملك صلاحيات، بل الأمر يعود إلى عجز المسيرين المحليين وعلى رأسهم المجلس المنتخب الذي لا يبادر، وبالتالي يصبح أداة في يد الإدارة الوصية، فرئيس البلدية هو ممثل للدولة وللمواطن، وشق الدولة ينفذه وشق المواطن يتركه نظرا لغياب الرقابة الشعبية.
إستمر تراجع الإسلاميين في هذه الإنتخابات كذلك، كيف تفسرون ذلك؟
أعتقد أن العلة الحقيقية عند الإسلاميين هي الإنقسامات التي حدثت بينهم، فيما يكمن السبب الثاني في بعدهم عن القاعدة الشعبية الإسلامية خاصة الجمعيات الخيرية وكذا التنظيمات الطلابية، بالإضافة إلى بعدهم الإجتماعي والإقتصادي عن المواطن، إلى حد أصبح حكم هذا الأخير على الإسلامي وغير الإسلامي واحدا، أي في خانة واحدة.
بالعودة إلى أرقام هذه الانتخابات، ألا ترون أن مصداقيتها غابت كذلك في ظل غياب الأغلبية الحقيقية التي لم تصوت؟
بالفعل، فكل هذا الكلام يعد تقديرا نسبيا لأن أهم عقبة أمام المواطن هو المشاركة في الفعل الإنتخابي، وفي حالة امتناعه وعزوفه يصبح الأمر عقبة في كل العملية الإنتخابية بما فيها الأحزاب الفاعلة، لأن الأغلبية الحقيقية لم تصوت لحد الآن، أي أن أزيد من 56٪ أحجمت عن الإنتخاب، وفي هذه الحالة يجب حساب ودراسة هذه النسبة التي لها حجج منطقية في الامتناع، والدليل أن المدن الكبيرة على منوال العاصمة كانت نسبة التصويت فيها منخفضة كثيرا.
تاريخ الإضافة : 30/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسن
المصدر : www.djazairnews.info