يتزايد بشكل لافت عدد الممارسين للريغبي بوهران، التي تحولت إلى معقل حقيقي لهذه الرياضة حديثة العهد في الجزائر بدليل أنها تحوز على ما لا يقل عن 10 أندية في انتظار إنشاء ناديين آخرين في الأسابيع القليلة المقبلة.من بين هذه الأندية التي تساهم بشكل محسوس في انتشار هذه الرياضة في الأوساط الشبانية بعاصمة الغرب الجزائري، يمكن ذكر نادي ثيران وهران الذي يقوم بعمل كبير في ميدان التكوين، حيث تأسس بعد عام واحد من إنشاء الاتحادية الوطنية للريغبي سنة 2015، وذلك بفضل تضافر جهود عدد من الرياضيين ومن بينهم سفيان طالب، رئيس النادي والذي يعد أيضا أحد مؤسسي الاتحادية الوطنية للعبة.
واستلهم مؤسسو هذا النادي تسميته بالثيران من سباق الثيران الذي كان في الماضي بالمدينة التي تتواجد بها دائما حلبة مخصصة لهذه اللعبة التي اشتهرت في القرن ال18 على أيدي الإسبان.
ورغم أن بدايات رئيس النادي الذي يشغل في نفس الوقت منصب المدير الفني، كانت في رياضة المصارعة إلا أنه سرعان ما وجد نفسه منجذبا إلى الريغبي منذ أن قدم إلى وهران في 2007 مجموعة من الرياضيين المغتربين بهدف التعريف بهذه الرياضة بالباهية، حسب ما أكده السيد طالب.
وقال في هذا السياق: "البداية كانت من خلال تأسيس نادي الملعب الوهراني للريغبي الذي يعد حجر أساس هذه الرياضة بوهران، وكذلك بداية لمسيرة دامت قرابة عشر سنوات كاملة أثمرت بتأسيس الاتحادية الجزائرية لهذه اللعبة".
التدريبات على ربع ميدان
شجع هذا الانجاز الكبير المتحدث على إنشاء فريق جديد هو النادي الهاوي لثيران وهران عام 2017، ليبدأ خطواته الأولى في المنافسة الرسمية في نفس السنة من خلال المشاركة في البطولة الوطنية الأولى لصنف الأشبال في مارس المنصرم.
ورغم حداثة عهد النادي إلا أنه تمكن في وقت وجيز من إنشاء خمس فئات خاصة بالمبتدئين، الأصاغر، الأشبال، الشبلات والأواسط، تمكنت كلها من إحراز نتائج جيدة في المنافسات الجهوية والوطنية بل أن بعضها تمكن من التتويج بالألقاب، مثلما يفتخر به رئيس النادي.
وتابع قائلا "نسعى لأن نلعب دورا رياضيا وتربويا من خلال إقناع أكبر عدد ممكن من الشبان للانخراط في نادينا أو بقية الأندية المختصة في هذه الرياضة لأن ذلك من شأنه أن يقطع عليهم طريق الآفات الاجتماعية الذي قد يسلكونه في حال ما إذا سيطر عليهم الفراغ".
وإضافة إلى الألقاب التي حصدها الموسم الماضي، نادي ثيران وهران، فإن ثمار عمله بدأت تظهر أيضا من خلال اختيار أربعة من عناصره ضمن التشكيلة الجزائرية لأقل من 18 سنة التي تستعد للمشاركة في الألعاب الإفريقية للشباب المقرر إجراؤها بالجزائر العاصمة جويلية القادم، وهو ما اعتبره رئيس النادي أمرا محفزا لمواصلة العمل على نفس المنوال حيث يطمح، على حد قوله، لأن يمد المنتخب الجزائري بأكبر عدد من اللاعبين خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران 2021.
لكن تحقيق هذا الطموح تعترضه عراقيل كثيرة، مثلما يعترف به نفس المسؤول الذي يتأسف للظروف الصعبة جدا التي يعمل فيها شبانه الذين يتدربون مرتين فقط في الأسبوع وعلى ربع ميدان بسبب غياب الهياكل الرياضية اللازمة التي تستقبلهم.
وتجري تدريبات ثيران وهران بملعب "ميلود هدفي" (ويمبلي سابقا) الذي تردت وضعيته كثيرا وأصبحت أرضية ميدانه المعشوشبة اصطناعيا تشكل خطرا أكيدا على اللاعبين.
وفضلا عن هذا الإشكال المهم يجد مسؤولو النادي صعوبات كبيرة لتوفير الوسائل البيداغوجية اللازمة للاعبيهم للاستمرار في ممارسة هذه الرياضة على غرار الكرات الخاصة التي وعدت الاتحادية بجلبها من الخارج ولكنها تأخرت في ذلك كثيرا.
حلم الألعاب المتوسطية 2021 يراود الشبان
يذهب مسؤول الخزينة في نادي ثيران وهران، عيسى بدو، في حديثه إلى نفس الاتجاه حيث اشتكى كثيرا من الانعدام "الكلي" لمساعدات السلطات المحلية والرياضية بالولاية والبلدية ما يدفع المسيرين للتعويل على أموالهم الخاصة من أجل الاستمرار في النشاط.
وتزداد حاجيات النادي إلى الإمكانيات المالية في ظل المهام الأخرى التي سطرها المسيرون لأنفسهم في المجالين التربوي والترفيهي والتي يقومون بها من خلال تنظيم خرجات سياحية لشبانهم، حيث لم تمنع قلة الموارد المالية من تشجيع لاعبيهم على مواصلة العمل بجد بطريقتهم الخاصة، يقول بدو.
ولأن ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستستضيفها الجزائر لثاني مرة في تاريخها ستقام بوهران في 2021، فإن شبان ثيران وهران يحدوهم طموح المشاركة في هذا الموعد الكبير ما يزيد في تحفيزهم على بذل مجهودات إضافية في مشوارهم الرياضي.
وتقول يمينة بلغراف (17 سنة) في هذا الشأن: "أحببت الريغبي رغم أنه حديث العهد في الجزائر بعدما كنت أمارس في السابق رياضة المصارعة ثم الكاراتي.. أتمنى أن ألعب الريغبي لسنوات طويلة رغم الصعوبات التي أجدها في إقناع والدي للسماح لي بممارسة هذه الرياضة.. أحلم بتمثيل الجزائر في الألعاب المتوسطية خاصة وأنها ستقام هنا في وهران حيث ولدت وترعرعت".
ذات الطموح يغذيه زميلها حاج جلول (17 سنة) الذي دخل عالم الريغبي منذ سنة واحدة بعدما مارس رياضة الملاكمة، حيث لم يخف رغبته الكبيرة في رفع التحدي وإقناع الطاقم الفني الوطني بضمه إلى التشكيلة الجزائرية التي ستدافع عن الألوان الوطنية في الألعاب المتوسطية. وقبل ذلك، يؤكد بأنه نجح في إقناع عدد من زملائه بممارسة الريغبي الذي يتوقع له نجاحا معتبرا بالجزائر في المستقبل القريب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : القسم الرياضي
المصدر : www.el-massa.com