عاصفة في الجنوب؟

في مطلع الافلية، عاشت البلاد أزمة حقيقية في منطقة القبائل، الأسباب واضحة بالنسبة لأهل المنطقة معقدة بالنسبة للحكومة آنذاك، والنتيجة اصطدام وصل إلى حد سقوط أرواح في المنطقة،.. ولو لا تدخل العقلاء الذين تمكنوا من تغليب لغة الحوار على لغة النار لكانت الكارثة....
اليوم، تتحرك رمال الصحراء من تحت أقدام الحكومة، بطالو الجنوب يقررون تنظيم مسيرة مليونية للاحتجاج على أوضاعهم، البعض من الفاعلين السياسيين يقول أن مطالب الشباب في الجنوب شرعية، أنها متعلقة بالعمل والسكن والمساواة.. لكن ثمة من يرى أن المسالة برمتها بحاجة إلى تمعن في أسباب الحراك الذي لم يهدا في الجنوب منذ سنوات..هناك من يعتقد أن المشكلة مفتعلة لضرب استقرار الجزائر كما تقول حنون،.. فهل نحن أمام عاصفة رملية قادمة من جنوبنا الكبير أم أن اقتصار الاحتجاجات على السكن والبطالة حسب ولد قابلية لن يشكل خطرا على الأمن العام والاستقرار الوطني؟
شخصيا أضم صوتي إلى تلك الأصوات المحذرة من مغبة التطورات الجارية في الجنوب، ذلك لأن الحراك هناك لم يتوقف منذ سنوات وان كان يأخذ في كل مرة منحنيات متدبدبة، فالجيل الجديد من مواطني الجنوب خاصة أولئك الدين تخرجوا من الجامعات والمعاهد، لم يعد يقنعهم الخطاب السياسي المنتهج من قبل السلطات، شانهم شان كل شباب الجزائر شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.
ما يجب قوله في هذا المقام هو أن الحكومة عليها استغلال كل أوراقها لتفادي إي أزمة محتملة، وإحباط أي مخطط مفترض لزعزعة الاستقرار الوطني وفق أجندة أجنبية هي ماثلة للعيان في العديد من الدول.