الجزائر

عادة الأكل في المطاعم تتحول إلى هوس لدى الجزائريين



عادة الأكل في المطاعم تتحول إلى هوس لدى الجزائريين
رغم ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشةعادة الأكل في المطاعم تتحول إلى هوس لدى الجزائريينازداد عدد المقبلين على تناول الأكل في المطاعم، وانتشرت معها المطاعم ومحلات الأكل السريع في كل الأمكنة حتى في المنازل السكنية وعند الشوارع الرئيسة، فهل ذلك الانتشار للمطاعم يؤكد هوس المجتمع والأسر على تناول الطعام خارج البيت بشكل أصبح يفوق تناول الوجبات داخل المنزل، الذي كانت تنتشر فيه الأسر سابقا وتلتقي في وجبات لا يتوجب تغيب أحد أفراد الأسرة عنها.زهية.بالتقينا بعينة من المواطنين في محاولة منا لمعرفة السر خلف الاندفاع الكبير نحو هذه المطاعم وبذل مبالغ كبيرة في دقائق، وهل ذلك الهوس يكشف حقيقة زعزعة الروابط الأسرية فلم تعد تهتم كثيرا لوجباتها الرئيسة، أم أن انتقاء نوع الطعام اختلف وأصبح الطعام المنزلي لا يتوافق مع جيل اليوم، أم أنها مجرد متنفسا للتغييروليس لسد جوع البطن؟.كسر الروتين وتغيير نمط الحياة المعتادومن أهم ما أجاب به معظم الأشخاص الذين تحدنا إليهم هو نمط الحياة العصرية وكسر الروتين، حيث رأت أنفال، طالبة بجامعة الجزائر أن الإتجاه لتناول الطعام في المطاعم لا يأتي من قبيل البحث عن التنوع في ذائقة الطعام فقط، فالموضوع له أبعاد كبيرة وعميقة تكشف حاجة أفراد المجتمع إلى فكرة التغيير والخروج عن النمط المعتاد، حيث إن المطاعم أصبحت المتنفس الوحيد لجميع أفراد المجتمع، خاصة العائلات الباحثة عن مكان إذا ما فكرت في كسر الروتين اليومي، ولأن المطاعم المكان الوحيد المتاح للجلوس والذي يخلق لك متعة حينما يقدم لك الطعام بطريقة شهية مع بعض الأجواء المختلفة عن المنزل، مشيرة إلى أن المشكلة ليست بتناول الطعام في المطاعم، بل في تحولها إلى بديل دائم لدى أفراد الأسرة، خاصة الشباب والفتيات أيضا، اللواتي أصبحن يفضلن الطعام السريع على أكل البيت،إيقاع الحياة السريع فرض نمط جديد للحياةمن جانبهم يرى آخرون أن عجلة الحياة السريعة ونمط الحياة العصرية فرض بعض العادات الجديدة، منها تناول الأكل في المطاعم والتخلي عن الجلسات العائلية، وهنا أشار فتحي،27سنة، إلى أن تناول الطعام في المطاعم يمثل متعة كبيرة، مبينا أن إتقان المطاعم للمذاق العصري أسهم في زيادة الإقبال عليها، إلى جانب تصميمها الجذاب، مشيرةا إلى أن لتغير طبيعة الحياة دور في ذلك، حيث أصبح الأفراد يقضون جل يومهم خارج المنزل، فيجد في المطعم وسيلة سريعة تحقق له طعاما شهيا بشكل سريع يتماشى مع إيقاع الحياة، متوقعةا أن يكون هناك شيء من العذر لمن لا يجد فرصة لتناول الطعام في المنزل، كالموظف الذي يقضي غالبية يومه في العمل، وكذلك للشاب الذي يسكن بمفرده بعيدا عن أسرته لظروف الدراسة، إلا أن تلك الحالات لم تعد الوحيدة التي يحق لها ارتياد المطاعم بشكل كبير، فهناك من تحول الهوس لديه إلى مرض، حتى أصبحت بعض الأسر تقطع مسافات لتتناول طعام العشاء في مطعم سمعت كثيرا عن مذاق طعامه ومكانه الممتع.وهناك من ينتقد الوضع ويصفه بالجنونمن جانبهم انتقد الكثيرون الهوس الكبير بتناول الطعام في المطاعم، التي أصبح تكدس الزبائن بها يدعو للاستغراب، وكأنها توزع الطعام مجانا، بل هناك مطاعم من فرط الازدحام عليها تتسبب بتعطيل حركة السير، وهنا يذكر رشيد،48سنة، المشهد الذي أدهشه حينما دخل مع زوجته لمطعم فوجد الناس تقف في طوابير طويلة تنتظر أدوارها للحصول على مقاعد لتتناول طعامها، بل وصل الأمرإلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قام صاحب المطعم باستعجال الزبائن الجالسين لتناول وجبتهم دون حرج، مضيفا:" هناك إقبالا مجنونا نحو المطاعم لا تفهم أسبابه، وأصبح كل من يفكر أن ينطلق بمشروع أن يفتتح مطعما، ولامت بهية،52سنة، بعض السيدات اللواتي أسهمن في تفشي الإقبال على المطاعم بشكل كبير، كون البعض منهن يتكاسل عن طهو الطعام في المنزل، ويجدن في ذلك مضيعة وقت كبيرة، وبعضهن أصبحن يفضلن ارتياد المطاعم بشكل كبير، وكأن ثقافة الاكل السريع بدأت تترسخ في المجتمع، فلم تعد بعض البيوت مكاناً للطعام الشهي النظيف.عادة تحولت إلى هوس تستوجب التخلص منهاوترى أخصائية علاج طبيعي والتأهيل الحركي نادر.ه، على أن جهل المجتمع بما تقدمه المطاعم يمثل خطرا حقيقيا يهدد الصحة، خاصة وأن تناول كميات كبيرة من الطعام السريع خارج المنزل يسبب الإصابة بالسمنة، فالعولمة لم تعد محصورة على الثياب والمظهر والفكر والسلوك، بل دخلت في طريقة تناول الطعام، فمن يعتاد على الأكل في المطاعم يصبح لديه عادة وهوس لا يستطيع أن يتخلص منهما م، مما يستوجب التخلص منها، مشيرة إلى أن أسلوب الحياة له دور كبير في اتجاه الأفراد نحو المجتمع، مفيدة أن اللجوء إلى المطاعم بشكل كبير يعود إلى رغبة الأسر في التنفيس، فهي تحتاج إلى الخروج إلى المطعم في الأسبوع مرتين حتى تشعر بأنها كسرت الروتين، كما أن الأمهات العاملات يحتجن كثيرا للمطاعم كونهن لا يجدن الوقت الكافي لإعداد الطعام في المنزل، فنمط الحياة له دور كبير في ذلك الهوس، منوهة بأن لذلك آثارا سلبية تنعكس على الأبناء الذين أصبحوا يفضلون تناول الطعام خارجا عن المنزل، حتى وإن بذلت الأم جهدا في إعداده، كما أنها قللت من الروابط الأسرية، وزادت من الإستهلاك المادي، رغم تفاقم ظروف المعيشة الحالية، فتناول الأكل في المطاعم يحتاج إلى مصروف كبير يؤثر على ميزانية الأسرة، وتلك مشكلة أخرى قد تنتج من الاندفاع الكبير تجاه المطاعم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)