الجزائر

عائلات الممتحَنين تعيش حالة طوارئ



عائلات الممتحَنين تعيش حالة طوارئ
لا يتحمل أعباء الامتحان ومراجعة الدروس الممتحن لوحده بل تنعكس أجواء التحضير التي تسبق خوض غمار الامتحانات المصيرية على كامل الأسرة بوجه عام، وهي الحالة التي تعيشها اغلب العائلات الجزائرية المشتملة على ممتحنين مع العد التنازلي لاقتراب الامتحانات التي هي على بعد أيام قلائل بالنسبة للأطوار الثلاث مما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ بأغلب الأسر ميزها تأجيل في المواعيد والارتباطات وحتى الزيارات العائلية وإعادة ضبط رزنامة المواقيت وتغييرها جذريا فكل شيء مُوقّف إلى حين فراغ الأبناء من الامتحانات المصيرية.
اقتراب تواريخ بعض الامتحانات المصيرية على غرار شهادة التعليم المتوسط وكذا شهادة البكالوريا قلب حياة العائلات الجزائرية رأسا على عقب فالنفسية الصعبة التي تسبق خوض الامتحان لا تنحصر ولا يتحملها الممتحن لوحده بل تصل افرازتها إلى كامل أفراد الأسرة الواحدة وعلى رأسهم الوالدين، وتعيش اغلب الأسر في هذه الأيام على الأعصاب بسبب اقتراب مواعيد الامتحانات ميزها التغيير الكلي في نمط الحياة العادي لأغلب الأسر، فلا دخول ولا خروج ولا حياة عادية إلا بعد استكمال مرحلة التحضير للامتحانات وخوض معتركها بسلام وتكليل الخطوة بالنجاح.
وراحت العائلات إلى تأجيل الزيارات العائلية وحتى تفويت فرص حضور الأعراس لتعيش حياة معزولة عن الآخرين، وعن اقرب المقربين ويرى الأولياء أن كل شيء يهون في سبيل توفير الجو الملائم للممتحنين.
اقتربنا من بعض أولياء الممتحنين ووجدنا اغلبهم على الأعصاب وكلهم خوفا من التقصير في توفير الجو الملائم لأبنائهم الممتحنين خاصة وان الامتحانات المصيرية هي على بعد أيام وبدأ عدُّها التنازلي.
قالت السيدة وهيبة التي ستجتاز ابنتها شهادة التعليم المتوسط أنها مرعوبة من الامتحان أكثر من ابنتها وتتوتر دائما وهي تراها تحضر للامتحان على قدم وساق فهي لا تنام إلا سويعات معدودة وتنهض باكرا الشيء الذي آلمها ودفعها على الوقوف بجانبها في هذا الأيام، وألغت بذلك بعض الزيارات العائلية التي كانت تربطها للأقارب ناهيك عن أعراس الجيران التي لم تستجب ولو لدعوة واحدة بسبب ظروف التحضير للامتحان لأنها لو فعلت فسوف تحس انه تقصير في حق ابنتها التي تجتاز ظروفاً صعبة أثرت على نفسيتها وصحتها كثيراً، وختمت بالقول أنها لن تعود إلى الحياة الطبيعية إلا بعد استكمال الامتحان وخروج ابنتها من تلك القوقعة الخانقة.
أما السيدة كوثر فقالت إن ابنها سيجتاز امتحان البكالوريا وانه من سوء حظها أن أسبوع الامتحان سيتصادف مع عرس أخيها لذلك فهي ستستغني عن حضور بعض المراسيم لتقف بجانب ابنها وتسانده وترفع من معنوياته وترى أن العرس من شانه أن ينتهي لكن المراهنة بمستقبل ابنها وتضييعه سوف تجعلها تندم.
أما ناريمان المقبلة على امتحان شهادة التعليم المتوسط فقالت أن التحضير للامتحان جعلها تمتنع عن استقبال الضيوف في بيتهم حتى اقرب المقربين لا لشيء سوى لأنها تغتاظ كثيرا لتلك الجلسات الحميمة التي لو كانت ببيتهم في هذا الفترة بالذات لغابت هي عنها بعد انشغالها بالمراجعة، مما دفعها إلى إلغائها وأخبرت جل أقاربها بذلك ولم تجد أي حرج خاصة وأنهم تفهّموها لاسيما وأنها كثيرا ما دعتهم فيما سبق إلى بيتهم بالنظر إلى خفة ظلها ومرحها الدائم إلا أن الامتحان غيّر مزاجها وهي فترة وتمر مثلما قالت وتمنت مرورها بسلام ونيل النجاح في الأخير.
هي الأجواء التي ميزت اغلب الأسر المشتملة على ممتحنين فالتحضير للامتحان فرض عليها الاستغناء عن بعض الصفات المحمودة واكتساب صفات مذمومة لفترة مؤقتة كالامتناع عن استقبال الضيوف بالبيت، وعدم الاستجابة إلى دعوات الفرح وتفضيل الانعزال في سبيل توفير الظروف الملائمة للممتحنين والوقوف إلى جانبهم والرفع من معنوياتهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)