عائلات اختارت حمام ملوان لعطلة صيفية مريحة

تعرف الأيام الأولى بعد انقضاء شهر رمضان استقرار عائلات بمختلف الأماكن السياحية، لتزامن فترة الحر مع إجازة أغلب العمال، ليغتنم الفرصة حتى من لم يظفر بعطلة بعد خروجه من العمل مباشرة، وينال حمام ملوان الطبيعي إقبال العائلات “البليدية” والولايات المجاورة لها، بعد ضمان شروط الراحة والأمن كونهما العنصران الأساسيان لفترة اصطياف مريحة.يعتبر “حمام ملوان” أحد أهم وأشهر الحمامات الطبيعية التي عرفت بفوائد مياهها العلاجية، ويقع ببلدية تحمل ذات الاسم على بعد 45 كم غرب العاصمة بولاية البليدة، ونظرا لتزايد إقبال العائلات إليه مع كل عام، فقد تم تجهيز الضفة المطلة على الواد بخيم عائلية مقابل مبلغ معقول، مع امكانية السباحة للأطفال والنساء، حيث لا يشكل الأمر خطرا لعدم عمق مياهه، كما تأسر الطبيعة الخلابة للمنطقة جميع الوافدين إليها، فهي ذات جبال مرتفعة وغابات كثيفة، تتخللها وديان جارية، وزيارتنا لعين المكان على مدار يوم كامل جعلتنا نستشعر علامات الأمن والاستقرار، بانتشار مصالح الدرك الوطني والشرطة والحرص على جعل هذه المنطقة السياحية آمنة طول أيام السنة، وتتعزز ذات المصالح في الفترة الصيفية. كانت العائلات العاصمية تتجه نحو حمام ملوان في بدايتها بقصد العلاج الطبيعي، الذي يتوفر من خلال حمامات مغلقة بها منابع طبيعية، جزء منها مخصص للنسوة وآخر للرجال، وتم الفصل بينها بمقرات رسمية بها حراس وأعوان نظافة، لتوسع دائرة الخدمات على مستوى حمام ملوان بعرض سلع للبيع، كثير منها في الصناعات التقليدية كالأواني الفخارية، الألبسة، الزرابي، أشياء تزيينية وهدايا تذكارية. لم تقتصر الحشود الغفيرة التي تملأ حمام ملوان يوميا على الجزائريين المقيمين بالوطن، بل كانت الجالية على موعد معه بعد ذياع صيته، والتأكد من مياهه العلاجية، التي يؤكد كبار المنطقة أنها تساعد على التخلص من كثير من الأمراض الجلدية بفضل درجة حرارتها التي تتعدى 40 درجة مئوية، كما ساهمت مياه منابع المنطقة الطبيعية على تحسين الحالة الصحية لمصابين بأمراض مستعصية، كالسيدة “نورة” التي قالت: “أعاني من مرض المفاصل الذي يحول دون نشاطي اليومي، لأداوم على العلاج لدى مختص في أمراض المفاصل واتباع أدوية، ومنذ 3 سنوات وأنا أشعر بتحسن بعد أن أرشدتني إحدى قريباتي لحمام ملوان الذي نتردد إليه منذ الفترة الربيعية”.