ماذا يعني أن تكون مستشارا في الجزائر؟ في الغالب الأعم لا شيء.. سوى أن تتكلم تحت الطلب.. وتصرف من الخدمة عندما لا يعودون بحاجة إليك.. قبل مدة تحدث مستشار وزير الشؤون الدينية بغير إذن.. فأنهيت مهامه بسرعة.. والراجح أن المعني أساء التقدير.. وربما لم يستوعب وظيفته جيدا.. فقالوا له.. نتأسف أنت غير منضبط.. ومن الأفضل أن تعود إلى بيتك.. بغير ضجيج.
هذا نوع من المستشارين الذين يجهلون وظيفتهم.. ولا يدرون ماذا سيفعلون حين يؤتى بهم؟.. أي بطالون بعنوان مستشار لا يعمل شيئا.. وأعرف مستشارا لوزير.. أنهيت مهامه التنفيذية فعين مستشارا.. ومن يومها وهو ينتظر أن يقولوا له ماذا سيفعل.. إلى أن أحيل على التقاعد المريح.
***
النوع الثاني من المستشارين.. عبارة عن طبعة خاصة اخترعها وزير الطاقة المتهم بفساد الذمة وخيانة الأمانة.. حيث يقدم السيد فريد نور الدين بجاوي نفسه مستشارا للوزير المحظوظ.. لكن دون هوية محددة.. باستثناء بطاقة وظيفية.. مكتوب فيها: للراغبين نحن في الخدمة.. مستشار متعدد المهام.
هذا المستشار ليس بحاجة إلى إذن مسبق بالكلام.. لأنه لا يتكلم أصلا.. ودوره ينحصر في عقد القران بين مافيا الشركات.. مقابل نسبة من قيمة الصفقة.
إنه المستشار الطيار.. الذي يبيت في هونغ كونغ.. ويستيقظ في باريس.. ليمسي في روما.. ويعهد إليه بترتيب اللقاءات.. وقبض الرشاوى والعمولات.
المستشار الطيار.. لا يعرف له وطن.. وليس له عنوان شخصي أو مكان محدد.. سوى أن له جنسية جزائرية أصلية.. وجنسيات مكتسبة أخرى.. يظهر فجأة كما يختفي فجأة.. لا يحب الأضواء.. ويفضل أن يتحرك تحت السطح.. إنه ليس مستشارا بالمعنى الحرفي.. بل ظل مستشار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عيسى جرادي
المصدر : www.elbilad.net