تحاول معظم المصادر الغربية، عند حديثها عن النظام السياسي الجزائري إبان العهد العثماني (1520-1830)، أن تعطينا صورة قاتمة عنه، من خلال إبراز الفوضى السياسية التي عرفتها هذه المرحلة، والتي تظهر في تزايد عدد الاغتيالات السياسية التي مست حكام الايالة آنذاك، أو من خلال التنافس الشديد على السلطة، وطبيعة الأشخاص الذين مارسوا هذه المهام، والذين كان معظمهم من فرقة الانكشارية وطائفة رياس البحر، كما أنهم كانوا من الأميين الذين لم يتوفروا على أي نصيب من الخبرة السياسية، التي تمكنهم من الإشراف الجيد على شؤون الايالة، فنتج عن ذلك انتشار الفوضى والاضطرابات، وأصبحت الجزائر نتيجة لذلك، حسب هذه المصادر، مرتعا لمجموعة من اللصوص والهاربين من العدالة، الذين هيمنوا على خيرات البلاد وثرواتها على حساب الأغلبية الساحقة من السكان. فما مدى مصداقية هذه الكتابات؟ وما هي الجوانب السياسية التي أطنبت في الحديث عنها؟ وألم يكن أصحابها بمثابة جواسيس لبلدانهم، حاولوا من خلال كتابة مذكراتهم وملاحظاتهم أن يقدموا معلومات هامة لدولهم تستغل للاعتداء على الجزائر آنذاك؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/04/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد بوشنافي
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 1, Numéro 1, Pages 21-31