مخرجة بلجيكية تصوّر صراعها ضد سرطان الثدي و تبثه على المباشر
نال أكتوبر الوردي المخصص لسرطان الثدي حظه من التغطية الإعلامية بكل القنوات العربية و الأجنبية، و لعل أكثر ما أثار اهتمام المشاهدين الأوروبيين و الفرنكوفونيين أيضا، هي جرأة و شجاعة الإعلامية و المخرجة البلجيكية "ماري ماندي"التي فاجأت الجميع بتصوير رحلة علاجها و آلامها مع هذا المرض الخبيث الذي اكتشفت إصابتها به عام 2007 .و بذل التذمر و اليأس قررت التحدي و مواجهة المرض، حيث اتصلت بقناة "فرانس 2" لتقترح على إدارتها فكرة تصوير رحلة كفاحها ضد السرطان. السينمائية كانت بالفعل مثيرة للإعجاب ، و لقيت دعم الزملاء بالصحافة الفرنسية و البلجيكية الذين قدموا لها المساعدة المادية و المعنوية، لتبدأ مثل 42000امرأة بفرنسا رحلة القلق و الخوف بين اختلاف الآراء و التشخيص الطبي الذي زاد من إصرارها على كشف كواليس المراكز الصحية. و لم تيأس أو تفشل حتى بعد استئصال ثديها ببلجيكا عام 2008، بل اختارت مواصلة ما بدأته بطريقة احترافية فرض تسلسل محطات العلاج نفسه لكن بعيدا عن الأجواء الحزينة المثيرة للدموع :" لم أكن أريد فيلما مثيرا للشفقة أو للحزن. تمنيت أن يكون فيلما سينمائيا حقيقيا مع تحليقات شعرية و غنائية للحظات السوسبانس العديدة". قالت المخرجة الفريدة من نوعها "ماندي" التي نقلت مادة خام من حميميتها و أسرارها الخاصة ، و تقاسمتها مع الغير بكل ثقة. صورت جروح جسمها و روحها المتألمة لكن اختارت له إطار سينمائي يبعث على التفاؤل، كجولتها على متن القطار التي التقطت خلالها مشاهد لطبيعة خلابة و سماء جميلة بسحبها المتدرجة الألوان...حيث تلاعبت بالأضواء و الألوان من خلف المرايا و زجاج النوافذ، مما أعطى لفيلمها لمسة فنية خاصة، أضافت بها شيئا جديدا للفيلم الوثائقي الممل عادة:" فكرة واحدة شغلت اهتمامي، إيجاد طريقة لإنقاذ حياتي، لقد اختفت كل فكرة أو مفهوم الاحتشام و النرجسية من قاموسي الخاص". و على غرار أعمالها السابقة الموسومة بالمصداقية الواسعة ، نجحت المخرجة "ماري ماندي" في استقطاب اهتمام المشاهدين في الكثير من الدول بطريقتها المتميزة في تصوير يوميات مريضة يتهددها الموت في أي لحظة، لكنها بعزيمة امرأة تعتبر بحق رمزا للتحدي لم تطلب من مرافقيها كالمصور و مهندس الصوت من توقيف التسجيل و لو مرة واحدة، حتى في أصعب المواقف و أكثرها حزنا و ألما.و قد اختارت ماري ماندي لفيلمها عنوان"ثدياي...مذكرة شفاء" الذي تحصلت بفضل تميزه على الجائزة الدولية الكبرى للفيلم الوثائقي هذه السنة بموناكو، و جائزة "أوروبا " لأفضل فيلم وثائقي التي ستتسلمها نهاية هذا الشهر ببرلين.و تعد ماري ماندي من أبرز المخرجات ببلجيكا ولدت بلوفين عام 1961، و درست فقه اللغة قبل التوجه إلى الفن و الحصول على شهادة في الفنون و تقنية صناعة الفيلم بلندن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2010
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مريم
المصدر : www.annasronline.com