اكتفى الوفد الحكومي، الممثل في وزير الداخلية والجماعات المحلية، وزير الأشغال العمومية ووزير السكن والعمران، أمس، بزيارة نقطة واحدة من أصل ستة مواقع متضررة عقب الفيضانات التي عرفتها مدينة البيّض ليلة الأحد الماضي، في ظل أحداث فوضى وشغب عرفها محيط الوزراء الثلاثة، لولا تدخل عناصر الشرطة مدعومين بقوات الدرك، الذين أعادوا الوفد الوزاري لمقر الولاية.
أوفد، أمس، ممثلو الحكومة ثلاثة نواب من التحالف الرئاسي، للمحتجين في مواقع متضررة من مدينة البيّض، ''سواء لإيفاد ممثلين عن الغاضبين، أو تنظيم المتضررين للسماح للوزراء بالتنقل لمواقع الكارثة''، مثلما أوصى الوزير غول ''مبعوثي'' الحكومة، غير أن مهمة النواب فشلت، بعد أن رفض أغلبية المحتجين التنقل لمقر الولاية، بدل زيارة الوفد الحكومي للمعنيين بهذه الزيارة الحكومية.
ولم يجد وزير الداخلية وزميلاه، بعد استشارة السلطات المحلية والأمنية، حلا غير مخاطبة السكان والمحتجين على أمواج أثير الإذاعة المحلية، بعد أن وصلت أصداء عن غيلان شعبي في مواقع مختلفة من المدينة.
وذكر نائب، تنقل للمتضررين، أن ''طريقة تناول التلفزيون لما حدث في هذه الكارثة''، زاد من جرعة الغضب لدى المحتجين والمتضررين، على خلاف مناطق أخرى من الجزائر. وبعد أكثر من ثلاث ساعات تمكنت السلطات المعنية من إقناع حوالي 60 شخصا من المتضررين بلقاء الوفد الحكومي بقاعة بديوان والي ولاية البيّض، وقد تم تفضيل لقاء داخلي بدل تنقل الوفد لأحياء القرابة، بوخواضة، واد الفران، العناصر، راس لكوط وقصر بن خيرة، بعد موجة من الاحتجاجات وقطع الطرقات العمومية، سواء من طرف متضررين ''حقيقيين أو مزيفيين''.
وقد وصل أخطر أشكال الحركات الاحتجاجية لديوان الوالي، ليلة أول أمس، حيث أقدم مواطنون على تخطي جدران مقر الولاية ورشق ديوان الوالي بالحجارة، بعد أن كسروا عددا محدودا من زجاجات الواجهة اليمنى للمدخل الأمامي، بعدها تمكنت عناصر الدرك من إجلاء ساحة الولاية من المحتجين. هذه الأحداث وأخرى جعلت المسؤولين لا يغامرون في تنقل الوزراء ووزير الداخلية، بالدرجة الأولى، وسط كتل بشرية كبيرة غير مضبوطة الحركة، مثلما حدث صبيحة أمس، حيث وجد الوزراء الثلاثة، خلال زيارتهم لجسر المهبولة المنهار، أنفسهم يخرجون بصعوبة من وسط المواطنين، حيث تم ''تهريب'' ممثلي الحكومة لمقر الولاية بعد أول نقطة منكوبة بالمدينة.
وكان الوالي، في وثيقة سلمها لوزير الداخلية تحصلت عليها ''الخبر''، قد تحدث عن انفلات أمني ليلة الفيضانات، حيث سجلت الجهات الرسمية سرقات طالت محيط المستشفى، وتصرفات غير مسؤولة لمواطنين يريدون فرض أنفسهم بالقوة ضمن المنكوبين، علاوة على الاعتداء على مقر الولاية، حسب وثيقة الوالي، لأكثر من مرة.
وفي موضوع ذي صلة بالموضوع، نجا أحد نواب الولاية من الاعتداء بالعصي والتهديد ''لما أراد تفقد أحوال المنكوبين''. أما على مستوى الشارع فقد استغرب الكثيرون عدم تقديم الوفد الوزاري تعازيه باسم الحكومة التي يمثلها لعائلات الضحايا والمنكوبين، في حين تنقل المدير العام للحماية المدنية لعائلة العون بالكحل الذي جرفته الأمواج، وهو يخلص سيدة بحي المنظر الجميل لم يعثر على جسده لحد الآن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/10/2011
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : بشير العرابي
المصدر : الخبر 2011/10/04