طرقات مقطوعة، ثلوج بسمك نصف المتر.. وجهود لضمان تموين السكان

شهدت معظم مناطق الوطن خلال ال48 ساعة الأخيرة، اضطرابا جويا قويا تسبب في تساقط كميات معتبرة من الأمطار الرعدية والثلوج التي قارب سمكها ال50 سنتيمترا ببعض الولايات، وباستثناء أقصى الجنوب الجزائري فإن النشرية الجوية الخاصة التي أعلن عنها مسبقا الديوان الوطني للأرصاد الجوية، كانت في الموعد منذ الأربعاء الماضي، حيث اجتاحت موجة من البرد القارس والأمطار الرعدية والثلوج المناطق الغربية، الوسطى ثم الشرقية للوطن وصولا إلى شمال الصحراء ..وتسببت هذه الوضعية الجوية المضطربة في قطع العديد من الطرق الوطنية والمسالك وعزل قرى ومداشر بفعل كثافة الثلوج التي تعكف المصالح التقنية، على إزالتها لفك العزلة عن السكان وضمان تزويدهم بالمؤن الغذائية اللازمة وغاز البوتان.وسجلت ولايات الوسط والشرق الجزائري تساقط كميات معتبرة من الأمطار بلغت نسبتها إلى غاية منتصف نهار أمس، ال50 ملم وذلك عبر ولايات تيبازة، العاصمة، بومرداس تيزي وزو والبويرة، فيما استمر الاضطراب الجوي أمس، عبر ولايات بجاية، جيجل، سكيكدة، عنابة، الطارف، سطيف، ميلة قسنطينة، ڤالمة وسوق أهراس، حيث تجاوزت كميات الأمطار المتساقطة ال60 ملم.أما النشرية الخاصة بتساقط الثلوج يومي الخميس والجمعة الماضيين، فقد كانت هي الأخرى في الموعد،حيث تساقطت ومنذ ليلة الأربعاء، كميات معتبرة من الثلوج على المرتفعات التي بلغ علوها ال800 متر، وذلك بكل من تلمسان، سيدي بلعباس، سعيدة، النعامة، البيّض، تيارت الأغواط، عين الدفلى، المدية، البويرة، بومرداس، تيزي وزو، بجاية، برج بوعريريج وسطيف.ويشير موقع الديوان الوطني للأرصاد الجوية، إلى عودة الاستقرار ابتداء من اليوم بمناطق غرب الوطن، مع أجواء ممطرة ومصحوبة بالبرد بولايات الوسط والشرق الجزائري، على أن تعود الأجواء المضطربة ابتداء من يوم غد شرق بوسط البلاد مرفوقة بتساقط الثلوج على المرتفعات التي يصل علوها ال700 متر، كما يتوقع تسجيل أمطار محلية شمال الصحراء والواحات وأجواء مشمسة بباقي المناطق، أما درجات الحرارة فلن تتعدى ال13 درجة بمناطق الشمال و5 درجات بالمناطق الداخلية على أن لا تتجاوز ال20 بالصحراء.وغطّت الثلوج أمس، العديد من مدن وولايات الشرق الجزائري على غرار سطيف، باتنة، قسنطينة، خنشلة، حيث وصل سمك الثلوج ال20 سنتيمترا، وتسبب الوضع في شل حركة المرور خاصة بالطرق الوطنية والرئيسية على غرار الطريق السيار شرق-غرب وطرق وطنية تقع في المناطق المنخفضة، وقد تم وضع آليات للأشغال العمومية وكاسحات للثلوج عبر محاور الطرق الأكثر عرضة للثلوج وذلك منذ النشرة الجوية الخاصة، في حين اتخذت السلطات العمومية جملة من الإجراءات للرفع من مخزون المواد الغذائية وقارورات الغاز لتجنب الندرة، ونقص التموين للمواطنين القاطنين في المناطق الجبلية والبعيدة.من جهته جند قطاع الأشغال العمومية بولايات البيّض، وتيسمسيلت وتيارت ومعسكر العديد من الفرق الميدانية مزودة بكاسحات ثلوج وشاحنات تعمل على فتح حركة المرور عبر المحاور المشلولة، كما تستعين هذه الفرق بآلية سكب الملح والحصي على مستوى عديد المحاور التي تعرف صعوبة في السير، فيما باشرت مصالح الدرك الوطني منذ بداية هذا الاضطراب الجوي بإعلام وتحسيس مستعملي الطريق عبر الإذاعات الجهوية بضرورة أخذ الحيطة والحذر.ومن جهتها جندت فرق ومصالح الحماية المدنية بالولايات المعنية كل إمكانياتها البشرية والمادية لمساعدة المرضى بالمناطق النائية لا سيما المزمنين منهم ونقلهم إلى المؤسسات الاستشفائية، ونسقت المصالح المذكورة جهودها مع الفرق التقنية التابعة لمديريات الأشغال العمومية، لإزالة الثلوج وفتح الطرقات مستعينة في ذلك بالوسائل والمركبات التابعة لمختلف القطاعات مدعومة بعمال البلديات.من جهتها أفادت تقارير أصدرتها أمس، قيادة الدرك الوطني، أن التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها عدة ولايات من الوطن تسببت في قطع العديد من الطرقات الوطنية والولائية أمام حركة المرور بكل من ولايات تيزي وزو والبويرة والبليدة والمدية وبومرداس وتيارت وتلمسان والبيّض وسعيدة وسيدي بلعباس والأغواط وباتنة وبجاية وقسنطينة وسطيف وبرج بوعريريج وڤالمة وسوق أهراس وخنشلة وميلة.وإثر هذه التقلبات اتخذت مصالح الدرك الوطني التدابير اللازمة عبر كامل محاور الطرقات المعنية لمساعدة المواطنين، في حين تتواصل أشغال فتح الطرقات التي باشرتها السلطات الإدارية.