أجمع المعتمرون المتوجهون أول أمس إلى البقاع المقدسة والعائدون منها على وجود فوضى وتأخر يطبع تسيير الرحلات ، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى الوكالات السياحية.
وجدنا أغلب المعتمرين مستلقين على كراسي قاعة الانتظار في المطار المخصص للحجاج والمعتمرين، معظمهم من المسنين اشتكوا لنا في البداية من غياب ممثلي وكالات السياحة والأسفار المسؤولة عنهم، والتي يفترض منها تزويدهم بالمعلومات المتعلقة بالرحلة. ويقول السيد ب.ح من برج بوعريريج إنهم كانوا مبرمجين للسفر على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط السعودية، وبسبب عطب أصاب الطائرة في مطار جدة، أجلت الرحلة من الساعة الخامسة مساء إلى العاشرة ليلا، ويضيف ''نحن في المطار منذ الثامنة صباحا، ورغم إلغاء الرحلة لسنا متأكدين بأنه سيتم احترام التوقيت الثاني''. وترك هذا الغموض استياء وسط المعنيين الذي لم يخفوا امتعاضهم من إهمال إدارة المطار لهم فيما يتعلق بموعد الإفطار، ومنعها أفراد عائلاتهم الذين جاؤوا لتوديعهم خارج المطار تحت أشعة الشمس الحارقة إلى أن يحين وقت السفر ''نحن في شهر الصيام والمفروض أن يسمح لهم بالبقاء معنا''.
وحسب عدد من المستجوبين الذين سبق لهم أداء مناسك العمرة من قبل، فإن قرار السلطات بتخصيص جناح من المطار للمعتمرين والحجاج في الأصل فكرة جيدة، ولكن مع الإبقاء على التعقيدات المعهودة في إجراءات الركوب وتعطل الرحلات، ثم إطالة إجراءات تخليص البضائع في شرطة الحدود ''أعادنا إلى نقطة الصفر''، حيث تزامن تواجدنا هناك مع وصول معتمرين من البقاع المقدسة في حدود الثانية زوالا، وقد امتزجت علامات التعب بالغضب الذي تسبب فيه حسب السيدة ب. شامة، المعاملة غير اللائقة التي تعرضوا لها في مطار جدة بفعل ''التفتيش المبالغ فيه''، وتتابع ''لقد أحسسنا بالإهانة''.
ويضيف معتمر آخر كان يجر أمتعته ''نحن نلوم السلطات الجزائرية التي لا تتفقد المعتمرين هناك، وفهمنا من كلامه بأن العديد منهم ضحية استهتار وكالات السياحة التي تفاجئهم بتغيير الفنادق لدى وصولهم، وأمور أخرى تعكر أداء المناسك، وأردف قائلا ''كل ما يهمهم استلام الأموال''، ثم أشار إلى البضائع التي كانت في حالة يرثى لها، فيما وجه المعتمرون انتقادات لاذعة لشرطة الحدود التي تطيل بنظرهم في مراقبة البضائع إلى درجة تزيد في قلق هؤلاء وسيما أن معظمهم يقطن خارج العاصمة.
من جانبه حمل نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية مناصير شريف لـ''الخبر'' أصحاب عدد من الوكالات مسؤولية المعاناة التي يتكبدها زوار الحرمين في هذه الفترة، ووصف هذه التصرفات ''بغير المهنية'' موضحا بأن كل وكالة مطالبة بإيفاد مرافق واحد على الأقل لكل فوج معتمر مهما قل عدده أو كثـر، ولو وجد المرافق على مستوى المطار لتم التكفل بمشكل التأخير في الرحلات في وقته تفاديا لإزعاج الزبائن أو تهويلهم بسبب طبيعة الإجراءات التي تقتضي حضور ممثل عن الوكالة السياحية، كما أرجع محدثنا جزءا من مسؤولية الفوضى التي تشهدها العملية إلى غياب الرقابة من جانب الهيئات التابعة لوزارة الشؤون الدينية والديوان الوطني للحج، سواء قبل انطلاق الرحلة أو بعد وصول الأفواج إلى السعودية أين يسجل تجاوزات كثيرة تقضي بمعاقبة الوكالات السياحية المتورطة فيها بحرمانها من الاعتماد.
معتمرون نقلوا عبر تونس دون إعلامهم
اشتكى أولياء مجموعة من المعتمرين ببرج بوعريريج من وكالة التل للسفر ببرج بوعريريج لأهاليهم من أداء مناسك العمرة عبر تونس دون إخبارهم بذلك، موضحين أن صاحب الوكالة أخبرهم عند انطلاق الرحلة بأنهم متجهون نحو أحد مطارات الشرق الجزائري ومنها إلى المدينة المنورة، وهو ما فنده صاحب الوكالة الذي أكد أنه فوجئ بإلغاء الرحلة من الجزائر فاضطر للتصرف.
أولياء المعتمرين كشفوا لـ''الخبر'' عن معاناة أهاليهم في رحلة استمرت أكثـر من سبع ساعات نحو وجهة مجهولة انتهت بهم في مطار تونس على الساعة الثالثة مساء، وقضوا ليلتهم فيه حتى الخامسة لينطلقوا في رحلة ثانية نحو أنطاليا بتركيا ومنها إلى المدينة المنورة، وقال أحدهم إن صاحب الوكالة لم يخبرهم بوجهة تونس، وأضاف آخر أن الوكالة ردت على احتجاجهم بكون صاحبها تخوف من إلغاء الحجز فامتنع عن إخبار المسجلين، علما بأن التذاكر الأولى كانت من مطار العاصمة نحو جدة، وقال أحد الأهالي أن المعتمرين وصلوا مساء أول أمس إلى المدينة في حالة يرثى لها.
من جهته، أقر صاحب وكالة التل للسفر إرسال 40 معتمرا عبر مطار تونس، موضحا أنه اضطر لذلك جراء إلغاء الرحلة من مطار العاصمة، فاستنجد بأحد زملائه الذي وجد رحلة من تونس ليوم 14 أوت، ولم يكن لديه متسع من الوقت لإخبار الزبائن، مشيرا إلى أنه كان في العاصمة وكل معاونيه نفوا ما ادعاه المحتجون. وحول معاناتهم طيلة الرحلة بالحافلة، أكد أن ذلك من أجر السفر لأنها أداء لفرض وليس رحلة سياحية، مضيفا أن المعنيين دفعوا تكاليف 15 يوما ولكنهم سيبقون شهرا كاملا وستتحمل الوكالة مصاريفهم.
يبقى التذكير بأن 41 معتمرا انطلقوا من برج بوعريريج مع الوكالة المعنية باتجاه لم تعلن عنه الوكالة، بينما قال صاحب الوكالة إن الرحلة فيها 200 معتمر 40 منهم من برج بوعريريج.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : أمال ياحي/ بوبكر مخلوفي
المصدر : www.elkhabar.com