الجزائر

''ضيق الوقت'' مبرر غير مقنع



جدد عمر غول تبرير عدم مشاركته في الانتخابات المحلية المقبلة بضيق الوقت. وهذا التبرير عودنا عليه التلفزيون الجزائري عندما يضطر لإلغاء برنامج ما أو تقليص النشرة الإخبارية للسماح بمتابعة مباراة المنتخب الوطني أو خطاب رئيس الجمهورية...
من الصعب أن نتصور عمر غول في نفس وضع التلفزيون الجزائري، لأن هذا الأخير يتعامل مع الأحداث ولا يستطيع أن يطلب تأجيلها. أما رئيس ''تاج'' فكان على علم مسبق بموعد المحليات، وكم من الوقت بقي له ليستقيل من حمس ويشرع في تحضير حزبه الجديد والحصول على الاعتماد، بعدما فازت قائمته بأغلبية المقاعد البرلمانية المخصصة للعاصمة.
عمر غول كان يعلم بضيق الوقت مسبقا، ولو كانت نيته هي إنشاء حزب للمستقبل لما سارع إلى عقد مؤتمره التأسيسي قبل المحليات، والداخلية لم تسارع لاعتماد أحزاب جديدة قبل التشريعيات الماضية والمحليات المقبلة إلا للسماح لها بالمشاركة في الموعدين الانتخابيين.
المشكل بالنسبة لعمر غول إذن هو مشكل تغيير البرمجة، مثل التلفزيون الجزائري، لكن ليس بسبب ضيق الوقت بل لأسباب أخرى. وننتظر أن يشرح لنا غول في المستقبل خبايا تغيير برمجته، وإلى ذلك الحين يمكن أن نجزم بأن سيناريو ''أرندي بيس'' أضحى مفضوحا وغير قابل للتطبيق في الظروف الدولية الحالية. ولو استمر غول في مشروعه إلى آخر نقطة، لأتم غلق الساحة السياسية دون ترك باب ولا نوافذ تطل منها الشمس.
وبما أن غول سيغيب عن الانتخابات المحلية سيكون من الصعب معرفة حجمه الحقيقي سواء في القاعدة أو لدى أصحاب النفوذ، وبالتالي سيصعب عليه في المستقبل إقناع من تعودوا على اصطياد الفرص بأن حزبه مدعم من الفوق والالتحاق به يضمن منصبا في المجلس الشعبي البلدي على الأقل.
أما إذا كان غول يعول على الانتخابات الرئاسية، فافتقاره لأي تجربة انتخابية، لا تسمح لأصحاب النفوذ بالاعتماد عليه لتمرير أي رئيس في 2014. فعلى غول أن ينتظر 2017 وحينها تكون الأوراق السياسية قد أعيد ترتيبها، ويحق لغول أن يجرب حظه في العمل الحزبي كأي جزائري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)