اتهمت منظمة ”هيومن رايتس ووتش” الحقوقية المعارضة السورية الممثلة فيما يطلق عليه اسم ”الجيش السوري الحر” بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد عناصر موالية للرئيس السوري، بشار الأسد، فيما قتل 18 شخصا بسوريا، أمس، بحملات قمع عسكرية متواصلة يسحق بها النظام السوري تحركات مناوئة له.
ذكرت ”هيومن رايتس ووتش”، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، أن الانتهاكات شملت اختطاف وتعذيب وإعدام عناصر من قوات الأمن السورية ومدنيين مؤيدين للنظام، والمليشيات التي تعرف بـ ”الشبيحة”، وموازارة، قالت المنظمة إنها قامت بتوثيق انتهاكات موسعة ارتكبتها قوات الأمن السورية، شملت الاختفاء القسري وتفشي استعمال التعذيب والاعتقالات التعسفية، وقصف الأحياء السكنية بشكل عشوائي.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ”هيومن رايتس ووتش”: ”أساليب الحكومة السورية الغاشمة لا يمكن أن تبرر ارتكاب جماعات معارضة مسلحة لانتهاكات”، ودعت ”هيومن رايتس ووتش” قيادات المعارضة السورية لإدانة هذه الانتهاكات ومنع مقاتليها من ارتكابها. وبالمقابل، أوضح الشيخ أنس عيروط، عضو المجلس الوطني السوري، أن بعض الممارسات الواردة في تقرير المنظمة الحقوقية ”غير مقبول كلية”، بيد أنه أقر بحدوث بعض التجاوزات، وأضاف بقوله: ”نشجع رجالنا الأحرار على إبداء الرحمة بمحتجزينا لأننا نريد أن نثبت للعالم بأننا أفضل من نظام الأسد”. وتابع: ”علينا تذكر بأننا حين نشاهد آلة قتل الأسد وشبيحته يذبحون شعبنا كل ساعة والعالم يراقب ولا يحرك ساكنا، علينا أن نفهم أن بعض العناصر قد ترتكب مثل هذه الأعمال، قد تكون هناك حالات استثنائية، لكنها للأسف ردة فعل على الرعب والجرائم ومجازر النظام التي يواصل ارتكابها ضد شعبه”.
وميدانيا، تستمر حرب الكر والفر بين الجيش السوري ومقاتلين في ضواحي سوريا. وقالت وكالة ”رويترز ” للأنباء، أمس، إن قوات النظام باشرت حملة عسكرية جديدة في محافظة ”حمص” ونقلت عن ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان” المعارضة قولها إن ضحايا العمليات العسكرية، بـ18 قتيلا، معظمهم في ”حمص” حيث قتل 12 شخصا، وثلاثة بريف دمشق، واثنان ”بدير الزور”، وواحد في ”حماة”. وأكدت على انسحاب المقاتلين المعارضين الذين يحملون أجندة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من مدينة دير الزور في شرق سوريا في مواجهة هجوم شرس للجيش السوري في أحدث انتكاسة لقوات المعارضة. وقالت إن القوات الحكومية قصفت مناطق سكنية أيضا في مدينتي حماة وحمص وبلدة الرستن القريبة ما أسفر عن مقتل عشرة على الأقل وقتل جندي في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في الجنوب. وأجبرت القوات المعارضة المسلحة تسليحا خفيفا على الانسحاب من مناطق في سوريا في الأسابيع القليلة الماضية واستخدم الجيش المدفعية الثقيلة لملاحقتهم في البلدات والمدن وحقق أحدث انتصار له في بلدة دير الزور التي تقع على الطريق إلى العراق. وقال بيان لاتحاد اللجان الثورية بدير الزور إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولاسيما في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور وإن الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين.
علال. م / وكالات
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com