تعنى هذه الدّراسة باستجلاء العلاقة الإشكاليّة بين شكل الإبداع الخارجيّ ومحتواه الداخليّ، أو بين اللغة والمضمون أو ما يعرف بثنائيّة اللفظ والمعنى، اللذيْن كثيرا ما يُعتقد أنهما نقيضان، لا يمكن أبدا أن يجتمعا أو يتصالحا. وما هو مؤكدٌ هو أنّ هذيْن العنصريْن سواء انسجما أم تنافرا، يعدّان عنصرا مفصليّا من عناصر تشكّل الإبداع وتكوّن أجزائه، وإن ترسّخت في أذهاننا فكرة أنّ الإبداع يعني التحرّر المطلق من جميع القيود والوصايا؛ شكليّة كانت، أم موضوعيّة.
ولعلّ أهمّ إشكال يعترضنا هو عن مثل هذا الفصل بين هذين الشقيْن المشتبكيْن دوما: هل هو ضرورةٌ منهجيّة، أم أنه تعسّفٌ تنظيريّ، وتفتيتٌ عبثيّ يشبه في لا جدواه محاولة فصل الرّوح عن الجسد، أو الظلّ عن القوام، أو الصّوت عن الصّدى؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بهاء بن نوار
المصدر : مجلة اللغة العربية وآدابها Volume 2, Numéro 5, Pages 163-175 2014-03-01