الجزائر

ضمن توجهاته الجديدة للتعامل مع النزاع في الصحراء الغربية روس سيمكث في العيون والداخلة طيلة خمسة أيام



ضمن توجهاته الجديدة للتعامل مع النزاع في الصحراء الغربية روس سيمكث في العيون والداخلة طيلة خمسة أيام
تأكد أمس أن المبعوث الخاص للامين العام الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، سيتوجه إلى مدينة العيون عاصمة الصحراء المحتلة ومدينة الداخلة بداية من يوم الجمعة وإلى غاية يوم الثلاثاء القادم.
وقرر كريستوفر روس إدراج أكبر مدينتين في الصحراء الغربية المحتلة، ضمن جولته التي يعتزم القيام بها إلى المنطقة، في محاولة منه الوقوف على حقيقة أوضاع السكان الصحراويين هناك وعلى أمل تفعيل مسار السلام، وإعادة بعث المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو.
وسبق للموفد الأممي الخاص أن زار مدينة العيون شهر نوفمبر الماضي مباشرة بعد أن تراجعت الرباط عن قرارها بسحب ثقتها منه، ورفضها التعامل معه بزعم انحيازه إلى المواقف الصحراوية ورفضه التعاطي مع فكرة الحكم الذاتي الذي تسعى الرباط فرضها على المجموعة الدولية كحل وحيد للنزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا.
وينتظر أن يحل كريستوفر روس بداية من اليوم بالعاصمة المغربية الرباط ضمن جولته التي ستشمل، بالإضافة إلى مدن الصحراء الغربية المحتلة، مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف والجزائر وموريتانيا بصفتهما دولتين ملاحظتين في مسار السلام الأممي في الصحراء الغربية. وقالت مصادر على صلة بملف النزاع في الصحراء الغربة إن الدبلوماسي الأمريكي سيحل بمدينة العيون يوم الجمعة ويمكث فيها إلى غاية يوم الأحد قبل التوجه إلى مدينة الداخلة على بعد 500 كلم جنوب مدينة العيون، والتي سيمكث فيها أيضا إلى غاية يوم الثلاثاء القادم.
وقرر المبعوث الأممي البقاء طيلة خمسة أيام كاملة في المدينتين الصحراويتين، بهدف الإطلاع عن كثب على واقع معيشة السكان الصحراويين وإجراء اتصالات مع فعاليات الشعب الصحراوي، وكذا الإطلاع على حقيقة مهمة أعضاء بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو" التي تطالب جبهة البوليزاريو وكل المنظمات الحقوقية الدولية إلى توسيع صلاحياتها من أجل مراقبة وضعية حقوق الإنسان والتقرير عنها.
وكان كريستوفر روس أكد في تقريره الذي عرضه الأمين العام الأممي شهر أفريل من العام الماضي على أعضاء مجلس الأمن، على المراقبة التي تفرضها مختلف أجهزة الأمن المغربية على تنقلات واتصالات أعضاء البعثة، بل أنّ التقرير أشار إلى عمليات تنصت على المكالمات الهاتفية للبعثة، ومنعها من الاتصال بمناضلين صحراويين المدافعين عن مبدأ تقرير المصير في الصحراء الغربية.
يذكر، أنّ بعثة "مينورسو" المكلفة أصلا بوضع الآليات لمراقبة قرار وقف إطلاق النار، وأيضا إيجاد سبل تجسيد استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، تبقى البعثة الأممية الوحيدة التي يمنع عليها التقرير عن وضعية حقوق الإنسان، إلى درجة أصبح ينظر إليها على أنها تحولت إلى مجرد مظلة للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان المقترفة من طرف الأجهزة الأمنية المغربية ضد السكان الصحراويين دون أن تجد من يردعها.
وتتهم جبهة البوليزاريو فرنسا بالضغط على هذه البعثة من أجل حصر مهمتها في مراقبة وقف إطلاق النار المتوصل إليه منذ 1991، وهو الانحياز الذي وجدت فيه أجهزة الأمن المغربية حماية لها من أية ملاحقات قانونية دولية وأحسن طريق لإسكات كل صوت صحراوي يجهر برفضه للاحتلال المغربي.
ويتوجه كريستوفر روس إلى الصحراء الغربية في وقت مازال فيه الشارع الصحراوي يتململ على خلفية إحالة 24 ناشطا صحراويا أمام حكمة عسكرية، والتي نطقت بأحكام صورية ضدهم .
ولكن هل يقتنع روس في جولته هذه أنّ النزاع في الصحراء الغربية يجب أن يخرج من دائرة النسيان التي إخضع لها عمدا وجعل المغرب يبتهج لذلك؟ على اعتبار أن الإبقاء على "الوضع القائم" يخدم السياسة الاستيطانية المغربية في الصحراء الغربية ويمكنها من نهب ثرواتها الطبيعية وضخ عائداتها في حسابات المخزن المغربي المنتفع أعضاؤه من مزايا وضعية اللا حرب واللاسلم المفروضة منذ 1991.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)