الجزائر

ضرورة رفع الستار عن تاريخ المرأة الجزائرية



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
أجمع المشاركون في أشغال الملتقى الوطني حول «المرأة المجاهدة في الكتابة النسائية الاستعمارية» بتيزي وزو، أوّل أمس الأحد، على ضرورة رفع الستار عن تاريخ المرأة الجزائرية النضالي ودراسة الثورة الحقيقية التي مثّلت بها في الكتابة النسائية الاستعمارية الجزائرية، مؤكّدين أنّه عند الحديث عن الثورة كان دائما الرجل بطلا والمرأة ظلا، ويأتي هذا الملتقى لكشف مكانة المرأة ومعاناتها.
الملتقى الوطني حول «المرأة المجاهدة في الكتابة النسائية الاستعمارية» الذي نظّمه قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة «مولود معمري» بتيزي وزو، احتضنته قاعة المحاضرات بحسناوة، وعرف مشاركة جامعيين قدموا من عدّة ولايات منها بجاية، باتنة، قسنطينة، تيزي وزو، سكيكدة وغيرها، حيث تم تناول محورين أولهما حول أشكال حضور المرأة المجاهدة في الكتابة الاستعمارية الجزائرية وكذا بطولة المرأة المستعمرة في الكتابة النسائية الجزائرية.
وتم مناقشة خلال أشغال هذا الملتقى، النقد الأدبي في مجال الكتابة النسائية بأدب المرأة الاستعماري في الجزائر، حيث لعبت المرأة الكاتبة دورا كبيرا في تمثيل الثورة الجزائرية سواء من قبل كاتبات جزائريات الأصل أم معمّرات جزائريات، حيث تم تصوير جزائر الأهالي المضطهدين الذين عانوا ويلات وطأة الاستعمار الذي حاول أن يفقدهم هويتهم، خاصة المرأة التي كانت من بين المواضيع المسكوت عنها، حيث زجّ بها في طي النسيان، وإخفاء صورة المرأة في الجزائر المستعمرة وتمثيل العنف الذي مورس عليها في ظلّ المعاناة الاستعمارية وردة فعلها ضد المستعمر.
وذكر المشاركون أنّ الكثير من الكتابات النسائية تطرقت لحياة ومسيرة المرأة عبر الحديث عن أعرافهنّ وتقاليدهنّ، حيث مثلنّ صورة المرأة التي مثلت تاريخ النضال العريق بتسليط الضوء على الكتابة النسائية التي كانت فيها شخصية المرأة في المجتمع الجزائري موضوع الكتابة، فرغم شهادات التاريخ على مكانة ومساهمة المرأة في الثورة الجزائرية، حيث أثبت التاريخ أنها كانت رفيقة درب الرجل وحملت السلاح وضحت من أجل الحرية كما عانت ويلات المستعمر، لكن عند الحديث عن الثورة يكون الرجل بطلا والمرأة ظلا، ما توجب تصحيحه لإعطاء المكانة التي تليق بالمرأة والذي تترجمه الكتابات النسائية.
وقالوا أيضا إنّ المرأة لم تنل حظا وفيرا من الكتابة النسوية لأنّ الكاتبات والمثقفات يتوجّهن إلى الشعر العاطفي ومخاطبة القصة أو الراوية، حيث كان هناك تهرب من الحقيقة التاريخية ربما لكونها لا تتوفر على المادة العلمية الكافية، موضّحين أنّ ذكر المرأة في كتابات الرجل يكون سهوا مقابل الحديث بكثرة عن بطولات الرجل ما يعتبر إجحافا في حق المرأة وشحا في الاعتراف بدورها النضالي.
وتواصلت أشغال الملتقى أمس الإثنين، بغية الخروج بجملة من التوصيات التي من شأنها تصحيح فكرة تغليب مكانة الرجل وعدم الكشف وإبراز مكانة المرأة التي يشهد التاريخ عليها الأمس واليوم عن بطولاتها ومساهمتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)