يرى الممثل والمخرج المسرحي مصطفى بوري من خلال الحديث الذي جمعه مع «الشعب»، أن الحديث عن السينما بالخصوص والفعل الثقافي على العموم يقودنا حتما إلى الحديث عما تعانيه البلاد منذ عقود من بيروقراطية مقيتة، جعلت الجزائر في ذيل ترتيب كل شيء.أكّد بوري في مستهل حديثه على ضرورة تشخيص الوضعية حتى نتمكّن من وضع أيدينا على الجرح كما يقال، لأن المشكل حسب رأيه متعدد الأبعاد، «فهناك بعض الأعمال السينمائية التي نجحت سياسيا ولكن ليست لها قاعدة جماهيرية فعلية، وهناك من الأعمال السينمائية التي افتكت جوائز، وعندما تشاهدها لا تجد فيها أي رائحة للفن، أيضا هناك من الأعمال التي حصدت الكثير من الجوائز ذاع صيت مخرجيها، ولقيت رواجا كبيرا في الدول الأجنبية ولكنها لم تستطع استقطاب المشاهدين في المجتمع الجزائري».
في المقابل أيضا يضيف مصطفى بروي «تجد بعض الأعمال التي لها شهرة واسعة لدى الجمهور الجزائري، ولكنها لم تستطع إقناع المشاهد الأجنبي ولم تتمكن أن تفتك أي جائزة، الحقيقة التي توضح لنا أن الأمر شائكا نوعا ما، ولكن هناك بعض القرائن التي تجعلنا نفهم أن السياسة عامل مهم في تصنيف الأعمال، في نفس الوقت لا يستبعد أن عقدة مركب النقص اتجاه الآخر لها وقعها أيضا».
تشجيع الإنتاج المحلي قد يساعد في تطوير الإنتاج السينمائي
دعا المتحدّث القائمين على السينما في الجزائر إلى تشجيع الطاقات المحلية بالتكوين أولا، وإتاحة الفرص وجعلها متكافئة للجميع ثانيا، وعدم محاولة البحث عن الخلل في بعده الأجنبي، بمعنى أننا لا نذهب للخوض في محاولة إرضاء الأجنبي، ونترك المشاهد الجزائري يبحث عن ذاته في أعمال أجنبية، فالأولى أن نتحسس رغبة مجتمعنا، رغم أن السينما فن عالمي.
في نفس السياق، لم يخفي المخرج مصطفى بوري، تفائله الكبير
ولم يستبعد حدوث تغيير جذري في هذا المجال، وستشهد السنوات القليلة القادمة حركية غير عادية، في ظل ما تعرفه البلاد من تحولات لابد من أن يكون لها انعكاسات إيجابية على كل مناحي الحياة. في هذا الصدد، عاد وأكد المتحدث أن الحل من أجل الرقي بالسينما لا بد له توفر إرادة سياسية جادة في هذا الشأن في نفس الوقت لابد من تفكيك الذهنية الاجتماعية للفنان الجزائري سواء كان مخرجا، منتجا، تقنيا أو ممثلا.
المشكل الذي تعانيه السّينما يجب أن يطرح على طاولة النّقاش
فتوفر الإرادة السياسية حسبه يعني أن المشكل الذي تعانيه السينما يجب أن يطرح على طاولة النقاش، لابد من الدراسة المعمقة والتشخيص المفصل لمعرفة مكامن الداء، يجب لا ننسى أن الجزائر في مقارنتها بالدول الإفريقية فقط، فهي بعيدة جدا عما يجب أن تكون عليه، الوضع السينمائي صعب للغاية في البلاد، الجزائر لا تنتج إلا عددا ضئيلا من الأفلام تعد على أصابع اليد الواحدة سنويا، بل هناك بعض السنوات التي لم تنتج فيها أعمال أصلا، الحل أيضا يقتضي فتح معاهد للتكوين في مهن السينما كالتقاط الصوت والصورة ومعالجة الصوت والصورة، وتشجيع الطاقات الناشئة بالتكوين ومنح الفرص، وأيضا الإنتاج المشترك بين الدول التي تعرف تطورا في هذا المجال، على أن لا يأخذ حيزا كبيرا، الإنتاج المشترك الذي يضمن أن يتحكم أبناؤنا في التقنيات الجديدة و يسايروا التطورات الحاصلة في الميدان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/10/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : تمنراست محمد الصالح بن حود
المصدر : www.ech-chaab.net