* ضاية الدم * مرتع الخلاف

*المحافظ الجهوي لتطوير السهوب يؤكد أن المنطقة ملك للدولة و مصالحه ليس لها سلطة التدخل*100 مليار سنتيم مداخيل 18 محمية بالولاية خلال 10 سنوات
تشهد بعض المناطق السهبية بولاية تيارت صراع كبير بين موالين و الفلاحين حول استغلال هذه المساحات للرعي و قد اشتكى الكثيرون من هذا المشكل خصوصا و أن مستغلي مناطق الرعي يمنعون غيرهم من إدخال قطعانهم فالصراع حول الكلأ بتيارت لا يزال قائما إلى يومنا هذا رغم وجود قوانين واضحة تؤطر العملية و تحدد الحقوق و الملكيات و طرق استغلال السهوب في الرعي الذي غالبا ما يتم عن طريق استئجار مساحات محددة .و من بين المناطق محل صراع إلى يومنا هذا بتيارت ضاية الدم بدائرة عين الذهب . و في هذا الخصوص أوضح المحافظ الجهوي لتطوير السهوب السيد لحرش محمد الشيخ أن منطقة ضاية الدم السهبية الواقعة بدائرة عين الذهب هي ملك للدولة تتربع على مساحة تقدر ب 15 ألف هكتار و هي تقع ضمن منطقة غير محمية وتتحكم فيها الأعراش و هم أفراد لا يحزون على أي وثائق تثبت ملكيتهم لها بل هذه المناطق ملك للدولة ولكن محافظة تطوير السهوب ليست لها الضبطية القضائية لاسترجاعها و ضمّها للمحميات كما يتصوره البعض و عليه يضيف *لا يمكننا التدخل في هذه المنطقة الحساسة جدا*، فمهمة محافظة تطوير السهوب أساسا *هي الحفاظ على المحميات وضمان المداخيل و قد نجحت في ذلك بنسبة 80% حتى أن ذات المصالح وإن حاولت التدخل وفك النزاع بين الموالين أو أعراش المنطقة داخل المحمية يتم عن طريق مصالح البلدية التي لها الصلاحيات لتقديم التراخيص بالنسبة لكراء المحميات فقط ولحد الآن فإن نطاق تدخل محافظة تطوير السهوب عبر المناطق السهبية بتيارت محدود جدا يتطلب قطاعات أخرى تساهم في فك ما يعرف بتحكم الأعراش بهذه المنطقة، ولحد الآن لم يتم تلقي أية شكاوى من قبل المواطنين حول تجاوزات بالمحميات أو داخلها وهذا بطبيعة الحال يعطي مفهوما واضحا حول طبيعة العلاقة بين سكان السهوب*، ونشير حاليا أن الجزائر تتربع على مساحة تقدر ب 32 مليون هكتار من السهوب أي نسبة إجمالية تقدر ب 9% من مساحة الجزائر ويقطنها حاليا 9 ملايين نسمة أي نسبة 25% من الكثافة السكانية وتعرف بنشاط تربية الأغنام ب80% أي 23 مليون رأس من الغنم.
و أضاف المحافظ الجهوي أن مصالحه ضد استعمال المناطق الرعوية في الحرث العشوائي فهي وسط حساس لا يُستغل في الفلاحة لكن غرس الحلفاء يساهم بقدر كبير في وقف التصحر لكن منذ 10 سنوات يتم الحرث بهذه المناطق غير المحمية بطريقة عشوائية و يضيف أنه كان يتعين إنشاء وفتح تعاونيات قد تساعد في امتصاص البطالة التي تُعرف بها هذه المناطق شبه جافة مشيرا في ذات الوقت أن تيارت حاليا تضم 18 محمية وتجاوزت مداخلها 100 مليار سنتيم خلال 10 سنوات أي بمعدل 19 مليار سنتيم في السنة الواحدة و يتم استئجارها للموالين على مساحة تقدر ب 250 ألف هكتار حيث تم غرس الحلفاء على مساحة 24 ألف هكتار فيما يتم كراء الهكتار الواحد من المحميات ب 2000دج خلال شهرين في الخريف وشهرين في الربيع .وما يعرف أيضا بالغراسة للموالين فحددت مدتها ب 3 أشهر و المداخيل تقدر ب70% بالنسبة للبلدية و30% بالنسبة لأملاك الدولة أما محافظة تطوير السهوب فلا تستفيد من أي مداخيل فمهمتها التأطير فقط.