قالت إنها مصمّمة على الوصول إلى مكتب رئيس الجمهورية لإطلاعه على معاناتها
''من الصعب أن تقدم امرأة ابنا وزوجا في سبيل حرية شعبها، لتجد نفسها وحيدة تعيش الإهانة في وطنها''.. عبارة حاولت أن تختصر بها العجوز قرزيز خيرة، أرملة الشهيد معمر قرزيز ببلدية سيدي راشد في تيبازة، معاناتها لسنوات من أجل الحصول على مسكن، يحفظ كرامتها ويكفيها أعباء استئجار سقف يحميها لدى الغير، معاناة دفعت بها إلى محاولة الانتحار بمكتب رئيس الدائرة.
بخفة روح لم نكن نتوقعها بعد حادثة محاولة الانتحار بمكتب رئيس دائرة احمر العين، استقبلتنا العجوز خيرة قرزيز بمنزل تستأجره من إحدى قريناتها في السن وسط مدينة احمر العين، لتطلعنا عن دوافع محاولتها وضع حد لحياتها وهي تتجاوز عقدها الثامن، حيث سارعت لإخراج كمّ من الشكاوى والمراسلات التي كانت بينها وبين المسؤولين، تصب كلها في مجرى سعيها للحصول عن سكن.
تقول السيدة قرزيز إنها وبعد سنوات طويلة من التوسل لدى المسؤولين من أجل منحها سكنا لائقا، ضاقت بها السبل وأحبطتها الإهانات، لتستقر في الأخير على فكرة الانتحار يوم 18 فيفري الماضي، في محاولة للفت انتباه المسؤولين لمعاناة أرامل الشهداء. غير أنها أرجأت في آخر لحظة تنفيذ فكرتها لأيام معدودة، كمهلة للسلطات للتجاوب مع رسالة شرحت فيها معاناتها من أزمة السكن، وهدّدت فيها بالانتحار حرقا ما لم تجد ردا، قبل أن تتوجه لمكتب رئيس دائرة احمر العين ذات صباح حاملة قارورة بنزين وعلبة ثقاب. وتضيف المعنية: ''فكرت في الانتحار الذي لم أدرسه ولم أتعلمه من أحد، ردا على الحفرة التي غشت بصيرتي''.
وكشفت المتحدثة عن بعض ما جرى بينها وبين رئيس الدائرة الذي حاول إقناعها بالانتظار: ''قال لي لا يمكنني منحك وعدا بالاستفادة''، فأجبته بأنه ''من العيب أن تستأجر أرملة شهيد في آخر عمرها مسكنا هروبا من التشرد''. بين الفينة والأخرى، كانت السيدة قرزيز تلتقط كومة الرسائل والوثائق للاستدلال بها، رغم عدم معرفتها بالقراءة، ثم تستطرد قائلة: ''منذ وقف إطلاق النار، وأنا أبحث عن مسكن يأويني، أقيم منذ سنوات عديدة بسيدي راشد، لكن مشكلتي في رفض المسؤولين منحي سكنا، لاعتقادهم بأني تحصلت على منزل وقمت ببيعه''، في إشارة إلى منزل ابنها المتوفى الذي سجل منزله باسمها كونها أمية، قبل أن تضطر لبيعه من أجل تسديد ديونه وشراء منزل لزوجة وأولاد ابنها بالشلف الذين طالبوا به بعد وفاته، في أعقاب طردهم من منزل كانوا يستأجرونه لدى مغترب.
وتشير أرملة الشهيد قرزيز إلى أصابع يدها اليسرى التي حطمها معصم بندقية المستعمر عند الذود عن رضيعها الشهيد عبد القادر، الذي انتزعه منها المستعمر في سن الثانية وقام بقتله أمامها بوحشية، لتذكر من جديد كيف أنها كفيلة عائلة ابنها، والديون التي على عاتقها بسبب ذلك.
وبنظرة تحدّ، أكدت السيدة قرزيز بأنها ''لن تسمح لأي كان الضحك على ذقنها، وأنها مصمّمة على الوصول إلى مكتب الرئيس يوما لتطلعه على ما عاشته من معاناة، مهما كلفها الثمن''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : تيبازة: ب. سليم
المصدر : www.elkhabar.com