الجزائر

صيف حار وانشقاقات تلهب مقرات الأحزاب الفاعلة في الجزائر



في المرادية حيث يوجد مقر حركة مجتمع السلم، التي يرأسها ابوجرة سلطاني، حالة من القلق، والارتباك، بعد تأكد نبأ انشقاق عمار غول واستعداده لإطلاق حزب جديد رفقة العديد من كوادر الحركة، وليس بعيدا على مقر حمس، يقع مقر جبهة القوى الاشتراكية، الذي يعيش على وقع حراك كبير جراء انشقاق 60 إطارا يقودهم السكرتير الأول كريم طابو، نفس الشيء في أعالي حيدرة حيث مقر الآفالان الذي لم تحسم أزمته بعد، وفي قلب العاصمة يكاد مقر الافانا ينفجر بسبب الصراعات.. فهل تحولت مطالب التغيير التي رفعتها الأحزاب إلى نار وقود تلتهم جسدها في صيف حار ومضني.
لم تكن نتائج انتخابات العاشر من ماي المنصرم، التي كرست فوز الحزب العتيد، متبوعا بالتجمع الوطني الديمقراطي، مجرد إعادة ترتيب للمشهد السياسي في الجزائر، وإنما كانت لها ارتدادات عميقة جعلت من إعادة صياغة الخارطة الحزبية برمتها إحدى إفرازاتها، فقد دخلت الأحزاب الفاعلة في الحقل السياسي في نفق مظلم، بسبب أزمات داخلية تعصف بها.
الحزب العتيد، الفائز في الانتخابات، لم تشفع له نتائجه في التشريعيات لحسم الأزمة التنظيمية التي تعصف به منذ سنوات، ورغم النجاح النسبي الذي حققه الأمين العام عبد العزيز بلخادم خلال الدورة الأخيرة للجنة المركزية وفشل خصومه في الإطاحة به، إلا إن الأزمة تبدو مستعصية على الحل بسبب نشاط المعارضين الموازي للقيادة الرسمية للحزب.
وإذا كان مناضلو الآفالان وإطاراته ممن يرفضون الانشقاق وترك الحزب العتيد، فإن الوضع ليس نفسه في حركة مجتمع السلم التي تعيش أسوا أيامها منذ نشأتها، فقد أعلن عمار غول وزير الأشغال العمومية سابقا وأحد أبرز كوادر الحركة عن طلاق بائن لا رجعة فيه مع جماعة ابوجرة، تماما مثلما فعل من قبله مناصرة وجماعته، وأيضا المنشق الأول عن الحركة لما كانت تسمى حركة المجتمع الإسلامي "حماس"، سعيد مرسي، الذي أسس حزب أنصار الجزائر الإخواني، وبهذا تكون حركة مجتمع السلم قد تآكلت فعلا، وتحولت مطالب التغيير التي رفعتها إلى حبات من الجمر تأكل الحركة شطرا شطرا.
أما الافافاس، احد أقدم الأحزاب المعارضة في الجزائر وتمسكا بمبادئها، فقد دخل مرحلة حرجة بعد إعلان السكرتير الأول كريم طابو، رفقة 60 عضوا و إطارا، تأسيس حزب جديد وليد من جنبات جبهة القوى الاشتراكية، بعد تباين في وجهات النظر حول سياسة الحزب وعلاقته بالسلطة.
ليس هذا فحسب، فالجبهة الوطنية الجزائرية بقيادة موسى تواتي تعرف صراعات غير متناهية بعد إظهار أمينها العام موسى تواتي نضاله المستميت من اجل الحفاظ على حزبه المهدد باختطافه من قبل النواب الجدد، وحتى الارندي الذي كان يوصف بالحزب المستقر بسبب الولاء المطلق لمناضليه لأمينهم العام احمد اويحي المتربع على الحكومة منذ 13 سنة خرجت مجموعة من إطاراته وأعلنت عصيانها للامين العام.
وهكذا يبدو المشهد الحزبي باهتا وغامضا قبيل الانتخابات المحلية المرتقبة شهر أكتوبر وكذلك تعديل الدستور المرتقب، مما جعل المراقبين يقولون ان التغيير الذي طالبت به الأحزاب انقلب عليها وأصبحت هي وقادتها محل مطالبة بالتغيير او التهديد بالانشقاق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)