التغيّر اللغوي في سياق البحث المعرفي يراد به انتقال ظاهرة لغوية من حالة إلى حالة أخرى، أو حلول ظاهرة لغوية محل ظاهرة لغوية أخرى في مرحلة من مراحل تاريخ هذه اللغة، والتغير الذي يصيب اللغة يلحق جميع أنظمتها فيصيب النظام الصوتي، والنظام الصرفي، والنظام النحوي، والنظام الدلالي مع تفاوت بين الأنظمة في درجة التغير. والتغيير الذي يحدث في النظامين الصرفي والصوتي يختلف من حيث الطريقة؛ ذلك لأنّ التغيرات الصرفية إنّما تصيب الكلمات لا العناصر الصرفية، على عكس التغيرات الصوتية التي تصيب الأصوات مستقلة عن الكلمات . أما التغير النحوي مع قلته في اللسان العربي ينم عن التطور المستمر الحاصل في اللغة، فقد يلاحظ المتكلّم أنّ كلمة أو إجراء نحويا ما، لم يعد كما كان في السابق نتيجة ترك العمل به، أو عدول عن الوظيفة المسندة إليه إلى وظيفة جديدة، أو عن طريق التناوب والجمع بين الوظيفتين، الوظيفة المعهودة التي أشار إليها علماء النحو قديما، والوظيفة الجديدة الطارئة. أمّا دلالة المفردات فهي أكثر مستويات اللغة قبولا للتغير، وهي لا تستقر على حال؛ لأنّها تتبع الظروف، فكل متكلّم يكوّن مفرداته من أوّل حياته إلى آخرها بمداومته على الاستعارة ممن يحيطون به.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مختار درقاوي
المصدر : الممارسات اللّغويّة Volume 7, Numéro 2, Pages 125-144 2016-06-01