يمكن أن نرجع جمالية الصورة الشعرية إلى عدّة عوامل تنتج من العناصر التي يتخذها المبدع في تشكيل نصّه الإبداعي، بحيث ترتكز الصورة على آليات عديدة منها البلاغية، كالتشبيه والاستعارة والكناية، وما تقدمه للمتلقي من تجسيد وتشخيص، ومنها الفنية، التي تتخذ من تداخل الأدب بالفنون الأخرى مجالا لها، كالتشكيل والفضاء الطباعي... والشاعر الجزائري في تشكيل نصّه الإبداعي يسعى إلى وسم صوره الشعرية بجمالية الاختلاف، التي ترتكز أحيانا على النهل من روافد ذات طاقات لا تنفذ، كحال العوالم الصوفية التي تفيض على اللّغة والصورة بجماليات المغايرة والدهشة، ولأن الشاعر عبد الله العشي ممن سلكوا درب الشعراء المتصوفين، فقد تتبعنا صوره الشعرية في ديوانيه، "مقام البوح" و"يطوف بالأسماء" على مدار أهم الأحوال عند المتصوفة، وهو حال المحبة، أصل الأحوال والموجودات. فكانت صورة المحبوب التي غايرت مفهومها ومنطلقها مع الشعر المعاصر فكانت جمالية صورتها نابعة من هذا الاختلاف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فاطمة سعدون
المصدر : اللّغة العربية Volume 19, Numéro 1, Pages 225-246 2017-01-01