استفاق شعيب الخديم على صوت موذن الحي المؤكد على أن الصلاة خير من النوم.. ذهب بتوأدة وهدوء كعادته من أجل الوضوء.. تخطى برفق أجساد أبنائه المستلقين في الغرفة وفي الرواق المؤدي إلى الحمام.. أدار الحنفية التي أصدرت صفيرا وأزيزا من دون أن تمطر.. أغلقها وقال في نفسه لأقضي حاجتي ووضوئي في المسجد... خرج من بيته فانبعثت من الشارع روائح كريهة.. إنها البلدية التي لم تقم بواجبها ولم ترفع الزبالة في الليل.. واصل طريقة إلى المسجد وكله أمل في أن يصلي ركعتي الفجر قبل القيام لصلاة الصبح.. انتظر دوره في قاعة الوضوء أمام المراحيض.. حدث نفسه: يبدو أننا جميعا نعاني من أزمة الماء... قضى حاجته ثم اتجه من أجل الوضوء.. توضأ بسرعة فائقة لأن الإمام كان قد أقام لصلاة الصبح... سأحاول المجيء قبل الأذان الثاني في المرات القادمة.. هكذا حدث شعيب الخديم نفسه.. لدى خروجه من المسجد لم يجد حذاءه.. لا بأس.. الحمد لله بيتي قريب.. ربي يهدي من خلق.. وصل إلى بيته وقد لحقت برجله ندوب وجروح... شرب قهوته على عجل ثم خرج ثانية واتجه إلى موقع الحافلات.. استقل حافلة الخط المقصود.. دخل مقر عمله في وقت مناسب.. قضى الساعات الأولى في الورشة مكدا مجدا إلى أن دقت الثانية عشرة.. خرج إلى السوق المجاورة من أجل التبضع، البطاطا ب120 دج والطماطم ب140 دج والبصل ب50 دج.. ماذا عسى شعيب الخديم يشتري.. لن أشتري اليوم.. لعل الأسعار تنخفض غدا.. الحليب والخبز أسعارهما مستقرة.. سأستثمر هذا الوقت في الوقوف بالطابور لعلي أحصل على كيس من الحليب وبعض الخبز.. المهم ألا تكون مدة الانتظار أكثر من زمن الرجوع إلى الورشة.. (فاز) بكيس من الحليب واشترى خبزة وتقاسم غداءه مع أحد زملائه... عاد إلى بيته منهكا متعبا بعد أن أمضى أكثر من ساعتين في طريق من المفروض أن يسلكه في الأيام العادية في أقل من نصف ساعة.. دخل الغرفة.. أشعل التلفزة.. إنها الحملة الانتخابية.. كلهم يطلبون وده وصوته.. جميعهم يريد أن يخرجه من محنته... يا سلام ها قد فتحت أمامي جميع أبواب الخير وأوصدت أبواب المحن والمشاكل.. وقال لزوجته وأبنائه سأعطي صوتي للجميع...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سليمان جوادي
المصدر : www.al-fadjr.com