كشفت الحرفية لمياء مداح عن حبها لعالم الدمى، وقوة الإبداع الداخلي الذي تمتلكه منذ الطفولة، حيث تعبر عما يختلجها عن طريق الألوان وقطع القماش والخشب، وهي أكسسوارات جميلة ومتنوعة تعطي للدمية قيمة فنية لأنها همزة وصل بين الماضي والحاضر. وبناء على هذه الجماليات، نجحت الفنانة لمياء في صناعة دمى فنية بأحجام وألوان مختلفة، تبرز عراقة وأصالة تقاليد منطقة عنابة، منها ما هو موجه للفتيات ومنها ما تزين به واجهات محلات الألبسة التقليدية على غرار قندورة الفتلة والسروال العربي وغيرها...أكدت لمياء مداح عن رغبتها الجامحة في تطوير مهنتها وصقل مواهبها، فرغم الوضع البيئي الذي تعيش فيه هذه الفنانة ونقص الإمكانيات والموارد الخاصة لتعزيز القطاع الحرفي بعنابة، إلا أنها تستخدم بعض المواد البسيطة مثل البلاستيك والقصب والقماش لتزين أجنحة المعارض المختلفة المقامة بتراب الولاية.تقول الحرفية عن صناعتها للدمى إنها مزجت بين الدمية المصنوعة من القماش ونظيرتها من البلاستيك، وذلك تلبية لطلبات جمهورها الصغير من الأطفال المحبين للدمى، حيث تعتمد على تحضير المواد اللازمة من بينها الألوان وقطع الصوف والقماش الخفيف من أجل تثبيت الدمية. وحسب محدثتنا، فإن نجاحها يكمن في عملية الزخرفة والتلاعب بالألوان حسب نوعية الدمية إذا كانت مؤنثا أو مذكرا.و ما يميز الحرفية لمياء هو صناعة ديكور رائع للطفل من خلال اعتمادها على الألوان الموجودة في الطبيعة، والتي توحي ارتباطها الوثيق بالبيئة التي تعيش فيها، خاصة أنها تنحدر من منطقة شطايبي السياحية المفتوحة على زرقة البحر والخليج الغربي، فمن هذه المكونات الطبيعية تجسد الحرفية موهبتها بمزج ألوان الأخضر والتي ترمز إلى أشجار السنديان، والأبيض والأحمر. وبعد قطع القماش تقوم الحرفية بلصقه بالغراء، وهناك دمى تخيط لها بعض الأطراف المفتوحة لإدخال رأس الدمية وبعدها تأتي مرحلة حشو الدمية بالصوف أوالقطن وذلك حسب طلبات الزبائن.وفي سعيها للحفاظ على تقاليد منطقة عنابة، فإن لمياء تعرض مجموعة من الدمى باللباس التقليدي مثل قندورة الفتلة. وفي هذا الشأن، تقول الحرفية إنها تعشق الزي العنابي خاصة القندورة ذات اللون العنابي المرصعة بالخيط الذهبي، كما أنها تتفنن في تقديم اللباس الرجالي التقليدي مثل القشابية والبرنوس، اللذين يرمزان للحشمة والرجولة لدى أهل البادية، وبذلك تروج الحرفية للسياحة الثقافية وتراث عنابة خلال مشاركاتها في المعارض الوطنية والمحلية.كما توضح لمياء أن الدمية يمكن اعتبارها من القطع المهمة في تعريف النشء بتقاليد كل منطقة جزائرية، وبالتالي التعرف على عادات المناطق منها التقاليد الشاوية والقبائلية والعنابية والقسنطينية والعاصمية..إلخ. ومن أجل ذلك، تطالب الحرفية بتأسيس متحف للدمى بولاية عنابة يجمع كل تلك التقاليد العريقة لتوريثها للأجيال، كما تطمح إلى الاستفادة من دعم من الدولة في سياق حرفتها حتى تتمكن من تطويرها وتكوين فتيات يرغبن في تعلم هذه المهارة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هبة أيوب
المصدر : www.el-massa.com