صعوبات التعلم وعلاقتها بانماط التفكير والتعلم ) أيمن , ايسر , متكامل (

تعني صعوبات التعلم وجود مشكلة في التحصيل الأكاديمي )الدراسي( في مواد القراءة / أو الكتابة / أو الحساب وغالبًا يسبق ذلك ومؤشرات مثل صعوبات في تعلم اللغة الشفهية فيظهر الطفل تأخرًا في اكتساب اللغة وغالبًا يكون ذلك مصحوبا بمشاكل في النطق وينتج ذلك عن صعوبات في التعامل مع الرموز. و تشير التقديرات الأولية لنسب انتشار الأطفال ذوي صعوبات التعلم داخل المجتمع المدرسي إلى تصاعد في نسبة انتشارهم مما يمثل تحديا للحكومات و المؤسسات التربوية بل وكليات إعداد المعلمين قاطبة ومما يزيد من تعقيد المشكلة كما يفيد عبد الحميد ) 2008 ( عدة عوامل : العامل الأول أن مشكلة تزايد انتشار صعوبات التعلم يمثل تحديا كبيرا للمنشغلين بمجال الأطفال ذوي الصعوبات سواء في البلاد المتقدمة أو غيرها من الدول النامية , أما العامل الثاني فهو إننا ما زلنا غير محيطين إحاطة تامة وواعية بمفهوم صعوبات التعلم ولا خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم ولا كيفية تشخيصهم و علاجهم , أما ثالث العوامل أن نسبة انتشار صعوبات التعلم تفصح عن فداحة الفاقد القومي الذي يضيع أدراج الرياح دونما فائدة ولا جدوى من الإنفاق . ومع تطور الدراسات النفسية وظهور علم النفس المعرفي، ازداد الاهتمام بالفروق الفردية في مجال تناول المعلومات ومعالجتها. وقد أدى هذا إلى اكتشاف مجال آخر للفروق بين الأفراد هو الفروق في أنماط التفكير لدى مختلف الأفراد ولطرق التفكير أهميتها في حياة الأفراد، إذ تصف وتميز الطريقة التي تتم بها العمليات العقلية؛ ويشير الكثير من الدراسات إلى إن التلاميذ ذوى صعوبات التعلم لديهم قدرات عادية إلا أساليبهم المعرفية غير ملائمة لمتطلبات المواقف التعليمية التي يواجهونها وهم ليسوا اقل قدرة من اقرأنهم إلا أنهم يختلفون عنهم في أساليب استقبال المعلومات و تنظيمها و التدريب على تذكرها وأضاف إن هؤلاء التلاميذ يتعلمون بشكل جيد حينما تتناسب المهام المدرسية مع أساليبهم المعرفية المفضلة أو حين يدرس لهم بإستراتيجية تعلم أفضل أو حينما يتمكنون من استخدام إستراتيجية أكثر ملائمة لهم البلال ) 2005 ( تقوم الأنماط المعرفية بدور المنظم لبيئة الإنسان بما فيها من مثيرات ومدركات، إذ إنها ترتبط بتناول المعلومات وتجهيزها. فأسلوب التفكير يحدد الطريقة المميزة للإنسان في التمايز والتكامل، بين أبعاد المعلومات والعلاقات المتضمنة في الموقف أو المجال 370 الإدراكي وثمة علاقة قوية بين أنماط التفكير والتعلم والتحصيل الدراسي؛ إذ إنها تتعلق بأشكال النشاط المعرفي للإنسان وليس محتواه، أي يستطيع الأسلوب المعرفي ونمط التفكير أن يجيب عن الطريقة التي يفكر بها الإنسان. كما تعبر أنماط التفكير عن طرق تفضيل الإنسان لاستقبال المعلومات وإصدارها على النحو الذي يدل على تعلقها بعمليات تناول المعلومات وتجهيزها. وفضلاً عن ذلك، فإن الأساليب المعرفية تُعد جزءاً من مجال واسع، هو أنماط التفكير و التعلم. ويشير جوردون ) 1995 (إلى ضرورة النظر إلى الفروق بين الأفراد من خلال أساليب تعلمهم المفضلة و أنماط تفكيرهم السائدة ليتمكنوا من التعلم بشكل أفضل ، مما يساعد على الإفادة من أقصى إمكانياتهم من خلال المبادئ التالية :- • أن معظم الأفراد لديهم القدرة على التعلم . • أن ظروف التعلم التي يتعلم بها مختلف الأفراد بشكل أفضل متنوعة و مختلفة بشكل كبير . • إن استخدام القدرات الكامنة لأسلوب التعلم لدى كل فرد كأساس للتعلم يزيد من الإنتاجية و التعلم . ولم يجد مجال علاقة صعوبات التعلم بنشاط المخ وأنماط التفكير الاهتمام الكافي من البحث – في حدود علم الباحثة – مما شجع الباحثة للقيام بهذه الدراسة بمتغيراتها الحالية .