صراع حول ملكية قبر!

في مصر يتصارع الإسلاميون حول موضوع إنشاء حزب سياسي له طابع إسلامي! ويقدمون من أجل ذلك القرابين في السجون والاغتيالات والتعذيب والإقصاء! وفي إيران، يتصارع الإسلاميون حول كرسي الرئاسة في أضخم ديمقراطية إسلامية بعد أندونيسيا! ويقدم الإيرانيون القرابين أيضا من أجل الظفر بهذا الكرسي السحري! وفي الجزائر يتصارع الإسلاميون عندنا حول ''طابورهات'' سياسية في مجالس ميتة مثل مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني•• ويقدم الإسلاميون في صراعهم هذا القرابين بالإقصاء لبعضهم البعض وقذف بعضهم البعض بأبشع القمامات السياسية؟! والطريف في الأمر أن الحركة الإسلامية الواعدة في الجزائر وهي حركة ''حمس'' قد تطور بها الحال إلى حد دخول أعضائها في صراع محموم حول الملكية الشرعية لقبر الراحل محفوظ نحناح! ومن يمتلك شرعية انتمائه وتمثيله لقبر نحناح يستحق أن يمتلك الحق في أخذ ''الطابوري'' في الحكومة الميتة أو في التحالف الرئاسي المحتضر أو في روضة أطفال البرلمان! الزعيم أبو جرة سلطاني نجح بالفعل في نقل صراعه مع خصومه من الصراع حول كرسي قيادة الحركة إلى صراع حول ملكية قبر المرحوم نحناح! ولكم أن تتصوروا جيدا الحزب الذي يقوده زعيم من قبره! بقي لنا فقط أن ندرك أن المرحوم نحناح هو نبي سياسي مات وبقيت أفكاره الحماسية حية لا تموت•• وأن الخليفة لهذا النبي السياسي هو أبو جرة•• وهو مثل أبي بكر الصديق! ولذلك لا يغادر ''الطابوري'' الحماسي إلا محمولا على الأكتاف إلى جوار حبيبه المرحوم نحناح! وتلك مصيبة السياسة في هذه البلاد••