بلغت الصراعات على ترأس القوائم الإنتخابية الخاصة بالتشريعيات أوجها في عديد الاحزاب السياسية قبل أقل من عشرين يوما على غلق باب سحب استمارات الترشح لتشريعيات 4 ماي 2017 ، و المصادقة النهائية على القوائم ، ووصلت الامور إلى طريق مسدود ببعض التشكيلات السياسية و التكتلات الإنتخابية حيث يهدد قياديون بالإنسحاب و الإلتحاق بقوائم حرة في حال عدم إدراجهم في الصدارة. و فجر التنافس الشديد على تصدر القوائم الأوضاع الداخلية في عديد الاحزاب الناشطة حيث بدا واضحا أن عين كل المناضلين بات على التموقع في الرواق الأحسن قبل إنطلاق الحملة الإنتخابية لتشريعيات ربيع 2017. ففي حزب التجمع الوطني الديمقراطي لم يهضم عديد المناضلين استفراد الامناء الولائيين بمهمة ترتيب القوائم الإنتخابية، بحيث وضع هؤلاء أنفسهم على راس قوائم ولاياتهم على غرار امين العاصمة صديق شيهاب و آخرين، كما انتفض آخرون ضد الانباء الواردة عن ترشيح كبار رجال الاعمال المنظوين تحت لواء منتدى رؤساء المؤسسات في قوائم الارندي و هو الامر الذي بخر آمالهم في المنافسة على مقاعد مبنى زيغوت يوسف. من جهته اهتز حزب تجمع امل الجزائر على وقع هزات داخلية عنيفة و احتجاجات عارمة لمناضليه في عديد الولايات على خلفية اعتزام القيادة ترشيح شخصيات من خارج القواعد النضالية للحزب على راس قوائم حزب عمار غول،ما دفع كثيرين إلى تغيير الاجواء. كما امتدت هذه الظاهرة إلى الاحزاب الفتية في صورة العدل و البيان لزعيمته نعيمة صالحي، حيث اعترف العديد من مناضلي الزعيمة، ممن كانوا مشاريع مترشحين، أنهم تعرضوا لعملية لي ذراع سياسية ونضالية ، من قبل صالحي التي تسير الحزب كما أنه ملكية خاصة بحسب ما جاء على السنتهم مؤخرا. أما مناضلو حزب التجديد الجزائري فاستبقوا الإعلان الرسمي على القوائم الإنتخابية بشن سلسلة احتجاجات أمام المقر الوطني للحزب بالجزائر العاصمة، ما دفع الامين العام كمال بن سالم للتواري عن الانظار مؤقتا في انتظار هدوء الموجة . بدورها تعاني التكتلات الإنتخابية التي تم الإعلان عنها لحد الآن من فتن و مشاكل كبيرة بسبب صعوبة التوافق على متصدري القوائم بعديد الولايات و خصوصا الجزائر العاصمة التي تسيل لعاب كل من الاطراف الثلاثة في اتحاد النهضة و العدالة و البناء ، و طرفي تكتل حمس و التغيير . و في مؤشر على وصول الامور إلى الإنسداد، قررت اتحاد النهضة و العدالة و البناء الدخول بأكثر من قائمة في الولايات محل نزاع بين الأعضاء . و توحي هذه المعطيات الاولية بصدمات قوية قادمة على مستوى عديد الأحزاب عقب الإعلان الرسمي عن قوائمها الإنتخابية، حيث يتوقع مراقبون سلسلة من الإنسحابات و الحركات التصحيحية بالموازاة مع انطلاق الحملة الإنتخابية شهر أفريل، و يرون أنها ستبلغ أشدها عقب الإعلان عن نتائج التشريعيات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/02/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إسماعيل ض
المصدر : www.alseyassi.com