الجزائر

صحافيون تواطأوا في إثارة حروب تحت غطاء الوطنية



صحافيون تواطأوا في إثارة حروب تحت غطاء الوطنية
شدد الدكتور محمد ملياني، من جامعة وهران، على ضرورة تحمل الصحافي مسؤولية ما يكتب التي يجب أن تكون صحيحة وموثوقة ومتأكد منها وخالية من التضليل والكذب.موضحا في محاضرة ألقاها في ندوة تكوينية حول وسائل الإعلام وأخلاقيات المهنة، أن هناك صحافيين في الولايات المتحدة الأمريكية قد تواطأوا مع الرئيس الأمريكي الأسبق لتبرير اجتياح العراق في 19 مارس 2003، بعد تركيزها على أن صدام حسين يبحث عن آخر القطع لصنع قنبلة نووية. كما روجت بعض وسائل الإعلام الأمريكية، بعض الجمل الموجهة لتبرير الاعتداء على الدول تحت غطاء الحرب، حيث تداولت الصحف عبارة “الحرب على الإرهاب وعلى الدول التي تأوي الإرهاب” وهو ما يؤكد دور الإعلام في تبرير بعض السياسات في العلاقات الدولية وتبرير الحروب والمجازر.وتساءل في سياق متصل، عن الاعتذارات التي يقدمها هؤلاء الصحافيون المتواطئون مع عديد الدوائر في إثارة الحروب وارتكاب المجازر وتحطيم الدول وهم الذين كانوا وراء مآسي الشعوب.ساهمت بعض الكتابات في جريدة “نيويورك تايمز” في تشكيل رأي عام مبني على أسس خاطئة من أجل توجيهه نحو تأييد سياسات أو مواقف تخدم الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية. لكن استطلاعات الرأي فيما بعد بالولايات المتحدة الأمريكية، كشفت عن تراجع المؤيدين للحرب على العراق من 46٪ إلى 14٪، لكن بعد مرور سنوات طويلة بين 2004 و2014 في مشهد يؤكد التضليل الإعلامي والتلاعب بالعقول. وقد يكون ما حدث مع ترامب لعبة من نسج وسائل الإعلام، لتمكينه من النجاح في الانتخابات.واستشهد الدكتور ملياني في المحاضرة التي حملت عنوان: “بين أخلاقيات القناعة وأخلاقيات المسؤولية”، بما حدث في هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث عنونت بعض الصحف الأمريكية أحداث تلك الهجمات بأنها حرب على العالم، وهي العبارات التي يجب الوقوف عندها لما فيها من رسائل مشفرة وخفايا خطيرة تؤكد انعدام المسؤولية وأخلاقيات المهنة.وقال ملياني بالمدرسة العليا للصحافة، إن الأخلاقيات أمر مهم لدى الصحافي وتعتبر جزءا من هويته الإعلامية، ولهذا فالتكوين أمر أساسي لتفادي الوقوع في الأخطاء، لأن مسؤولية الصحافي تظهر ليس عند كتابة المقالات، بل عند النشر والتأثير الذي تحدثه.ونبّه ملياني إلى أمر مهم جدا وهو أن 70٪ مما ينشر أخبار لا يتأكد الصحافيون من صحتها وهو أمر يدعو للتحسيس بأهمية التوثيق والتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها، مؤكدا على الصحافيين ضرورة التأكد من المعلومات وتصحيحها حتى بعد نشرها أو بثها وهذا من باب المسؤولية وعدم الكذب أو تغليط الرأي العام.وقدم في سياق متصل، بعض الإسقاطات عن الواقع الجزائري، من خلال ضبط بعض المفاهيم التي تستعمل بطرق غامضة دون مراعاة المستوى الفكري للجماهير الواسعة.كما قدم مقارنات عن المصطلحات بين الجزائر وفرنسا حول السفاح بيجار، الذي حاولت بعض الدوائر الفرنسية تبييض صورته، من خلال الحديث عن تعذيبه للجزائريين، بأنه شر كان لابد منه. بينما وصفته الصحف الجزائرية بالسفاح. كما ضرب العديد من الأمثلة التي صبّت في معظمها بضرورة تطوير قدرات الصحافيين وتوجيههم لتعلم اللغات الأجنبية.وطالب بالحذر من التعامل مع جمهور وسائل الإعلام الإلكتروني الذي يعتبر شعبويا وبالتالي ضرورة تقديم مضامين بسيطة ومفهومة.وتوقف عند أهمية الصحافة الإلكترونية التي ستكون مهددة للصحافة الورقية، حيث حققت “نيويورك تايمز” أرباحا عبر شبكة التواصل “فايسبوك” ب1.5 مليار دولار، أما الورقية فلم تحقق سوى 51 مليون دولار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)