صحافة حظك مع "خالتي الضاوية"

في عهد ما كانت المطالبة بحرية الصحافة، وبعد عقود من الاستقلال تم فتح المجال الإعلامي لإنشاء صحف خاصة، ولكن الصحف الخاصة التي كانت تنتقد اليتيمة غرقت هي أكثر من اليتيمة في الرداءة، وبدلا من أن تصنع راي عام، صار الراي العام هو الذي يصنعها من خلال تقديم مادة إعلامية على شاكلة ما يطلبه المشاهدون، لدرجة أن النخبة تكاد تختفي تماما من وجه الإعلام الجزائري، وفسح المجال للدجالين وكتاب الحروز، وحظك مع " خالتي الضاوية" في صفحات من المفروض أن تكون إعلامية، ولكنها في واقع الحال اقرب إلى الدجل وكتابة الحروز، وإن كنت مبالغة في هذا الطرح فما على المشككين سوى البحث عن ارشيف جرائد السبعينات والثمانينات من القرن الماضي في عهد الحزب الواحد بألوانها الثنائية الأبيض والأسود ومقارنتها بجرائد اليوم الملونة بمختلف الالوان، وسيجد الفرق ويجد الثقافة الحقيقية ويجد النخبة الحقيقية رغم التضييق الإعلامي الذي كان، للأسف الشديد بدل من أن نسعى إلى تثقيف الناس وتقديم مادة إعلامية صارت الصحف تمارس الشعوذة والدجل و برجك اليوم، ورغم أننا اليوم وصلنا إلى تشبع إعلامي من كثرة الصحف، وحرية واسعة، إلا أننا مع الأسف الشديد نظل بلا تعبير رغم وجود الحرية التي كفلها القانون وضمنها الدستور إلا أن أصحاب المهنة نزلوا بالمهنة إلى حضيض " حظك مع خالتي الضاوية؟