الجزائر - A la une

صالح بلعيد: "الشعب" جريدة وطنية بخطّ نضالي مُستمِرّ لا تحيد عن الثّوابت - الشعب أونلاين



صالح بلعيد:
جريدة “الشّعب” التي وَلَدَتْ مِن رحْم الثّورة التّحريريّة، لتعطي للجزائر صورتها الوطنيّة بلغتها الوطنيّة، تجسيداً لمَقولة الشّيوخ “الجزائر وطننا والعربيّة لغتنا، والإسلام ديننا” وتطبيقاً للمَرجِعيات الوطنيّة التّاريخيّة والنّضاليّة، ومُختلف نصوص الانتفاضات والمُقاومات، وبيان أوّل نوفمَبر، في أنّ العربيّة اللّغة الرّسمِيّة.
وهكذا جاء ميلاد جريدة “الشّعب” في غمْرة فرحة الشّعب الجزائريّ باسترجاع السّيادة الوطنيّة لتلبّي رغبات القرّاء باللّغة العربيّة وإيصال رسالة الجزائر إلى العالم العربي أولاً؛ كونها ناطقة بالعربيّة، وإلى العالم المُتشوّق إلى مَعرفة المَزيد مِن الأخبار عن الجزائر.
هذا البلد العظيم (الجزائر) الذي صنعَ شعبُه المُعجزةَ عندما فجّر أعظم ثورة تحرّريّة في التّاريخ المُعاصر، وكُلّلت بطرد المُستدمِر الفرنسيّ بعد 132 سنة مِن الاحتلال والاستحلال. وإنّ ميلاد جريدة “الشّعب” يعني ميلاد الوطن في ثورته المَجيدة التي حمَلت مَبادئ الاستمْراريّة المُتجدّدة التي تُعلي المَقام، وترفع الهامات بالمُرام، وباستعمال العربيّة لغة الشّعب والانتماء، واللّغة الجامِعة التي انطلقت فيها الجزائر مِن العدم؛ ولكنّها حقّقت النّشر، وتعميم الاستعمال بالقوّة النّاعمَة التي كانت جريدة “الشّعب” سطّرتها خريطة التّعميم.
هي جريدتنا الغرّاء “الشّعب” التي تربّينا فيها مُنذ نهاية السّتينيات، وكنّا نشتريها بقيمَة لا تُذكر، ونتبادلها في ما بيننا لقلّة الأعداد التي تصل إلى الحوانيت، ونقرأ بلهف تلك الأعمِدة العلمِيّة والثّقافيّة، وما يعمَل على تغذيّة رصيدنا المَعرفيّ مِن مِثل: (قُلْ ولا تقُلْ) ونمْلأ خانات (الكلمات المُتقاطِعة) وكانت لنا مُتابعات دائمَة للمَلاحق الثّقافيّة؛ والتي أكسبتنا اللّغةَ العربيّةَ في أعلى تجلّياتها. هي جريدتنا الأولى التي عشقناها بالجدارة وهي أهل لها؛ لخطّها الوطنيّ الذي زرعته فينا نحن جيلَ السّتينات والسّبعينات، وكنّا تلاميذ وطلاباً مِطواعين لكلّ ما نقرأ، والحمَد لله تنامَت مَعلوماتُنا الوطنيّة على خطّ نوفمْبر المَجد، نوفمْبر التّاريخ، وأنْعِمْ بها مِن جريدة غرّاء!
لا نمْلك الحقيقة في التّنويه بما قامَت به جريدة “الشّعب” إلاّ الرّجوع إلى أقوال صانعيها، وإلى مُسيّريها الأوائل الذين تركوا الأثر، مِن 11 ديسمْبر 1962م، التي أحيَت حدث الانتفاضة الشّعبيّة الثّانيّة التي انطلقت في 11 ديسمْبر 1960م. وما يشهد على ذلك كلام الصّدارة لأمّ الجرائد العربيّة “…وإذا كنّا اليوم نسترجع ذكريات ذلك اليوم الخالد، ونعيش جوّ الانتفاضة الشّعبيّة الجبّارة، التي كانت مَعركة مِن مَعاركنا الحاسمَة، ساهمَت بقدر كبير في التّعجيل بالانتصار الذي أحرزناه على قوى الاستعمار، فإنّ أحسنَ ما يُمْكن أن نقوم به إزاء أرواح شهدائنا الذين دفعوا حياتهم ثمَناً لحياة الجزائر، هو أن نجعل مِن شعار الجزائر عربيّة، الذي كانوا يهتفون به، حقيقة واقعيّة، حقيقة حيّة كما كانت دائماً”.
إنّها اسمٌ على مُسمّى “الشّعب” هي مَنبر إعلامِيّ شعبيّ ناطق بأداء الخدمَة الإعلامِيّة العمومِيّة، خدمَة المُواطن في مَساره وآماله ومُستقبله وتطلّعاته وقضاياه الوطنيّة والعالمِيّة، خدمَة المُواطن في سلوكه الحضاريّ في لغته وحدوده الجغرافيّة، وفي انتصاراته للحقوق مَهما كانت، وفي وقوفه بجانب المَحرومين والمَظلومين في مُختلف القارات. إنّها مَدرسة الشّعب التي تُواصل رسالتَها الإعلامِيّةَ بخطوات واثقة، وبمَوضوعيّة بشعار (الخبر مُقدّس والتّعليق حُرّ). إنّها جريدة الوطن التي نُقدّس فيها إيمانها بخدمَة إعلامِيّة للوطن، والحفاظ عليه مَهما اختلفت مَنهجياتنا.رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية الدكتور صالح بلعيد


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)