صاحب رائعة «أنا جزائري» لن ينساه الجزائريون

فقدت الجزائر أمس القامة الفنية الكبيرة رابح درياسة الذي ودّعنا عن عمر ناهز ال 87 سنة، تاركا وراءه مسيرة إبداعية لا يُستهان بها، نظرا للقيمة الفنية الكبيرة التي اتسمت بها جلّ أعماله الغنائية، لاسيما تلك الداعية إلى التمسك بالوحدة الوطنية ، ..رابح درياسة اسم لن يتكرر وشخصية فنية لا يمكن أن تُنسى مهما طال الأمد ، حيث عُرف الفقيد بصوته الجهوري الذي طالما صدح في سماء مُدُننا الجزائرية ودول العالم التي غنى تحت سمائها، حاملا راية العلم الوطني بكل فخر وعنفوان، تخصص في الطابع الشعبي البدوي الأصيل، حاملا على عاتقه مسؤولية التعريف بتراث بلده والحفاظ عليه من الزوال والاندثار، ..فغنى « نجمة قطبية « التي برع في تأديتها ، وتغزّل ب « حيزية « في مرثية أحسن اختيار أبياتها، ومن منا لا يحفظ أغنية « أنا جزايري « التي يدعو فيها إلى التضامن والتلاحم والحفاظ على الجزائر الغالية كما كان يسميها الفقيد في لقاءاته الإعلامية.
رابح درياسة الذي توفي صباح أمس بمسكنه الكائن بشارع العربي تبسي بوسط مدينة البليدة ، يملك في رصيده أكثر من 100 أغنية ، كسب حب واحترام الجميع ، ..كان متواضعا طيبا ، يحب الخير للآخر ، وأهم صفة فيه أنه كان يدعم زملاءه من الفنانين، لاسيما الذين هم في بداية الطريق ، يشدُّ على يدهم ويوصيهم بموروثهم الثقافي والفني الأصيل ، كان كل همّه أن يبقى التراث الجزائري حاضرا وسط المبدعين الشباب الذين تأثروا بفنه، ولا زالوا يرددون إلى اليوم أجمل ما غنى «نجمة قطبية» ، «يا العوامة» ، «يا الممرضة» ، «يا محمد حبيب الله» ، «خلخالك مال يا طفلة» ، « يحياو ولاد بلادي» وغيرها من الأغاني الراسخة في ذاكرتنا وستبقى كذلك إلى الأبد .
ولد المرحوم رابح درياسة في 1 جويلية 1934 بالبليدة، بدأ مشواره الفني سنة 1953 ، و ذلك بعد أن اشتغل في عدة مجالات، ليتخصص في الغناء والتأليف والتلحين و كتابة كلمات الأغاني، كرس حياته للفن الهادف وأمضى سنوات طويلة لأعماله الفنية و عرف بتشجيعه للمواهب الفنية الراقية، وقد وُوري جثمان الراحل رابح درياسة أمس بمقبرة «سيدي حلو» بوسط مدينة البليدة، بحضور شخصيات سياسية وفنية وجمع غفير من المواطنين .