الجزائر

صاحب جائزة المكتبيين الجزائريين، حميد فرين لـ''الفجر'' بعض ''البفارة'' دخلوا سوق الإعلام وروايتي تتحدّث عن نموذج منهم... هناك كتّاب يملكون عشرات الكتب وقارئا واحدا! أعمالي الروائية ستحول إلى أعمال سينمائية قريبا



  في البداية، نهنئك على فوزك بجائزة المكتبيين الجزائريين، لسنة ,2009 عن مجمل أعمالك الروائية الأخيرة، وخاصة عمل لن تكون ناراً طويلة ، ثم ماذا يعني هذا التكريم لحميد فرين الروائي والمبدع؟ أشكركم على وجودكم اليوم في حفل توزيع جائزة المكتبيين، ومشاطرة الإعلاميين لي اليوم في هذا التكريم، ما هو إلا دليل على متابعة أخبار الكتاب والمبدعين الجزائريين، وأنا من خلالكم أشكر كل القرّاء الذين طالعوا أعمالي الأدبية والرياضية·التكريم اليوم يعني لي ككاتب الكثير، هو حافز آخر من أجل مواصلة الطريق نحو ما اخترته كطريقة للتعبير عن مختلف القضايا التي تحيط بي· أنا أعتز كثيراً بجائزة المكتبيين في جانبها المعنوي كثيراً، لأن منح جائزة بهذا الشكل لأي مبدع كان هي اعتراف من الجميع له، وتقدراً لأعماله ومساره الإبداعي، التكريم أكيد سيكون دافعاً آخر لكي أنتقي أعمالي القادمة، بنفس الطريقة التي قدمت بها أعمال ي السابقة وأكثر· نعود إلى عملك الصادر مؤخراً عن دار ألفا ، والموسوم بـ لن تكون ناراً طويلة ، هل لك أن تقدم لنا نبذة عن عملك الروائي هذا؟ العمل الروائي هذا يتحدث عن واقع القطاع الإعلامي في الجزائر، بكل تناقضاته ومشاكله وخلفياته بسلبيات والإيجابيات، من خلال شخصية بطل الرواية، وهو شخص لا علاقة له بقطاع الإعلام، الذي يحصل على المال، وينشئ جريدة بغرض ابتزاز بعض الشخصيات السياسية النافذة في البلاد، والتي تمكّنه من امتلاك ثروة مالية ضخمة، لكن جشعه هذا لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل يتواصل طموحه وطمعه إلى أبعد من امتلاك جريدة، من خلال أشخاص استغلوه للإطاحة بشخصيات أخرى نافذة في البلاد، وهي رواية خيالية 100%· القارئ لروايتك الأخيرة يرى بأن أحداثها قريبة من الواقعية، خاصة إذا ما كان ذلك القارئ مطلع على المشهد الإعلامي الجزائري، في حين أنك تقول بأنها رواية خيالية، ترى ما نسبة الواقعية في هذا العمل؟أحداث الرواية، تتحدث عن واقع نعرفه جميعاً ونعيشه بشكل أو بآخر، ومع أن الكتابة خيالية إلا أننا لو أخذنا أحداث هذا العمل الروائي وقارناه بالواقع الإعلامي في الجزائر، مع بعض الإعلاميين وبعض مديري الجرائد، ستقولين لي حميد أنت تتحدث عن مدير جريدة كذا، والإعلامي كذا ، وهذا السبب الأول الذي جعل الرواية تلاقي إقبالاً كبيراً من خلال قبل القراء الجزائريين، لأن العمل يطرح مشكل مهم في الجزائر، وهو مشكل الإعلام الذي أصبح يعاني من الدخلاء على قطاعه، وأصبح كل بفار ، صاحب جريدة· ماذا أراد حميد فرين الروائي من هذا العمل؟الرواية هي تكريم للصحافيين الحقيقيين، من خلال التطرق إلى الواقع المرّ الذي يعيشه كل إعلامي في الجزائر، كما أنني أردت من هذا العمل أردت أن عندما كتبت هذه الرواية لم أسطر من خلالها أي هدف معين، بل كنت أرغب في التطرق إلى موضوع الإعلام بكل سلبياته وإيجابياته، رغم أن قطاع الإعلام من المفروض أن يكون القطاع النبيل، لما يحمله من رسالة سامية، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح هذا القطاع ملوثاً من خلال بعض الأشخاص الذين ليست لهم أي علاقة بهذا الحقل، وخاصة أصحاب الجرائد الصغيرة، والتي أنشئت منذ سنوات قليلة، لهذا سيجد القارئ العديد من الرسائل في هذا العمل، كلها تتحدث عن الحقل الإعلامي والثقافي في الجزائر·برغم من كونك كاتب، معروف في المشهد الأدبي الجزائري، منذ سنوات طويلة مضت إلا أنك دخلت تجربة الكتابة الروائية متأخراً نوعاً ما، ترى ما السبب وراء ذلك؟ العمل الروائي في ما مضى لم يكن يمنحني مساحة كبيرة من الحرية، على عكس الكتابة في الحقل الإعلامي والرياضي الذي كان يمنحني هامشاً كبيراً من الحرية، ثم إني لم أكن كاتباً رياضياً كبيراً، ولكني توجهت إلى هذا القطاع بالذات بسبب نقص الحرية التي تحدثت عنها منذ قليل، ويومها كان عليّ القول إما يحيا الشاذلي أو يحيا بلومي ، فاخترت بلومي ، عن قناعة وعن حب· كان فيه حديث سابق، عن كونك ستفوز بجائزة المكتبيين الجزائريين منذ سنتين تقريباً، لكنه تأخر إلى هذه السنة··تعليقك ؟ لم أسمع بهذا الكلام، ولكن أعرف بأن هناك دائماً صراعا بين مجموعة من الكتّاب خاصة فيما يتعلق بالجوائز، لكن أنا شخصياً لا أكتب من أجل دخول المنافسة على أي جائزة من الجوائز، أو من أجل الظهور الإعلامي كما يسعى غيري من الكتّاب أو المحسوبين على الكتابة في الجزائر، ما يعنيني ككاتب هو أن أقدم نصاً جيداً للقارئ، نص يبقى أثره في المشهد الثقافي، من خلال وصوله إلى أكبر شريحة من القرّاء، في حين يسعى بعض الأطراف أو بعض الكتّاب إن صح التعبير مع تحفظي على مصطلح كتاب بخصوصهم، يحسبون أنفسهم كتّاباً حقيقيون، غير أن أعمالهم التي تصدر كل يوم لا تحقق أكثر من 100 توزيع، في الوقت الذي تحقق فيه أعمالي وأعمال بعض الكتاب الآخرين أكثر من 5000 نسخة·أنا مثلاً أغلب أعمالي الروائية الصادرة في السنوات الأخيرة تجاوزت سقف الـ6000 نسخة، ومع ذلك لا أدعي في كل محفل بأني كاتب روائي جيد· كيف تلقى حميد فرين خبر فوزه بجائزة المكتبيين الجزائريين؟استغربت في الحقيقة، حين اتصلت بي رئيسة جمعية المكتبيين الجزائريين، وطلبت رؤيتي لأمر هام، حسبت أنها تحتاجني في أمر توقيع أعمالي أو حصولها على بعض الإصدارات الجديدة، أرادت أن تطلعني عليها لعلمها بكوني مهتم بآخر الإصدارات والأعمال، لكن لم أحسب الأمر بخصوص فوزي بالجائزة خاصة وأن أغلب أعضاء الجمعية تربطني بهم صداقة وكنت قد التقيت بهم قبل ذلك ولم يخبروني بهذا الأمر· نلاحظ وجود نوع من الصراع بين بعض الكتّاب الفرانكفونيين والمعربين خاصة فيما يتعلق بمسألة الجوائز الأدبية، ترى ما السبب وراء هذه الصراعات؟* الصراع الحاصل بين المعربين والفرانكفونيين، هو نابع من الأنانية والغيرة التي أصبحت تسود المشهد الثقافي بشكل عام، ولكن الصراع الحقيقي نجده أقل حدة بين الكتّاب الفرانكفونيين على عكس المعربين، حيث نجد أن هناك ما لا يقل عن 50 كاتب عربي، لو غربلناهم لما تعدو الـ5 كتّاب فقط، تسود بينهم المنافسة وهي أمر أرفضه تماماً، فأنا معروف عليّ بأني شخص يرفض الدخول في المنافسات خاصة إذا كانت هذه المنافسة غير شريفة، لذلك أنسحب وأترك القارئ يختارني لأنه الوحيد القادر على ذلك·مشكلة بعض المعربين أنهم صنّفوا أنفسهم على أنهم مبدعين بحق، وأنهم كتّاب كبار، إذاً المشكلة الآن ليست في الصراع بين المفرنسين والمعربين بقدر ما هي موجودة بين المعربين الذين لا يملكون إلا قارئاً واحداً وعشرات الكتب·  ماذا عن تحويل أعمالك الأدبية إلى أعمال سينمائية أين وصلت فيها؟صحيح سيتم تحويل أعمالي الروائية إلى أعمال سينمائية، كانت لدي عروض في هذا الصدد وقد تم الاتفاق مع المخرج رشيد بشني لتحويل روايتي ليلة الحناء ، فيما تم منح عملي مقهى جيدة ، إلى المخرج عمار تريباش، ولكن يبقى التمويل هو العائق الوحيد أمام خروج هذه الأعمال وغيرها إلى النور في القريب العاجل· لدينا أربعة روائيين جزائريين يشاركون في جائزة بوكر للرواية العربية ، كيف يرى حميد فرين حظوظ الروائيين الجزائريين في مثل هذه الجائزة والجوائز الأخرى العربية والعالمية؟من بين هؤلاء الأربعة، أعرف الروائي أمين الزاوي، والروائي والشاعر عز الدين ميهوبي وأتمنى لهم التوفيق في هذه الجائزة وغيرها من الجوائز وأنا شخصياً سأكون سعيداً ومسروراً لو فاز أمين الزاوي، وسأكون مسروراً وسعيداً جداً لو نال جائزة بوكر للرواية عز الدين ميهوبي· وتبقى حظوظ الجزائر دائماً قوية في هذه المنافسات، والمهم من هذا كله هو أن يكتب المبدع والجوائز ستأتي وحدها·     حاورته / حياة سرتاح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)