قال أفراد من عائلات الحرّاقة الجزائريين المحتجزين لدى السّلطات اللّيبية، منذ أكثر من شهر تقريبا، إنّ السّلطات الوصيّة، على رأسها مصالح وزارة الخارجية الجزائرية، لم تردّ على مراسلاتهم المتكرّرة والمتعددة بشأن ضرورة التدخل العاجل قصد إنقاذ أبنائهم من المصير الغامض والمجهول والموت الذي يتربّص بهم في كل لحظة، لكونهم متواجدين رهن الحجز في مكان غير آمن، وفي منطقة تشهد سلسلة من المعارك وعمليات بين وحدات الجيش اللّيبي والميليشيات. ودعا البعض ممّن تحدثوا إلى "الشروق"، مصالح وزارة الخارجية إلى التحرك العاجل والعمل على التنسيق مع السلطات الليبية قصد الإفراج عن أبنائهم المحتجزين في ظروف قاهرة ومأساوية بالعاصمة الليبية طرابلس.وكشف شقيق أحد الشباب المتواجدين رهن الحجز ل"الشروق"، أنّ شقيقه اتصلّ به نهار الإثنين، عن طريق أحد أعوان الأمن العاملين على حماية مركز الحجز المتواجدين فيه بمنطقة الفلاح بليبيا، وقد أنهار باكيا وهو يدعوهم إلى العمل على مراسلة ومناجاة وزارة الخارجية قصد إطلاق سراحهم وتمكينهم من العودة إلى الجزائر، لأن الوضع الحالي في ليبيا لا يبشّر بالخير، وحتّى وإن كانوا حاليا متواجدين رهن الحجز لدى مصالح الأمن الليبية فمن الممكن جدا أن يكونوا في قبضة الطرف الآخر في أي وقت من الأوقات، بسبب المعارك الضارية التي تعيشها المنطقة، ويتخوف هؤلاء من وقوعهم ضحية لإحدى الميليشيات أو في فخّ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأوردت مصادر من محيط عائلات الضحايا للشروق، أن العدد الإجمالي للشباب المحتجزين في الأراضي الليبية، قد بلغ 37 شابا، بينهم 26 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 22 و26 سنة، والبقية من ولايات شرقية مجاورة.وتجدر الإشارة، إلى أنّ هؤلاء قد وقعوا ضحية لشبكة مافيا تهريب البشر، التّي قامت بتحويلهم من مدينة سكيكدة برا نحو تونس، ومن ثمّ إلى ليبيا على أساس تمكينهم من الهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا، غير أنّهم علقوا في العاصمة اللّيبية طرابلس، وذكرت مصادر مقربة من عائلات الشباب الضحايا للشروق، أنّ المعنيين توجهوا بتاريخ ال11 من شهر نوفمبر المنصرم، نحو تونس وكانوا خلال الخمسة أيام الأولى التي أعقبت سفريتهم، يتواصلون مع أفراد عائلاتهم بشكل عادي، محاولين إقناعهم بأنهم في ظروف جيدة بالعاصمة التونسية، غير أنهم كانوا في الواقع يحضرون لركوب أمواج البحر انطلاقا من السواحل الليبية.وذكرت مصادر أنّ زعيم العصابة الذي وعدهم بالترحيل قام بشراء قارب صيد قصد تمكينهم من ركوب البحر، لكنّه سحب منهم جوازات سفرهم، التي تم حجزها بمنزله عندما قامت بمداهمته عناصر الأمن بولاية سكيكدة، منذ أسبوع، والواقع على مستوى حي 700 مسكن بقلب مدينة سكيكدة، وتمكنت من توقيفه عندما كان يحاول الفرار نحو وجهة مجهولة، وتمّ تقديمه لدى قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسكيكدة، أين أمر بوضعه رهن الحبس المؤقت، عن تهمة تكوين شبكة لتهريب البشر وتعريض حياة أناس للخطر، ورغم المراسلات المتكررة لعائلات هؤلاء الشباب الموجهة لمصالح وزارة الخارجية وكذا الوزير الأول عبد المالك سلال، إلا أنّ ذات المصالح ما تزال لم تردّ على نداءاتهم ولم تتخذّ أي إجراء يذكر بشأن مصير هؤلاء الشباب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أحمد زقاري
المصدر : www.horizons-dz.com