شهر التراث بالنعامة: إفتتاح الأيام الجهوية الثالثة للشعر الشعبي و الملحون

إفتتحت اليوم الثلاثاء بالنعامة تظاهرة الأيام الجهوية للشعر الشعبي و الملحون في طبعتها الثالثة بحضور شعراء يمثلون عددا من ولايات مناطق الهضاب العليا و الجنوب الكبير.وتميز حفل افتتاح هذا الحدث الثقافي الذي يرمي إلى إحياء وتثمين تراث الشعر الشعبي الجزائري كموروث ثقافي شفوي بإلقاء باقة من الأشعار الشعبية من قبل عدد من الشعراء من بينهم صديق بن مختار و حاجي حبيب والشاعرة ليلي أوكفيف الذين تعاقبوا على منصة قاعة العروض لدار الثقافة وأمتعوا الجمهور بقصائد معبرة و هادفة. وتندرج هذه التظاهرة الأدبية التي تنظمها دار الثقافة عبد الحميد بن باديس بالنعامة في إطار فعاليات شهر التراث بهدف تعريف الجمهور العريض بالموروث الثقافي الشفوي و تحفيز التواصل و التكامل بين الأدباء و الشعراء و إبراز التنوع الثقافي للمنطقة و الإطلاع على عاداتها و تقاليدها و الحث على الإهتمام بالتراث و الفنون الشعبية إضافة إلى تشجيع البحث في الموروث الثقافي كما أوضح المنظمون.
و يتضمن برنامج هذه الأيام الجهوية للشعرالشعبي والملحون التي تدوم ثلاثة أيام وتحمل شعار "أدب وتراث الشعر الشعبي ذاكرة الأمة " إقامة أمسيات شعرية وإلقاء مداخلات أدبية ينشطها أساتذة متخصصون قدموا من مختلف جامعات الوطن وتنشيط استعراضات فلكلورية وزيارات للمشاركين بهذه المناسبة إلى مختلف المعالم الأثرية و التاريخية التي تزخر بها الولاية. وتتناول الندوات الأدبية عدة محاور تتعلق بتاريخ وواقع تراث الشعرالشعبي الجزائري من ضمنها "الشعر الشعبي و المقاومة الشعبية" و"حضور سيدي لخضر بن خلوف في المخيال الشعبي" و"مصطلحات الشعر الشعبي" و "الحكمة في الشعر الشعبي عند مصطفى بن إبراهيم" و "تجليات المقدس في التراث الصوفي و الشعر الشعبي في المسرح الجزائري" و "توظيف الشعر الشعبي في الكتابات الأدبية" .
وذكر الأستاذ بن ملياني محمد في مداخلة إفتتاحية " بأن المجاهد والولي الصالح سيدي لخضر بن خلوف يعد نموذجا لشعراء المقاومة في الجزائر و يعكس دور الشعراء إبان المقاومة الشعبية وأن الكثير من قصائده لم تنشر وتدون " مضيفا في نفس السياق "بأن هناك شعراء لا زالوا يوصفون بالمجهولين". وأضاف نفس المحاضر "أنه ورغم أن شاعر قصيدة الشعر الملحون تحمل توقيع واضعها و له حفظته ورواته ورغم تجوله في الأسواق وانتقاله في ربوع الوطن من خلال المداحين فهذا المجال التراثي بحاجة ماسة لإنجاز أعمال لجمع القصائد وترتيبها وتسليط الضوء على ما يجهل منها وعن بعض شعراء الملحون غير المعروفين" . وفي هذا الصدد تناول المتدخل نماذج لقصائد الشعر الملحون المتعلقة بالمقاومات الشعبية في الجزائر من بينها غزو مدينة الجزائر للشاعر عدة بن بشير(1846) وقصيدة حول مبايعة الأمير عبد القادر وأخرى عن احتلال مدينة قسنطينة للشاعر ابن عبد الله (1837) وقصيدة حول ثورة الولي الصالح بوزيان وحوادثها التي وقعت في سنة 1848 للشاعر محمد ليشاني وقصائد أخرى تناولت المقاومات الشعبية التي استمرت إلى غاية اندلاع الثورة المسلحة المجيدة في أول نوفمبر 1954.