كأن سكان قطاع غزة على موعدٍ مع الموت المحتم، يتعاقدون معه فيأتيهم من كل مكانٍ، ويفجعهم بأنفسهم كل يوم، ويلتزم تجاههم فلا يتأخر ولا يتراجع، ولا يقل ولا ينقص، ولا يتردد ولا يمتنع، بل يزور الجميع ولا يفرق، وينال من الكل ولا يميز، ويزور بالجملة والمفرق، ويقتحم على الآمنين والمطمئنين خلواتهم فيمزق هدوء عيشهم، وطمأنينة بالهم، ويطال الصغار والكبار والأصحاء والمرضى، والمصابين والجرحى، وكل ساكنٍ في القطاع ولاجئٍ إليه ومقيمٍ فيه أو عابر سبيلٍ، فكلهم في مواجهة الموت الذي يأتيهم بغتةً سواء، وحظهم منه وافرٌ وغامرٌ، وإن تعددت أشكاله وتباينت وسائله، فإن نتيجته واحدة لا تتبدل ولا تتغير، ولا تخفف من وقعها ولا تقلل من أثرها، إذ لا شئ يزين حقيقة الموت وفاجعة الفقد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/04/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مصطفى يوسف اللداوي
المصدر : مجلة البدر Volume 9, Numéro 2, Pages 35-37