يعاني سكان منطقة عين النحاس التابعة إداريا لبلدية سيدي عكاشة بالشلف، جملة من المتاعب اليومية، جراء غياب أبسط ضروريات الحياة من الماء الشروب، الإنارة العمومية، متوسطة ، قاعة للعلاج والنقل ، المرافق الشبانية، وغيرها من النقائص المطروحة بهذه القرية المحرومة .رافقت الجمهورية عدد من سكان هذه الجهة المعروفة بتسمية بقعة عنصر النحاس، التي تبعد عن مقر بلدية سيدي عكاشة 05كم وعن عاصمة الولاية 40 كلم ، حيث يسكنها أزيد من 500 نسمة، والذين طرحوا جملة من الانشغالات، منها مشكل التهميش الذي يعانون منه، باعتبارهم يقطنون بالخط الحدودي الذي يربط إقليم بلدية بنايرية مع بلدية سيدي عكاشة وهو ما جعلهم غير معنيين بالاستفادة من المشاريع التنموية التي تخصصها البلدية لفائدة سكان المناطق الأخرى التابعة إلى ذات البلدية، أين ندد هؤلاء بسياسة الإقصاء واللامبالاة المنتهجة في حقهم، بحيث لم تشهد منطقتهم أي مشروع تنموي من شأنه انتشال هؤلاء من بؤرة الفقر والغبن التي يكابدونها، خصوصا وأن السكان عبروا عن معاناتهم التي يكابدونها بشكل يومي، نظرا للمشقة والتعب الذي يلاحقهم من أجل جلب قطرة ماء أو أخذ حقنة أو التنقل .
الاستعانة بالدواب لجلب ماء الشرب
يعد مشكل ماء الشروب من المشاكل الكبيرة التي لازمتهم لسنوات طويلة ، بحيث ينتقل الأهالي من مختلف الأعمار الكبار والصغار وكل واحد أمله في جرعة ماء يحملها على وسيلته المفضلة باستعمال ظهور الدواب، نظرا لأزمة المياه الخانقة، ويستعمل سكان عنصر النحاس ماء هذا المنبع لتشريب الحيوانات والغسل فقط،، فنعمة ماء الشرب تلزمه قطع مسافة طويلة ، هذا لمن له القدرة على ذلك ، لأن أغلب المواطنين لا تسمح لهم الظروف بالتنقل نظرا لإمكانياتهم المحدودة ، ومن جهة أخرى وكحل حتمي يلجأ السكان لشراء ماء الشرب بقيمة مالية مرتفعة جدا تصل إلى 1000دج للصهريج الواحد ذات 3000 لتر، هو ما يجبر رب العائلة على دفع أكثر من 3 ألاف دينار شهريا تكلفة ماء الشرب فقط ، لأن صهريج واحد يستهلك في 4 أيام فقط ، هذا الأمر جعل السكان يطالبون بحقهم بماء الشرب والاستفادة بمياه تحلية البحر والذي يوجد بالقرب منهم الخزان الرئيسي لتوزيع المياه عبر سكان 31 بلدية بالولاية، دون أن تشملهم العملية وكأنهم غير معنيين بالتنمية أو ليس من حقهم الاستفادة من ماء البحر أو حتى من حلول أخرى كتخصيص البلدية لشاحنة ذات صهريج مائي تقوم بتزويد السكان بالماء الشروب.
مطالب بفك العزلة وتوفير النقل
كما طرح السكان انشغالا لا يقل أهمية عن بقية الانشغالات المطروحة والمتمثلة في أبسط ضروريات العيش الكريم، ويتمثل في فك العزلة وتوفير النقل، وحسبهم فإن مشكل غياب النقل أثر بالشكل الكبير على سكان المنطقة وجعلهم شبه معزولين عن المحيط الخارجي وحتى القريب منهم، وكثيرا ما تسبب في توقف العامل عن العمل والطالب عن الدراسة والمريض أقعده الفراش، وعليه يطالبون من مصالح مديرية النقل والبلدية التكفل بهذا الانشغال الذين أكدوا بدورهم أن مصالح البلدية لها دراية كافية بهذه النقائص والانشغالات اليومية، ولطالما تلقوا وعودا لم تُجسد بتاتا على أرض الواقع، بحيث يضطر السكان إلى المشي إلى غاية مفترق الطرق لانتظار الحافلات الآتية من عاصمة الولاية أو أبو الحسن والمتوجهة إلى بلدية سيدي عكاشة ، أو انتظار حافلات نقل المسافرين التي تعمل على خط بنايرية تنس ، فهذه الأخيرة نادرا ما تتوقف بقرية عنصر النحاس ، كون هذه الحافلات تأتي ممتلئة عن آخرها ، فالتنقل من وإلى القرية ليس بالأمر الهين ، و كما يلجأ البعض الأخر إلى الاستعانة بسيارات الكلوندستان لقضاء حوائجهم ، متحملين بذلك الأثمان الباهظة التي يفرضها أصحاب هذه المركبات رغم قصر المسافة بين عنصر النحاس ومركز البلدية والتي لا تتعدى 5 كلم فقط .
العلاج لمن استطاع إليه سبيلا
يضاف الى قائمة المشاكل السابقة حسب محدثينا مشكل غياب الخدمات الصحية، والتي تعد من أولى اهتمامات السكان هي أيضا في الوقت الذي تجد فيه المرأة الحامل والشيخ المسن المريض ، صعوبة كبيرة في التنقل على الوسيلة خاصة إلى أقرب مؤسسة استشفائية بمقر بلدية سيدي عكاشة لأخذ حقنة أو استعمال كمّادة، والتي من المفروض يتم توفيرها قرب منازلهم عوض التنقل الى غاية مركز البلدية ، ضف إلى ذلك مشكل انعدام متوسطة لتعليم فلذات أكبادهم والمنتقلين من الطور الإبتدائي إلى الطور المتوسط ، فإنعدامها دفع بالكثير من الأباء إلى منع أولادهم وخاصة فئة الإناث من مزاولة الدراسة ، وهذا بسبب التنقل إلى متوسطة سيدي عكاشة ، عبر حافلة النقل المدرسي والتي تمر على المنطقة مكتظة على الساعة السابعة صباحا فقط وتعود مساءا على الساعة الخامسة ، هذا فيما يضطر الذكور إلى المشي أو توقيف إحدى السيارات النفعية المتجهة إلى مركز البلدية لاصطحابهم للدراسة ، معرضين حياتهم إلى الكثير من المخاطر والتي قد لا يحمد عقباها ، خاصة في فصل الشتاء أين يخرج الأطفال على الساعة السادسة صباحا للحاق بالمدرسة في الوقت المحدد ، متحملين بذلك عناء التنقل في الأمطار والبرودة الشديدة .
شباب يعاني البطالة والفراغ
بأصوات حزينة أبدى لنا شباب عنصر النحاس عن تذمرهم من الوضعية الكارثية التي باتوا يتجرعون مرارتها ، فشبح الفراغ والبطالة أصبحا يلازمانهم في ظل غياب أدنى الضروريات من مرافق رياضية أو ثقافية ، فهم لا يزالون يلعبون في ملعب ترابي مليء بالحجارة والأشواك ، هذا من فضل اللعب وأما من فضل الامتناع عن ذلك فالجلوس على قارعة الطريق هو السبيل الوحيد ، وهذا في ظل غياب أماكن الترفيه ، فلا ملعب رياضي ولا قاعة متعددة الرياضات ولا مساحات خضراء أو متنفس من شأنه أن يملأ أوقات فراغهم وعلى الرغم من سلسلة المراسلات التي تقدم بها الشباب للمسؤولين غير أنه لا حياة لمن تنادي . و قد حاولنا الوصول إلى رئيس بلدية سيدي عكاشة أكثر من مرتين لترتيب لقاء معه ليرد على انشغالات سكان المنطقة لكن دون جدوى. .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ح عبدي
المصدر : www.eldjoumhouria.dz