الجزائر

"شعيب لخديم والياهورت"



أسعار الحليب وبعض مشتقاته، واسعار البقوليات وبعض المواد الغذائية ارتفعت دون سابق انذار، ولم تترك " لشعيب لخديم" حتى الوقت لتدبير اموره وضبط "شهريته" على توقيت هذا الارتفاع، فالسنة الجديدة دخلت عليه دخلة قوية لدرجة أن حليب العلب ارتفع من 80 دج إلى 100 دج، رغم أن "شعيب لخديم" يشرب حليب الأكياس، لكن حتى حليب الأكياس ينتظره الزوالية بفارغ الصبر منذ الساعات الأولى للفجر بعد أن صار الخواص يستعلمون بودرة الحليب المدعمة من طرف الدولة في صنع مشتقات الحليب، مثل الأجبان والزبادي، وهذه كلها خارج تغطية " شعيب لخديم" لأنه لا يمكنه اقتناء الياهورت وكي يقتني بعض الياهوورت لأطفاله عليه بميزانية خاصة يبدأ التخطيط لها من بداية العام حتى نهايته، فكي يأكل الأطفال "الياهوورت" مرة في العام على الزوالي أن يطرح بعض الدنانير من مصروف الخبز والحليب، وبعض الشؤون الأخرى، وعليه التقشف وتقليل عدد السجائر التي يحرق بها قلبه، كي يصل في نهاية العام إلى ميزانية تسمح له باستعادة بعض العلب من الياهورت ليتناولها أطفاله ولمَ لا أخذ صورة تذكارية مع العلب ووضعها على الفايسبوك كدليل على أن "شعيب لخديم"يتناول الياهورت . المشكلة في أن ارتفاع بعض المواد الغذائية لن يترك للزوالي التفكير في بعض الدنانير الإضافية وتوفيرها للعام المقبل من أجل هذا المشروع الكبير، لأن بودرة الحليب التي تدعمها الدولة يستعملها الخواص الذين يقتنون هذه المادة ليس لانتاج الحليب ولكن لانتاج ما يحتاجه أطفال الزبادي، وهكذا يتحول دعم الفقراء بطريقة غير مباشرة إلى دعم الأغنياء من أجل أكل الياهوررت وفرماج البقرة الضاحكة التي تضحك على " شعيب لخديم" وهو ينتظر شاحنة الحليب مع أول خيوط الفجر ..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)