قصيدة لبنان هل للراسيات كأرزه خليل جبران:
لبنان هل للراسيات كأرزه
تاج ينضرها على الاباد
يا ليت ذاك الأرز كان شعارنا
بثباته وتواشج الأعضاد
بسقت بواسقه على قدر فما
جهلت وما كانت من المراد
لو امعنت صعدا لما ضلعت ولا
رسخت ولا جلدت لرد نآد
إن تدهها حمر الصواعق تبتسم
فيها النضارة عن لظى وقاد
وترى الغصون كل مخضل
منها تباعث منه وري زناد
أوقفت تعجب من صنيع الله في
لبنان بين شوامخ ووهاد
أرأيت أشتات المدارج والقرى
متنوعات الحلي والأبراد
وكوالح الأصلاد نم نباتها
خلسا عن التحنان في الأصلاد
والسائمات أقرها في نعمة
أخذ الرعاة لها من الاساد
ترى الخزامى والثمام نشيطة
محمودة الإصدار والإيراد
يا ست الدنيا يا بيروت…
من باعَ أساوركِ المشغولةَ بالياقوتْ؟
من صادر خاتمكِ السحريَّ
وقصَّ ضفائرك الدهبيّهْ؟
من ذبح الفرح النائم في عينيك الخضراوين؟
من شطّب وجهكِ بالسكّين،
وألقى ماء النار على شفتيك الرائعتين
من سمَّم ماء النار على شفتيكِ الرائعتين
من سمم ماء البحر، ورشَّ الحقد على الشطآن
الورديّه؟
ها نحن أتينا.. معتذرين.. ومعترفين
أنا اطلقنا النار عليك بروح قبليّه..
فقتلنا امرأة ً.. كانت تدعى (الحريَّه)…
قصيدة : يا ستّ الدنيا يا بيروت..
ماذا نتكّلم يا بيروت..
وفي عينيك خلاصة البشريّه
وعلى نهديكِ المحترقين.. رماد الحرب الأهليّه
ماذا نتكلّم يا مروحة الصيف، ويا وردته الجوريه
من كان يفكر أن نتلاقى – يا بيروت – وأنت خرابْ؟
من كان يفكر أن تنمو للوردة آلاف الأنياب؟
من كان يفكرُ أنّ العين تقاتل في يوم ٍ ضدّ الأهداب؟
ماذا نتكلَّم يا لؤلؤتي؟.
يا سنبلتي..
يا أقلامي..
يا أحلامي..
يا أوراقي الشعريه..
من أين أتتكِ القسوة يا بيروت،
وكنتِ برقّة حوريّه..
لا أفهم كيف انقلب العصفور الدوريُّ.. لقطةِ ليلٍ وحشيّه..
لا أفهم أبداً يا بيروت
لا أفهم كيف نسيت الله..
وعتِ لعصر الوثنيّه..
قومي من تحت الموج الأزرق، يا عشتار
قومي كقصيدة وردٍ..
أو قومي كقصيدة نار
لا يوجد قبلك شيءٌ.. بعدك شيء.. مثلك شيء..
أنت خلاصاتُ الأعمار..
يا حقل اللؤلؤ..
يا ميناء العشقِ..
ويا طووس الماء.. قومي من أجل الحبّ، ومن أجل الشعراء
قومي من أجل الخبز، ومن أجل الفقراء
الحب يريدكِ.. يا أجلى الملكات..
والربُّ يريدك، يا أحلى الملكات
ها أنتِ دفعتِ ضريبة حسنكِ مثل جميع الحسناوات
ودفعتِ الجزية عن كلِّ الكلمات..
قومي من نومكِ..
يا سلطانة ُ، يا نوَّارة، يا قنديلاً مشتعلاً في القلبْ
قومي كي يبقى العالم يا بيروت.. ونبقى نحن..
ويبقى الحبّ..
قومي..
يا أحلى لؤلؤةٍ أهداها البحر
الآن عرفنا ما معنى..
أن نقتل عصفوراً في
الآنعرفنا ما معنى..
أن ندلق فوق سماء الصيف زجاجة حبر
الآن كنّا ضِدَّ الله.. وضِدَّ ..
يا ستَّ الدنيا يا بيروت..
يا حيثُ الوعدُ الأوّل.. والحبُّ الأول..
يا حيث كتبنا الشعر..
وخبّئناه بأكياس المخمل..
نعترف الآن.. بأنّا كُّنا يا بيروت،
نحبُّكِ كالبدو الرحَّل..
ونمارس فِعل الحبَّ.. تماماً
كالبدو الرحّل…
نعترف الآن.. بأنّكِ كنتِ خليلتنا
نأوي لفِراشكِ طول الليل…
وعند الفجر، نهاجر كالبدو الرحَّل
نعترف الآن.. بأنّا كنّا أميين..
وكنّا نجهل ما نفعل..
نعترف الآن، بأنّا كنّا من بين القتله..
ورأينا رأسك..
يسقط تحت صخور الروشةِ كالعصفور
نعترف الآن..
بأنّا كنّا – ساعة نُفِّذ فيكِ الحكم -
شهود الزور..
نعترف أمام الله الواحد..
أنّا كنّا منكِ نغار..
وكان جمالكِ يؤذينا..
نعترف الآن..
بأنّا لم ننصفكِ.. ولم نعذركِ.. ولم نفهمكِ..
وأهديناكِ مكان الوردةِ سكّينا…
نعترف أمام الله العادل…
أنّا راودناك..
وعاشرناكِ..
وضاجعناكِ..
وحمّلناكِ معاصينا..
يا سِتَّ الدنيا، إنّ الدنيا بعدكِ ليست تكفينا..
الآن عرفنا.. أنّ جذوركِ ضاربة ٌ فينها..
الآن عرفنا.. ماذا اقترفت أيدينا..
والبحر يفتش في دفتره الأزرق عن لبنان
والقمر الأخضر ..
عاد أخيراً كي يتزوج من لبنان ..
أعطيني كفك يا جوهرة الليل ، وزنبقة البلدان
نعترف الآن ..
بأنا كنا ساديين ، ودمويين ..
وكنا وكلاء الشيطان
يا ست الدنيا يا بيروت ..
قومي من تحت الردم ، كزهرة لوز في نيسان
قومي من حزنك ..
إن الثورة تولد من رحم الأحزان
قومي إكراماً للغابات ..
وللأنهار ..
وللوديان ..
قومي إكراماً للإنسان ..
إنا أخطأنا يا بيروت ..
وجئنا نلتمس الغفران ..
تاريخ الإضافة : 15/07/2019
مضاف من طرف : mawdoo3
صاحب المقال : عمار نقاوه
المصدر : www.mawdoo3.com