الجزائر

شطايبي... من جنة سياحية إلى بلدة مهمشة منسية



شطايبي... من جنة سياحية إلى بلدة مهمشة منسية
ما من أحد زار عنابة لا يعرف بلدية شطايبي السياحية الواقعة غرب الولاية في شبه جزيرة تمتزج فيها روعة الطبيعة و أدغال جبال الإيدوغ الكثيفة بروعة البحر الأبيض المتوسط المحيط بالجزيرة من ثلاث جهات كاملة.التي سحرت الجميع بطبيعتها الأخاذة قبل أن تتحول بفعل الاستهتار المتعمد ممن تعاقب على تسييرها إلى بلدية أشباح تغيب فيها كل سبل و عناصر التنمية في أبسط متطلباتها و التي جعلت المدينة تضيق بسكانها و شبابها الذين لا يكسبون رزق سنة بأكملها إلا صيفا مع قدوم آلاف السياح و المصطافين إلى شواطئها و مع اعتماد سكانها على كراء غرف و بيوت منازلهم بثمن يصل إلى 5000 دينار لليلة الواحدة. عسى أن يعوضهم ما يجنونه في الصيف عن قحط و حرمان منتظر طيلة أشهر السنة الموالية ، ما جعل حتى السياح يتناقصون تدريجيا في ظل غلاء الكراء و هو ما تسبب في تراجع المدينة خطوات ضخمة إلى الخلف .بطالة... حرمان و أوروبا هي المفرأمام وضع لا يمكن تسميته إلا بالمزري و أمام صمت الجهات المحلية و تعمد إسكات الشباب و حرمانهم . بات وضع الشاب في شطايبي وضعا ميؤوسا منه و ميتا إكلينيكيا ،بما أن العمل لا أثر له و مفقود و قيد بحث من مدة بالمدينة و الإمكانيات غائبة و الشركات غير موجودة بل و إن حتى متطلبات الترفيه و قتل أوقات الفراغ التي تسيطر على يوميات الشباب هناك غير متوفرة أين لا وجود لقاعات رياضية و حتى الملعب الكروي الوحيد الموجود ترابي في وضعية سيئة كله مطبات و صخور ، لتبقى المقاهي هي المكان الوحيد القادر على استيعاب شباب أجبر على عيش شيخوخة بيوميات متقاعد يجمع بين حكايات المقاهي و ألعاب الورق و الدومينو إلى حين موعد رحلة مرجوة في قوارب خشبية إلى الضفة الأخرى لبحر هو المتنفس الوحيد لشباب ضيع و لم يضع من تلقاء نفسه يوماأسواق على قارعة الطريق و على رصيف مستوصفو بما أن المصائب لم تأت فرادى على سكان شطايبي فحال النظافة و التهيئة لا يقل سوءا عن حال العمل و وسائل الترفيه لشبابها حيث وصلت وضعية النظافة في شوارع البلدية لدرجة غير مسبوقة من الإهمال و النسيان ناهيك عن تحول أغلب شوارعها الضيقة إلى أسواق فوضوية في ظل غياب أسواق نظامية ،هذا دون الحديث عن سوق يوم الثلاثاء الذي يقام لذكاء مسيري البلدية في قارعة الطريق و الرصيف المحاذي للمستوصف في مظهر يدل على مدى التسيب الذي تعرفه سواحل عنابة و الذي وصل إلى درجة أصبحت فيها النظافة و النظام عنصرا غائبا تماما .البلدية تتفرج .. و ليس هكذا تبنى السياحةمع استمرار الأوضاع في التأزم يوما بعد آخر يلقي ساكنو شطايبي كامل لومهم على المجلس الشعبي البلدي الذي يحملونه صراحة كافة المشاكل التي يواجهونها منذ أكثر من 5 سنوات تعاقب خلالها مجلسان بلديان لم يقدما للمدينة شيئا يذكر ، حيث أصبح المجلس البلدي يقوم بدور المتفرج على الأوضاع التي تسوء يوما بعد يوم مع وعود فارغة و واهية بتحويلها إلى جنة سياحية لم تمتلك حتى صيفا في المستوى و لا فنادق بسيطة تأوي عددا قليلا من المصطافين فقط .وفي غياب وسائل ترفيهية و مراكز تسوق تجعل شطايبي محطة للسباحة صباحا و الرحيل مساء دون أن تستفيد البلدية و قاطنوها من ذلك شيئا بما أن أقصى ما ستجنيه هو بضع آلاف من دنانير مواقف السيارات .محطة حافلات منعدمة و وسائل نقل شبه منعدمةهذا و مع غياب أغلب المتطلبات عن المدينة الواقعة على بعد 70 كيلومترا عن عنابة و قرابة 40 كيلومترا عن برحال وهما المدينتان الأقرب للبلدية إذا استثنينا المرسى بولاية سكيكدة و تريعات بولاية عنابة و اللتان تعتبران في نفس وضعية شطايبي من غياب متطلبات كثيرة ، حيث يعاني ساكنو المدينة الصغيرة من نقص في وسائل النقل ويحتاج المتنقل إلى مدينة عنابة للانتظار ساعات طويلة قبل قدوم الحافلة فيما يبقى « الستوب « هو الحل للذهاب إلى القرى و البلدات المجاورة في انتظار أن يتحقق ما وعدت به البلدية سكانها على مدار سنوات و هو إنشاء محطة نقل برية للمسافرين تضمن لهم راحة الانتظار على أقل تقدير.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)