شربة المقطفة حساء تلمسان التقليدي

تتباهى النساء في تلمسان بتحضير المأكولات التقليدية والحلويات اللذيذة والجميلة المنظر، وتتنافسن في كيفية تحضير وتزيين وتقديم الأطباق للضيوف. وفي القديم لم تكن أنواع المعجنات متوفرة كما هي اليوم، كما أن الرجل التلمساني كان يرفض أن يذهب إلى السوق لاقتناء مواد بإمكان النساء صنعها بالبيت العائلي. ومن بين هذه المواد "المْقَطْفَة" التي كان يعتبر الرجل أن مجرد البحث عنها في الدكاكين هو بمثابة مهانة في حقه.
فكانت كل أنواع العجائن والخبز تصنع في البيت التلمساني، ولا تزال الأمهات في تلمسان تحرصن على تعليم بناتهن أسرار المطبخ حتى لا يجلبن العار إلى العائلة بجهلهن لكيفية تحضير هذه المواد. ويمكن اعتبار صناعة العجائن والخبز من الصنائع العائلية التي تتوارثها الأجيال وتحتفظ كل عائلة بسر الحرفة.
والمْقَطْفَة نوع من أنواع العجائن التي تضاف إلى الحساء. يدخل في تركيبتها الدقيق والماء والملح. تعجن جيدا إلى أن تصبح لينة ثم تفرد على شكل خيوط رقيقة، ويُقطّع كل خيط إلى قطع صغيرة تُبرم بالأصابع بين السبابة والإبهام، قبل أن توضع في الهواء لتجف. وبعدها تضاف إلى الشُرْبَة.
أما الحساء، فيحضر في قدر خاص به بوضع قطع صغير من اللحم مع أنواع مختلفة من الخضر (الجزر، الكوسة، البطاطس)وقليلا من الزيت والقصبر والطماطم والتوابل والحمص، ويترك الكل يطهى على نار متوسطة. وتقوم المرأة التلمسانية أحيانا بقطع الطماطم إلى شرائح كبيرة ووضعها في كسْكَاسْ فوق القدر وتغطى، حتى يتقاطر عصيرها على مرق الحساء بالقدر.
يضاف إلى المرق تدريجيا قليلا من الماء حتى يستوي الحساء، وتضاف حبات المْقَطْفَة إلى المرق في المرحلة الأخيرة لتنضج معه.
تستهلك الأسر التلمسانية شربة المْقَطْفَة عادة في رمضان وفي المناسبات العائلية.