الجزائر

شخص اقترف فاحشة الزنا وهو نادم ويريد التوبة في هذا الشهر العظيم، فهل يقبَل الله توبته؟ وما الأعمال الّتي يُحبّها الله في رمضان؟



 إنّ الزنا كبيرة من الكبائر، وهي مرض اجتماعي خطير، متى ظهر في مجتمع فقد اجتمعت فيه معظم الأوبئة الأخلاقية الخطيرة الّتي تنخر كيانه حتّى تضعفه، وتبعده عن الدِّين وعن الله عياذاً بالله، قال تعالى: {ولا تقربُوا الزِّنا إنّه كان فاحشة وساءَ سبيلاً} الإسراء .32
ونحمد الله أن وفّقك الله إلى التوبة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلها توبة نصوحاً صادقة، فيصدق فيك قوله جلّ جلاله: {والّذين لا يدعون مع الله إلهاً آخَر ولا يقتلون النّفس الّتي حرَّم الله إلاّ بالحق ولا يزنون ومَن يفعَل ذلك يَلْقَ آثاماً، يُضاعَف له العذابُ يوم  القيامة ويخْلُدْ فيه مُهاناً، إلاّ مَن تاب وآمَن وعَمِل صالحاً فأُولَئِك يُبَدِّلُ سيّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رَّحيماً، ومَن تاب وعمِل صالحاً فإنّه يتوب إلى الله متاباً} الفرقان 67 ـ .71 وشهر رمضان فرصة لأداء معظم أنواع العبادات، كتلاوة القرآن، وحُسن الخلق، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''الصّيام جُنّة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنّي صائم'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن لم يدَعْ قول الزُّور والعمل به  فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' أخرجه البخاري. وكثرة الصدقة والجود، ولنا في رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، الأسوة الحسنة، فقد كان أجود ما يكون في رمضان ''فلرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الرِّيح المُرسلة'' أخرجه البخاري ومسلم.
وكذا الدعاء، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ لكلّ مسلم في كلّ يوم وليلة ـ يعني في رمضان ـ دعوة مستجابة'' رواه البزار، وهو حديث صحيح. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ للصّائم عند فطره دعوة ما تُرَد'' أخرجه ابن ماجه، وهو حديث ضعيف. وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان إذا أفطر قال: ''ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله'' أخرجه أبوداود والنسائي وغيرهم، وهو حديث حسن. وإنّك إن اغتنمت هذا الشّهر في أداء العبادات اليسيرة العظيم أجرها بإذن الله، فإنّ الله تعالى يعدك ويعد جميع الصّائمين الصّادقين المخلصين بأعظم الجزاء، كما قال في الحديث القدسي: ''كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أُجزي به'' أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: ''كلّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال تعالى: إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أُجزي به''. ومَن رُحِم في شهر رمضان فهو المرحوم، ومَن حُرم خيره فهو المحروم، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''رغم أنف امرئ دهل عليه رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له'' رواه الترمذي والحاكم، وهو صحيح.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)