قال تعالى: {وَاحْفَظُوا أيْمانَكم}، فينبغي للمسلم أن يعوِّد نفسه على عدم الإكثار من الحَلف والقسم حتّى لا يضطرّ إلى الحنث في كلّ مرّة،ففي ذلك عدم حفظ للأيمان ووجوب الكفّارة.فإذا حلف المؤمن على أمرٍ ثمّ ظهر له أنّ الخير في خلافه فعليه أن يكفّر عن يمينه ويأتي الّذي هو خير، فعن عبد الرّحمن بن سمرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “وإذا حلفتَ على يمين فرأيتَ غيرها خيرًا منها فكفِّر عن يمينك وائتِ الّذي هو خير” رواه البخاري ومسلم.وكفّارة اليمين مبيَّنة في الآية الكريمة وهي على سبيل التّرتيب لا على التّخيير، قال تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أو تحرير رقبة فمَن لم يَجِد فصيامُ ثلاثة أيّام ذلك كفّارة أيْمانكم كذلك يُبيِّن اللّه لكم آياته لعلّكم تشكرون}، فكفّارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإذا عجز الحالف عن أحدهما ولم يستطع انتقل إلى صوم ثلاثة أيّام، ويجوز صومها متفرّقة، والأفضل كما قال أهل العلم أن تكون متّصلة ليكون أثرُها في تهذيب النّفس أعظم.أمّا الحلف باللّه على المُصحف أو الحلف بالقرآن الكريم فقد أجازه بعض العلماء، لأنّ القرآن كلام اللّه عزّ وجلّ تكلَّم به حقيقة ذاتًا وصفة، فاعتبروا أنّ الحلف بالقرآن حلفًا بصفة من صفاته عزّ وجلّ وذلك جائز.وللمسلم أن يعوِّد نفسه على قول “إن شاء اللّه” عقب كلّ يمين يحلف به حتّى يتجنّب الحنث، لما رواه ابن عمر رضي اللّه عنهما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “مَن حَلَف على يمين فقال: إن شاء اللّه، فلا حِنث عليه” رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة. واللّه أعلم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشيخ أبو عبد السلام
المصدر : www.elkhabar.com