معلومات عن شجرة الزيتون
ومن المعروف أن شجرة الزيتون تمتاز بطول العمر والقدرة الرائعة لشجرة الزيتون لمواجهة والتغلب على الصعوبات ووالاضرار التي تحدث في المحيط القريب للشجرة مثال من طبيعة الحرائق ، وسنوات الجفاف المتتالية...بالاضافة الى الاضرار التي يسببها البشر مثل تقليم الاغصان لاستخدامها كمواد خام أو لجني ثمار شجرة الزيتون.
من الممكن ان نطرح شؤال : كيف يمكن لشجرة الزيتون التعامل او الصمود مع هذه الصعوبات؟ ببساطة شجرة الزيتون لديه القدرة على تحفيز براعم نائمة او خاملة حيث تتجدد وتصبح اغصان جديدة وتعطي المجال وتساعد الشجرة على تجديد نفسها من جديد نتيجة الاضرار التي تصيب الشجرة
وسيلة أخرى تساعد شجرة الزيتون على التغلب على الصعوبات هي استخدام الجذور (الجذور)،تعمل الجذور على تخزين الغذاء التي تساعد على شجرة على البقاء على قيد الحياة في فصل الصيف ، توضع الجذور أفقيا واسعة في الارض تكون الجدذور بشكل افقي في الارض حيث تستطيع إلى الاستيلاء على مياه الأمطار شجرة. شجرة الزيتون يفضل العيش في الأرض التهوية والمصفى جيدا طباشيري والتربة الصخرية للأرض الزيتون هذه الشجرة قد يفتح عضلات أقوى تقديرات جديدة وبشكل مريح.
استهلاك المياة :
استهلاك المياه : أشجار الزيتون هو فعالة للغاية في المياه مما يجعلها مناسبة للظروف في إسرائيل. الأشجار الناضجة لا تتطلب الري على الإطلاق إذا كانت تزرع في الأرض وليس في وعاء (أيام ساخنة خصوصا وجود الماء بكميات دقيقة). أشجار الزيتون الأصغر تتطلب الري مرة واحدة كل 10 يوما. الري المفرط يسبب ضررا كبيرا على كل من التعفن والتلف لإخصاب لأنه عندما تزداد رطوبة الهواء، والعصا لحبوب اللقاح بتلات والتسميد تأخذ مكان. نتيجة لذلك ، يتم تقليل كمية كبيرة من الفاكهة. البساتين التجارية المعتادة على المياه أشجارهم المياه المعاد تدويرها (حيث لا يوجد نقص على الإطلاق)، لأن هذه الزيتون مقاوما للماء .
الموطن الأصلي و الإنتشار الجغرافي لشجرة الزيتون :
شجرة الزيتون هي من النباتات الزيتية دائمة الخضرة, تزرع في جميع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط .
شجرة الزيتون معمرة و مباركة وتعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية , ويستخرج من ثمارها زيت ذو فوائد صحية وغذائية, فهو خال من الكوليسترول المضر للقلب.
يعتبر الموطن الأصلي للزيتون منطقة الشرق الأوسط ( سوريا, لبنان ، تركيا ,فلسطين ، الأردن).
انتشر الزيتون في جنوب أوروبا ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في القدم, وكانت شجرة الزيتون ذات مكانة رفيعة عند اليونانيين القدامى حيث ذكروها في قصائدهم وكتاباتهم .
أصل شجرة الزيتون من سوريا وأول اكتشاف لشجرة الزيتون يعود لمملكة إبلا السورية حيث تم زراعة أول شجرة زيتون ودلت الوثائق والمخطوطات المكتشفة في إبلا على ذلك , بل وإن زيت الزيتون كان يقدم كهدية للملوك ولأبطال الرياضة ووجد الكثير من الرقم والمخطوطات عن الزيتون في وثائق إبلا .
مواصفات شجرة الزيتون :
شجرة الزيتون قصيرة عادة، و ارتفاعها لا يتجاوز الـ 15 مترا، ذات جذع سميك (و يزداد سمكاً بزيادة عمر الشجرة) وملتوي ومليء بالعروق والتعرجات. الشجرة دائمة الخضرة وأوراقها قصيرة وحادة.
هناك أصناف كثيرة من الزيتون تختلف في شكل الثمرة و لونها عند النضج، فمنها ما هو أخضر و أسود و بنفسجي غامق (قريب للأسود) وغيرها من الأنواع الهجينة.
تفضل الشجرة السفوح الصخرية القريبة من الساحل ومناخ البحر المتوسط، كما يمكن زراعتها في المناطق الداخلية , ويمكن للشجرة أن تتحمل الجفاف نظرا لانتشار جذورها في التربة ,
لكن كلما كانت الظروف مناسبة أكثر كانت جودة الثمار و الزيت أفضل .
الأصل النباتي :
شجرة الزيتون من أشجار الفاكهة المعمرة ثنائية الفلقة ، مستديمة الخضرة ، تنتمي للرتبة Oleaceae و التي تشمل بالإضافة إلى الجنس Olea الأجناس المعروفة جيداً و هي:
Fraxinus(Ash ),Forsytha ( Golden bell) Ligustrum ( Privet) ,Syriga (Lilac),Forestiera, Jasminum ( the jasmines),
و الذي يعرف باسم Forestiera neomexicana أو الزيتون البري في كاليفورنيا ، و كلها لا تعطي ثماراً قابلة للأكل .
إلا أنه قد وجد من الجنس Olea حوالي 20 نوعاً نباتياً تنتمي إليه في المناطق الاستوائية و شبه الاستوائية . و يذكر الدكتور نحال بأن الفصيلة Oleaceae تحوي 25 جنساً و 500 نوعاً نباتياً . و أن الجنس Olea يحوي حوالي 60 نوعاً تقريباً . ، وهو ممثل في الغابات الطبيعية السورية و بالذات داخل غابات السنديان في الجبال الساحلية و مصياف و راجو.
أما المجلس الدولي للزيتون قسم الزيتون Olea Europa L. إلى ثلاث أنواع نباتية واسعة و هي :
Cultivated Olive Tree Sp. Sativa 1. Euromediterranea
sp. Oleaster
………………. sp. Typica 2.Laperrini
sp. Cyrenaica
sp. Maircana
…………. 3. cuspidate varied
و يدعى تحت النوع الأول Euromediterranea و النوع Sativa بشجرة الزيتون المزروعة ، و تشمل العدد الكبير من الأصناف المتطورة و المتكاثرة خضرياً بالعقلة أو بالتطعيم .
أما النوع المعروف باسم Sylvestris or Oleaster و يدعى باسم Oleaster في أقطار شمال أفريقيا ، فتنمو نباتاته تلقائياً و بصورة برية ، لتعطي شجيرات شوكية ، ذات ثمار صغيرة و مثل هذه الشجيرات منتشرة في ألبانيا و البرتغال و أقطار المغرب العربي و صقلية و في منطقة بحر القوقاز و في سورية.
جدول (1) : التصنيف العلمي للزيتون المزروع
Eukaryotes – nucleated cellsالخلايا ذات النواة
Kingdom: Evergreen Plants النباتات دائمة الخضرة
Subkingdom: Tracheobionata – vascular plants النباتات الوعائية
Superdivision: Spermatophyta – seed plants النباتات البذرية
Division: Magnoliophyta – flowering plants النباتات الزهرية
Class: Magnoliopsida – Dicotyledons ثنائية الفلقة
SubClass: Asteridae تحت صف النباتات المركبة
Order:
Scrophulariales or Lamiales رتبة الشفويات
Family:
Oleaceae – ash, privet, lilac and olives الفصيلة الزيتونية
Genus: Olea جنس الزيتون
Species: Europa صنف الزيتون المزروع
الوصف المورفولوجي :
الزيتون من أكثر الأشجار المثمرة قوة وطولا بالعمر وتأقلما مع الظروف البيئية القاسية,فهي شجرة متوسطة الحجم ، يصل ارتفاعها بالمتوسط 3-6 أمتار ويمكن أن تصل أحيانا إلى 10 أمتار, تنتشر قمة الشجرة أفقياً حوالي 3-7 أمتار ويختلف هذا الانتشار حسب النوع وخصوبة التربة.
مجموعها الخضري الطبيعي كروي أو هرمي مستديرو ذلك حسب طريقة التقليم المتبعة،وتوجد نماذج مستطيلة ، وتعرف عدة سلالات صغيرة الحجم نسبياً يزرع بعضها تجارياً مثلAmygdalolea nana .
و الزيتون كشجرة متوسطية تعيش في مناخ شبه جاف و جاف متأقلم مع الظروف البيئية القصوى ترتبط صفتها بالصنف و بالظروف البيئية.
تتميز أغصان شجرة الزيتون لاسيما الفتية منها بسهولة ثنيها والتوائها دون أن تنكسر, وفروع الشجرة عديدة يعطي انحناؤها للخلف مظهر الافتراش , أما الخشب القديم فهو صلب جداً.
تظهر الأفرع على شكل نتوءات على امتداد الساق وأحياناً يقل نمو الكامبيوم بين هذه النتوءات , بالمقارنة بما هو موجود في هذه النتوءات لدرجة أن الجذع بالقرب من قاعدته , يبدو كأنه مجموعة من الجذوع مجتمعة معاً أو جذعاً ذا أخاديد . وربما تنتشر هذه الفروع قرب القاعدة , مكونة جزعاً منتشراً , توجد على هذه النتوءات أوراق عريضة و انتفاخات صغيرة تعرف أحياناً باسم البويضات .
يوجد في إبط الأوراق نوعين من البراعم , براعم خضرية صغيرة الحجم ونادراً ما تتفتح، وإذا تفتحت تعطي طروداً جانبية عمودية على الطرد الأصلي وبراعم زهرية أكبر حجماً وهي عبارة عن براعم بسيطة تعطي عند تفتحها في العام التالي لتكوينها نورات عنقودية. تخرج البراعم الزهرية من البراعم التي تكونت في الموسم السابق منذ عام أو عامين أما الأفرع الحديثة فهي لا تحمل أزهاراً في سنتها الأولى وتتكون الأزهار على هذه الأفرع في السنة الثانية. أما في السنة الثالثة فإن الأوراق تتساقط ويصبح هذا الفرع غير قادر على حمل الأزهار وهذا يوضح أن الفرع لا يحمل أزهاراً إلا مرة واحدة وإن العنقود الزهري لا يتكون في إبط الورقة التي حملت عنقوداً زهرياً أو فرعاً جانبياً في السنة الماضية.
يختلف عدد الأزهار بكل عنقود زهري من صنف لآخر ضمن الشجرة الواحدة ويتراوح عدد الأزهار في العناقيد الزهرية ما بين 8-25 زهرة مما يعطي الشجرة ميزة هامة بوجود عدد كبير جداً من الأزهار على الشجرة الواحدة.
عمر شجرة الزيتون
شجرة الزيتون تعيش لفترات طويلة جدا, ومعدل نموها بطيء. وهناك الكثير من أشجار الزيتون المعمرة في شرق المتوسط وفي سوريا وتوجد أشجار في القدس يقدر عمرها ب 2000 سنة ( أي من أيام المسيح عليه السلام ). وهناك زيتونة أخرى في كرواتيا يقدر عمرها ب 1600 سنة.زيتونة أخرى في منطقة Santu Baltolu di Carana في إيطاليا يقدر عمرها ب 3000 عام.
الفوائد الغذائية و الطبية للزيتون وزيته :
الشجرة مباركة حيث يمكن الاستفادة من زيتونها وزيتها وخشبها وورقها.
ü فالزيتون ممتاز للمائدة (الأخضر و الأسود ) .
ü وزيت الزيتون من أفضل أنواع الزيوت لما له من فوائد صحية على القلب و الشرايين .
ü أما الخشب فهو قاسي وفيه عروق جميلة مما يجعله خشبا فخما للاستخدام في صناعة التحف وغيرها وللتدفئة و الطهي .
ü والورق مفيد ويمكن نقعه وشرب النقيع الناتج (لمرضى السكري ) .
زيت الزيتون :
تعتبر بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط المنتج الرئيسي لزيت الزيتون , حيث تنتج ما يقارب (95%) من زيت الزيتون العالمي , ومع أن العديد من الدول ذات المناخ المتوسطي والبعيدة عن حوض المتوسط تزرع الزيتون إلا أنها لا تتفوق على زيتون بلدان حوض المتوسط .
فوائد زيت الزيتون :
ü يساعد على تقليل مخاطر أمراض القلب مثل coronary heart disease وذلك لوجود نسبة عالية من حمض الأوليك.
ü ينظم الكوليسترول في الجسم .
ü يكافح الجلطات والنوبات القلبية, خاصة إذا كان الزيت بكرا وبجودة عالية ( أي يحتوي على نسبة عالية من ال polyphenols ) .
ü يطري الجلد عند دهنه عليه ويقوي الشعر .
ü وغيرها من الفوائد ملاحظة: كلما كان الزيت طازجا أكثر كان أفضل, أي أفضل من الزيت القديم في الطعم وحتى في الفائدة .
الإنتاج العالمي من الزيتون
يعتبر الزيتون الأسرع انتشارا من حيث المساحة المزروعة في العالم، حيث تضاعفت المساحة المزروعة بأشجار الزيتون ثلاث مرات في السنوات الأربع والأربعين الأخيرة. من 2.6 إلى 5.5 مليون هكتار.
ويتركز إنتاج الزيتون في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تقع أكبر عشر بلدان منتجة للزيتون على سواحل البحر الأبيض المتوسط ويشكل أنتاجها مجتمعة 95% من الإنتاج العالمي للزيتون.
جدول (2): أهم الدول المنتجة للزيتون في العالم حسب منظمةFAO لعام 2005
الترتيب لسنة 2005 الإنتاج بالطن المساحة المزروعة بالهكتار
العالم (الإجمالي( 17,317,089 8,597,064
1 إسبانيا 5,160,100 2,400,000
2 إيطاليا 3,849,830 1,140,685
3 اليونان 2,000,225 765,000
4 تونس 1,065,000 1,550,000
5 تركيا 920,600 498,981
6 سوريا 856,890 498,981
7 المغرب 320,000 550,000
8 البرتغال 280,000 430,800
9 الجزائر 190,000 178,000
10 مصر 180,000 90,800
المتطلبات البيئية لشجرة الزيتون
من الأهمية بمكان معرفة المتطلبات البيئية لشجرة الزيتون ومدى نجاح زراعة شجرة الزيتون في مناطق الانتشار الجديدة.
و نظراً إلى التغيرات التي تؤثر على هذه الزراعة بفعل العوامل البيئية فقد دعت منظمة الأغذية و الزراعة و المجلس الدولي لزيت الزيتون لإجراء دراسات دقيقة لتحديد العوامل البيئية الملائمة لزراعة الزيتون بهدف تحقيق أفضل إنتاج و أعلى جودة ، و قام كثير من الباحثين بإجراء التجارب و الأبحاث و توصلوا إلى معرفة المتطلبات البيئية المثلى لنجاح زراعة الزيتون.
1- العوامل المناخية :
تقع مناطق زراعة الزيتون في المناطق المعتدلة من نصف الكرة الشمالية بين خطي عرض 27 و 44 وفي نصف الكرة الجنوبية بين خطي عرض 15 و 44 إلا أن حوض البحر الأبيض المتوسط هو المنطقة الرئيسية لزراعة الزيتون في العالم .
.
1-1 الحرارة :
تفضل شجرة الزيتون المناطق المعتدلة كحوض البحر الأبيض المتوسط إلا أنها يمكن أن تنمو بشكل جيد في المناطق الحارة نسبياً. وعلى الرغم من عدم تحمل شجرة الزيتون للبرودة الشديدة ( أقل من -12مْ ) لما تلحقه من أضرار في الأوراق والأفرع وجذوع الأشجار إلا انه من أكثر الأشجار مستديمة الخضرة تحملاً للبرودة والصقيع .
ويحتاج الزيتون لبرودة الشتاء لما لها من أثر تحريضي في تحويل البراعم الخضرية إلى زهرية وهناك علاقة بين ساعات البرودة التي يتعرض لها وكمية الأزهار والثمار وفي حال نقص ساعات البرودة عن الحد المطلوب يفشل الإزهار .
وتختلف أصناف الزيتون من حيث احتياجاتها من البرودة و يقدر الاحتياج من ساعات البرودة ب 200 – 600 ساعة حسب الأصناف، على أن تكون درجة البرودة أقل من +7 مئوية، كما تقدر درجات الحرارة الموجبة الضرورية من بدء سريان العصارة إلى موعد القطاف ب/5300/درجة مئوية.
تقاوم شجرة الزيتون درجات الحرارة العالية التي تزيد عن 35 درجة مئوية، حيث تتكيف مع هذه الحرارة بإغلاق المسام، كما تتحمل الحرارة عند درجة /40/مئوية شريطة توفر التغذية و المياه الكافية لها.
جدول (4): المتطلبات الحرارية لشجرة الزيتون خلال أطوارها الفينولوجية المختلفة
الطور الفينولوجي درجات الحرارة الملائمة / ْم
الصفر النباتي 9-10
نمو النورات الزهرية 14-15
الإزهار 18-19
الإخصاب 21-22
السكون الصيفي 35-38
خطر اللفحة أكثر من 40
-2 الأمطار :
تتصف مناطق زراعة الزيتون بهطولات مطرية سنوية غير منتظمة وان تحمل هذه الشجرة للجفاف ساهم بطريقة فعالة في انتشارها في مناطق بيئية متنوعة وتحت أنظمة مطرية تراوحت من 200 ملم إلى أكثر من 800 ملم في السنة.
و إذا كانت الأمطار ضرورية لشجرة الزيتون، إلا أن توزعها خلال العام له أيضا دوراً هاما في نمو و إنتاج شجرة الزيتون ، حيث تساعد الأمطار على عقد الثمار إذا هطلت قبل الإزهار أو إذا أعطيت بعض الريات التكميلية في الصيف حيث يتحقق محصول جيد.
إن معدل الهطول المطري السنوي العام الذي تتطلبه شجرة الزيتون هو 450 – 800 مم في السنة إلا أن الكثير من أصناف الزيتون تعطي إنتاجا جيداً ضمن معدلات مناسبة تبدأ من 450 مم فأكثر .
إن للأمطار المبكرة أو الخريفية فوائد تجنيها شجرة الزيتون إثر صيف حار وجاف لكونها احد العوامل التي تزيد من نسبة الأزهار الكاملة التي ستتشكل في العام التالي.
كما أن هطول أمطار بكميات معقولة في أواخر الربيع فإنها تساعد الشجرة على اجتياز جفاف الصيف الحار.
1-3الضوء :
تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار المحبة للضوء والتي يرتبط إنتاجها بشكل مباشر بتوفر كمية مناسبة من الإضاءة. وقد بينت الدراسات بان الزراعات القائمة على السفوح الجنوبية من المرتفعات والهضاب الجبلية أكثر نجاحا وإنتاجية من الزراعات القائمة على السفوح الغربية والشمالية لهبوب الرياح الباردة بشكل دائم مما يقلل من فرص نجاحها وإنتاجها .
كما تعتبر الوديان المحمية من الرياح الشمالية الباردة من المناطق الصالحة لإنشاء بساتين الزيتون .
1-4الرطوبــة النسبية:
تخشى شجرة الزيتون الرطوبة الجوية الزائدة والدائمة لأنها تشجع الإصابة بالأمراض الفطرية كما تخشى الرطوبة الأرضية التي تسبب اختناق الجذور.
1-5الضبـاب :
يضر الضباب بالأزهار إذ كثيراً ما يعيق تلقيحها و يسبب بالتالي سقوطها.
1-6الثلج و البرد:
ليس للثلج أضراراً تذكر سوى احتمال تكسر بعض الأغصان في بعض الأحيان وبالرغم من ذلك فان الثلج يحمي الشجرة من أثار البرودة الشديدة أما البرد فله أضرار واضحة على تساقط الثمار و تلفها كما أن فروع الشجرة و أغصانها تتعرض أحياناً للجروح مما يعرضها للإصابة ببكتريا مرض سل الزيتون .
1-7الريـاح :
للرياح القوية الشديدة أثار سلبية على شجرة الزيتون تتمثل في السقوط المبكر للثمار، و تكسر الأغصان ، كذلك يؤدي هذا التأثير إلى تشويه الثمرة الطبيعي و هذا يتعلق بدرجة شدة الرياح كما أن النمو الخضري يضعف في الجهة المعرضة للريح مما يخل في توازن الشجرة ، كما أن للرياح البحرية الحاملة لأثار من الملح تأثير على أوراق الشجرة حيث من الممكن إحداث حروق في أطرافها بذلك ينصح باختيار مواقع مناسبة لزراعة الزيتون بعيداً عن التيارات الهوائية كما ينصح أيضا ًبزراعة مصدات للرياح للتخفيف من أثار الرياح القوية.
2- التربــة:
زرعت أشجار الزيتون في أنواع متباينة من التربة و لا يعني هذا التوزع بأنه لا توجد شروط للتربة المناسبة لنجاح الزيتون نجاحا اقتصاديا ً، و قد لوحظ بأن الأتربة المناسبة لأشجار الزيتون ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام الأمطار، خاصة بالنسبة لبساتين الزيتون البعلية التي تكون الأمطار هي المصدر الوحيد للماء. و عموما وجد بأن ما يتطلب الزيتون بالدرجة الأولى هي تربة ذات نفاذية جيدة مع قدرة معقولة على الاحتفاظ بالماء وكمية هطول مناسبة من الأمطار. وبصورة عامة، تصنف الأتربة من حيث صلاحيتها لزراعة الزيتون تبعاً لخصائصها الفيزيائية والكيميائية.
2-1الخصائص الفيزيائية:
2-1-1عمق التربة:
v تزداد فرصة تعمق جذور أشجار الزيتون في الأتربة الخفيفة ذات القدرة الضعيفة على الاحتفاظ بالماء، مما يتيح لها إمكانية الحصول على الماء اللازم لها من أعماق بعيدة وتزداد مسافة الزراعة بين الأشجار مع قلة الهطول لتتمكن الجذور من الامتداد أفقياً ورأسياً لتأمين احتياجاتها المائية.
v عند وجود طبقة صخرية كلسية هشة تحت التربة فإنها تعتبر مستودعاً لفائض التربة من الرطوبة تخترقه جذور الزيتون وتفيد منه.
v أما إذا كانت الطبقة الصخرية قاسية وكانت التربة متدهورة، إن كان لفقرها بالمادة العضوية أو لوفرة كلوريد الصوديوم فيها، فإنها تعاني من نقص الأوكسجين مع بطء حركة الماء في المناطق المجاورة للجذور مما يسبب اختناقها.
v وعندما يكون وسط التربة غنياً بالماء ( عقب أمطار شتوية غزيرة مثلاً) تتكون برك ومستنقعات راكدة فيصبح الوسط مرجعاً يؤدي إلى تثبت الحديد وبالتالي موت الجذور.
2-1-2قوام و بناء التربة :
ترتبط نفاذية التربة و قدرتها على الاحتفاظ بالماء بقوامها وبنائها , فالتربة الرملية نفاذيتها واحتفاظها بالماء قليل لا تتجاوز 5-6 % من التربة الجافة وبالعكس تكون الأتربة الغضارية و السلتية ثقيلة و نفاذيتها قليلة وقدرتها على الاحتفاظ بالماء عالية تتراوح من 20-30% من التربة الجافة حسب نسبة وطبيعة الغضار، وفي هذه الحالة لكي ينمو الزيتون بشكل جيد لابد من توفر كميات عالية من الأمطار .
يتضح مما سبق أن أول شرط أساسي بالنسبة للتربة هو أن يكون نفاذيتها للماء جيدة بحيث تستطيع مياه الأمطار أن تخترق طبقات التربة العليا إلى الأعماق الدنيا بعيدة عن السطح المعرض للحرارة العالية صيفاً و بعيدة عن عوامل التبخير السريع و يمكن القول بأن تربة الزيتون يجب أن تكون نفاذيتها جيدة و خاصة في المناطق القليلة الأمطار (أقل من 300 مم سنويا)حتى تخزن كامل كمية الأمطار الهاطلة على التربة .
2-1-3ميل الأرض :
إن ميل الأرض يقرر إلى حد بعيد كمية الأمطار التي تخزن في التربة ، و بالتالي تستطيع شجرة الزيتون الاستفادة منها و تدل الدراسات إلى أن الميل إذا تجاوز 5% فرض إقامة المدرجات و تسوية التربة بقدر الإمكان ، لحمايتها من الانجراف المائي كما أن تغطية سطح التربة خلال فصل الأمطار عن طريق زراعة بعض البقوليات المناسبة يستطيع أن يمنع أكثر من 95% من انجراف التربة حتى و لو كان ميل التربة يزيد عن 10% ، كما أن إضافة المواد العضوية للتربة أو المحسنات الصناعية لبناء التربة قد أعطت مردوداً جيدا ًفي المحافظة على التربة من الانجراف.
2-2الخصائص الكيميائية للتربة :
من المسلم به أن إنتاجية شجرة الزيتون يرتبط بمدى توفر العناصر الغذائية بتراكيز مناسبة. وفي حال افتقار التربة لبعضها يمكن تعويضه بإضافة الأسمدة اللازمة.
و تتأثر نسبة الآزوت بمحتوى التربة من المادة العضوية وبمدى تحللها لوجود نوعين من الدبال:
• نوع مثبت في التربة وهو الذي يسمح بالمحافظة على ثبات بنية التربة
• نوع معدني وهو نسبة الدبال الذي يتحول إلى آزوت نشادري ثم آزوت نتراتي تحت تأثير بعض العوامل كالحرارة والرطوبة والتهوية والكائنات الدقيقة.
تقدر النسبة المثلى للآزوت الكلي في التربة من 1-1.5 % مع نسبة من المادة العضوية تبلغ 2-3 % ويلاحظ أن ذوبان الآزوت النتراتي في التربة الخفيفة أكبر منه في التربة الثقيلة .
يتحمل الزيتون نسبة عالية من الكلس الفعال عندما تميل درجة حرارة حموضة التربة إلى القلوية قليلاً ( في حدود 7.5 ) دلت بعض الدراسات على إمكانية تحمل شجرة الزيتون مستوى من الأملاح قد يصل إلى 2-3 غرامات في ليتر من محلول التربة، ومن المفضل عدم تجاوز معدل 1 غرام في الكيلوغرام الواحد من التربة. تزداد أهمية الملوحة في الأراضي المروية عامة، لذلك يجب الأخذ بالاعتبار نوعية ماء الري وقوام التربة ونفاذيتها للماء ووجود شبكة الصرف الملائمة.
2-3ري الزيتون :
يتطلب ري أشجار الزيتون أن تكون التربة ذات نفاذية جيدة للماء كالأتربة الرملية واللومية الطينية المحببة جيدة الصرف وتجدر الملاحظة بأنه كلما ارتفعت نسبة الأملاح في مياه الري يصبح من الضرورة زيادة نفاذية التربة للماء، مع ظروف صرف أكثر فاعلية.
وخلاصة القول فإن زراعة الزيتون تكاد تنجح في جميع أنواع الأراضي تقريباً، وتتحمل مساوئ التربة الناجمة عن سوء التهوية والتربة الفقيرة أو الجبلية , و يعتبر أكثر تحمل من غالبية الأشجار المثمرة، ولا تنجح زراعته في الأراضي الطينية الرطبة التي تتشقق خلال فصل الصيف.
الخصائص الفيزيولوجية والبيولوجية لشجرة الزيتون
بيولوجيا الإزهار:
الزهرة في الزيتون خنثى و تتكون من كأس قمعي ذو لون أصفر مخضر يتكون هذا الكأس من أربع سبلات ملتحمة وتويج يتراوح لونه ما بين الأبيض والأصفر حسب الصنف ويتكون من أربع بتلات ملتحمة عند القاعدة وتتساقط جميعاً بوقت واحد وكوحدة واحدة ، ويوجد في زهرة الزيتون سداتان يميل لونها إلى اللون الأصفر ويتكون المبيض من كربلتين تحتوي كل كربلة على بويضتين واحدة فقط من هذه البويضات الأربعة تتلقح أما الثلاث الأخرى فإنها تتحلل وتزول بعد ستة أسابيع.
يمكن أن تتمايز أزهار الزيتون ضمن الصنف الواحد و حتى ضمن الشجرة الواحدة إلى نوعين من
الأزهار :
• أزهار كاملة: وهي عبارة عن أزهار خنثى تحتوي على أعضاء التأنيث و التذكير مكتملة و صالحة للقيام بوظائفها .
• أزهار مذكرة: و هي عبارة عن أزهار أصبح فيها عضو التأنيث غير قادر على القيام بوظيفته لعدم تشكل المبيض أو اختزاله.
و تختلف نسبة الأزهار الخنثى أو الأزهار المذكرة باختلاف الأصناف و التغذية العضوية و المعدنية المقدمة للشجرة و الظروف البيئية كما وجد أن أهم العوامل التي تؤدي إلى انخفاض محصول ثمار الزيتون هو تكوين عدداً كبيراً من البراعم التي تحوي على أزهار مدقاتها مختزلة أي براعم زهرية تحوي أسدية و لا تعقد ثماراً .
صفاتالفروعالأوليةالخضريةكعاملمحددللإنتاج :
تحمل أزهار الزيتون في نورات عنقودية مركبة تخرج من آباط الأوراق التي تكونت في موسم النمو السابق و تنمو الفروع الخضرية بأشكال متعددة نتيجة نشاطات مختلفة للبراعم التي تكون هيكل الشجرة و بنيتها يلي ذلك توضع الأزهار على مختلف نماذج الفروع الخضرية التي توجه مستوى الإثمار حيث أمكن تميز فروع خضرية طرفية و أخرى جانبية .
فالفروع الخضرية الطرفية هي امتداد للفرع الخضري ابتداء من القمة النامية .
أما الفروع الخضرية الجانبية فيبدأ نموها من إبط كل ورقة حيث ينمو برعمان:
– احدهما مبكر يتميز بضخامة حجمه و موقعه القريب من عنق الورقة إذا نما في نفس السنة أعطى فرعاً مبكراً و قد يبقى ساكناً ليعطي في السنة التالية و بعد التحريض الزهري نورة زهرية أو قد يسقط في وقت لاحق إذا لم تتوفر ساعات البرودة اللازمة .
– أما البرعم الأخر فيسمى متأخرا و يقع ناحية محور الفرع الخضري صغير الحجم قد يبقى ساكناً مدة سنتين أو ثلاث ليعطي بعد ذلك فرعاً خضرياً متأخرا و هو الفرع البديل الذي يحدد هيكل الشجرة.
و الفرع المزهر هو فرع نما خلال ربيع و خريف السنة الماضية و يحمل الأزهار و من ثم الثمار في الربيع التالي الذي يلي سنة نموه و قد يصل طوله إلى بضع عشرات من السنتيمترات تبعاً لقوة نمو الشجرة و الصنف و يتميز هذا الفرع المزهر بنسبة أزهار عالية إذ تبلغ البراعم الزهرية فيه 50 – 60% من العدد الكلي للبراعم عليه و تصل هذه النسبة في بعض الأصناف إلى 80% تبعاً لموقع الفرع على الشجرة و الظروف المناخية السائدة خلال السنة .
و تستغرق الدورة البيولوجية لشجرة الزيتون سنتين :
– السنة الأولى تنمو الفروع الخضرية أثر موجتين من النمو :
• الموجة الأولى في الربيع و هي الأقوى و الأهم.
• الموجة الثانية : في الخريف .
• السنة الثانية : وهي ذات علاقة بالإنتاج إذ تبدأ في شهري كانون الأول – كانون الثاني بالتحريض الزهري الذي يعقبه تمايز في الربيع و من ثم الإزهار فالعقد و أخيراً نمو و نضج الثمار اللذان يستمران خلال فترة الصيف و يبدأ نضج الثمار في أواخر الخريف و أوائل الشتاء
يستنتج مما سبق أن شجرة الزيتون تشهد دورتين بيولوجيتين متعاقبتين خلال سنة واحدة و ترتبط بفترتين :
في الشتاء و الربيع: تتحول البراعم الخضرية إلى زهرية و يعقب التمايز الأزهار فالعقد فنمو الثمار الصغيرة و يلاحظ في الفترة نفسها موجة نمو خضرية هامة.
في نهاية الصيف و الخريف : نمو الثمار و نضجها و يترافق ذلك مع موجة النمو الخضرية الثانية في الخريف
و تتميز هذه الدورة البيولوجية بأمرين :
الأول: نشاط حيوي مكثف خلال فترة من الزمن.
الثاني : يترافق النمو الخضري مع الثمري مما يؤدي إلى منافسة غذائية هامة بينهما تتفتح الزهرة عقب انتهاء تطورها كنتيجة للظواهر الفيزيولوجية و الشكلية التي بدأت في السنة السابقة .
النورة الزهرية و جنس زهرة الزيتون في الأصناف المحلية :
تذكر المراجع العلمية زهرة الزيتون خنثى و أن طبيعة التلقيح فيها خلطية بالرياح و لكن الأبحاث التي أجريت أثبتت أن أزهار ليس بهذا الواقع المبسط وان من الشائع أن تحمل شجرة الزيتون أزهارا وحيدة الجنس إضافة إلى الأزهار الخنثى (أو الكاملة ).
تتشكل أزهار الزيتون على فروع خضرية نمت خلال الربيع والخريف السنة السابقة وتحمل النورة الواحدة يتراوح بين 10-40 زهرة تحمل شجرة زيتون أزهارا كاملة إضافة إلى الأزهار وحيدة الجنس (أو غير كاملة ) وقد تكون مؤنثة لاختزال أسديتها أو مذكرة لاختزال مبايضها .كما أنها على علاقة وطيدة مع تكون النورات ونموذج الفرع الخضري الذي يحملها وقد بينت الدراسات السابقة إن الأفرع المثمرة ذات السلاميات الطويلة الخنثى أو الكاملة مقارنة مع الأفرع المثمرة ذات السلاميات القصيرة وهذا بسري على أصناف زيتون المائدة أو أصناف الزيت على السواء .
ننشئ من التفصيل الزهرة والنورة كأهم العوامل في تحديد إنتاجية شجرة الزيتون والتي يمكن اعتبارها صفة وراثية ثابتة وبما أن زهرة الزيتون خنثى أصلا فان ظهور أزهار وحيدة الجنس أكثر حداثة وإنها ستؤثر في الإنتاجية نظراً لان مساهمة الزهرة وحيدة ستتم عن طريق واحد فقط (حبوب الطلع في الأزهار المذكرة والبويضات في الأزهار المؤنثة) بينما تشارك الزهرة الخنثى في عملية التكاثر بحبوب طلعها أو بويضاتها على حد سواء ,
ولكن وجود الأزهار المذكرة على الشجرة يعمل على استهلاك جزء كبير من الغذاء دون أي مساهمة في إنتاجية الشجرة الأمر الذي يؤدي إلى خفض المحصول بنسبة تتوافق مع نسبة الأزهار المذكرة .
تتألف زهرة الزيتون الكاملة من كاس يتكون من أربع سبلات ملتحمة وتويج أنبوبي الشكل التحمت بتلاته الأربع وتركت أعلاها أربعة أسنان تدل عليها والى سداتين ويحتل المركز مبيض ثنائي الحجرة لونه اخضر رصاصي يعلوه قلم قصير سميك ينتهي بميسم عريض يساعد في التقاط حبوب الطلع المحمولة بالهواء . أما الزهرة المذكرة فإنها تتكون من المحيطات الثلاثة الخارجية ويختزل فيها في حين أن الزهرة المؤنثة تغيب فيها السدادتان لضمورها.
كما درس أيضا النورة الزهرية وجنس الزهرة إن كانت كاملة أو مذكرة أو مؤنثة وتقدير متوسط عدد الأزهار في النورة الواحدة للعديد من الأصناف المحلية ويتبين بأن جميع أصناف الزيتون المحلية المدروسة كانت مذكرة وحيدة المسكن و لم تصادف أزهاراً مؤنثة على الإطلاق كما يلاحظ تدني نسبة الإزهار الكاملة في معظم الأصناف
دلت الأبحاث أن التخلق المبدئي الذي يؤثر في التمايز الزهري لبراعم الزيتون يحدث في فصل الصيف (1991 rallo , & Martin) , و هذا في غالبية الأصناف الثمرية , و يتوقف خاصة على منحى الإستقلاب الداخلي و النشاط الفيزيولوجي و المتعلق بتاريخ الشجرة الإنتاجي .
ومن البديهي أن مدى استجابة البراعم لاستقلاب الشجرة يخضع كذلك لوضعها الإنمائي و النضجي , فالبرعم النامي يحتاج إلى درجة من النضج تسمح له بقبول ظروف التخلق الزهري , لذلك قد يحدث هذا الأخير طوال موسم النمو تبعا لحالة البراعم من حيث قابليتها للتخلق .
ومع ذلك لا يكفي التخلق الأولي لضمان نمو البراعم الزهرية , حيث يتدخل هذا التخلق الصيفي كشرط لاستجابة البراعم للظروف الشتوية اللازمة للتمايز النهائي .
و يتوقف هذا الحافز الشتوي الثاني في غالبيته على الحرارة ومدى توفر ساعات البرودة الشتوية و تعاقبها (Hartmann,1975 & Whisler –Denney,1993 & Mac Eachern )
و هكذا إذا لم تكن البرودة عامل التخلق الأولي الزهري فهي المسؤولة عن التمايز فيما بعد .
ويمكن أن نستنتج أن مستوى التمايز الزهري لكل شجرة مرتبط بتفاعل قوة العوامل الصيفية و الظروف الشتوية , و تعتبر الأولى داخلية في غالبيتها و الثانية غالبيتها بيئية (خارجية ) ,
ولا يعتبر توقيت البرد الشتوي حاسما طالما لا تعترضه فترة من درجات الحرارة المرتفعة نسبيا قبل أن تأخذ البراعم حاجتها من البرد , ويبدو أن قطع البرودة الشتوية بفترة من درجات الحرارة المتوسطة (أقصاها 18 درجة مئوية )لا يحدث أي تأثير سلبي ,
وتعتبر درجات الحرارة الباردة المتراوحة بين (5-7)درجة مئوية أكثر فاعلية لتنشيط البراعم الزهرية الأولية ,
و قد تبين أن درجات الحرارة المنخفضة و المستمرة أقل تأثيرا من المتأطرة في دورة يومية مرتفعة و منخفضة (Badr,1991 & Hartmann) .
وينبغي أن يلاحظ أن تمايز البراعم الزهرية في السنوات الشديدة البرودة أعلى كثيرا منه في السنوات الأكثر حرارة , و علاوة على ذلك ففي الأعوام المرتفعة الحرارة يكبح التمايز بصورة كبيرة مما يقلل من الغلة كثيرا (Bet Shean مراقبة الحرارة والإنتاج طوال أربعين سنة ) .
دور الأوراق في التمايز الزهري :
يعتبر وجود الأوراق حاسما خاصة للتخلق الزهري , و انعدام الأوراق في أوائل الشتاء يكاد يمنع كل تمايز البراعم الزهرية ,
بينما يقل مفعولها المانع في أواسط كانون الثاني (Hartmann,1964 & Hackett )
وقد يستنتج من هذه التجارب أن أمر أو علامة التخلق الشتوي للبراعم ينبعث من الأوراق , و عدم حدوثه لا يفسر بالعوز الغذائي الناتج عن انعدام التركيب الضوئي (لأن نشاط هذا الأخير لا وجود له تحت الدرجة 10 مئوية ) ,
و الاستجابة حاسمة , سريعة جداً , و مرتبطة بتوقيت معين , لذلك تعتبر الأوراق أصل الإشارة الدالة على التمايز الثاني (Hartmann,1964 & Hackett ).
مفعول الضوء في تمايز ونمو البراعم :
يتوقف نشاط الأوراق في الشتاء على الضوء , فظلمتها في هذه الفترة تؤدي إلى كبح في التمايز , و يبدو أيضا أن قوة الضوء حاسمة للتخلق الزهري(Standardi,1977 & Tombesi),
وتمايز البراعم الزهرية في المناطق المظللة و الكثيفة من الشجرة أقل بكثير منه في الجهات الجيدة الإضاءة , ولا يجوز تفسير هذه الظاهرة بضآلة نشاط التركيب الضوئي في الجهات المظللة لأن هذا النشاط سريع التنقل بين أجزاء الشجرة ,
وعلاوة على ذلك فقد أثبتت العديد من الدراسات أن درجة تمايز براعم الزيتون في السنوات المختلفة لا ترجع إلى تباين مستوى الكربوهيدرات و لا إلى احتياطي الآزوت العضوي في الأشجار ( Martin,1986 & Stutte – Klien,1977 & Lavee) .
نمو الأزهار و التلقيح :
يتوقف حجم النورة الزهرية و قابلية الزهرة على التلقيح على التاريخ الإنتاجي للشجرة و تموضع البراعم و الظروف البيئية .
وعادة ما تكون النورات الزهرية من البراعم الطرفية و القاعدية على النمو الثمري أصغر من النورات الناتجة عن البراعم المركزية (في وسط الفرع ) , و كذلك يصغر حجم الأزهار و قابليتها على التلقيح في قاعدة الفرع ,
و مع أن العلاقة بين الأزهار الكاملة و الأنواع الأخرى متفاوتة جداً من سنة لأخرى , لم يعثر على ارتباط ملموس بين عدد الأزهار الكاملة و مستوى الإنتاج (Brooks , 1948) .
و قد أثبتت الأبحاث أن نقص الماء أثناء النمو الزهري (بعد التمايز ) قد يحدث تغيرا كبيرا في تشكل النورات الزهرية و قابلية الأزهار للتلقيح و إنتاج الثمار (Hartmann, 1962 Panetsos & ) .
و عقب الإزهار الكامل بحوالي يوم واحد يحصل أكبر قدر من تساقط الأزهار التامة , وبعد ثمانية أيام منه تخصب قرابة 20% من مبايض أزهار الشجرة , و بمرور 25 يوم من الإزهار الكامل يستقر عدد الثمار على الشجرة و يقل سقوطها (Extremera et al.,1998)
يؤثر عدد الأزهار على الشجرة تأثيراً نسبيا في مستوى الإخصاب و الإنتاج , و ليس لقلة الأزهار الكاملة في النورة أثر واضح في عدد الثمار النهائية (Rallo,1985) ,
من جهة أخرى أثبتت الدراسات الحديثة أن عدد النورات الزهرية يؤثر كثيرا في نسبة الإخصاب , و إن إزالة 50% من أزهار البرعم قبل تفتحها زاد عدد الأزهار المخصبة في كل برعم بحدود ( 80-90 %),
تتوقف كمية الثمار في النورة على الظروف المناخية و طول النمو السنوي و تجانس الإزهار و يخضع هذا الأخير بدوره لعوامل مختلفة بيئية و داخلية .
في ظروف النمو العادية تسقط كافة المبايض غير المخصبة و تظل المخصبة و حدها في الشجرة لتتحول إلى ثمار عادية , لكن في بعض الأصناف و في سنوات عرضية قد تنمو ثمار بكرية (Altamura Betti et al. ,1982) ,
و يفترض أن مبيض الزهرة الأولى المخصبة في كل نورة هو الذي سيتحول إلى ثمرة عادية , و يفترض أيضا أن المبيض المخصب يفرز مثبطات أو يخلق توازن هرموني موضعي في النورة الزهرية يحول دون إخصاب أزهار أخرى فيها ,
إلا أن هذا الافتراض لم يثبت بعد , و يفسر وجود أكثر من ثمرة في النورة بالإخصاب العرضي المتزامن لأكثر من زهرة , ويتوقف تكرار ودرجة الإخصاب المتعدد في النورة على السلالة والظروف البيئية أثناء الإزهار .
بجانب الثمار العادية تظهر أحياناً ثمار بكرية صغيرة , وتوجد هذه الأخيرة في عناقيد الكثير من الثمار الصغيرة في نورات لا يشبه نموها العادي الثمرة المخصبة , ومن الواضح أن المدقة تتخلق وتنمو ,وهذا التخلق قد ينشاً عن تلقيح بحبوب طلع عقيمة أو كبح نمو الأنبوب الطلعي في القلم أو عن النمو غير الطبيعي لبعض عناصر المبيض .
للثمار البكرية نفس لون الثمار العادية إلا أنها مستدرة الشكل والعلاقة بين اللحم والنواة تتوقف على المرحلة التي تعرض فيها الجنين للإجهاض .
وفي أغلب الحالات يجهض الجنين بعد الإخصاب بقليل فيظهر الخباءان معاً كحجرة اسطوانية أثناء نمو البذرة ,
وتنمو الثمار البكرية مثل العادية فيتجمع فيها الزيت إلا أنها تظل مستديرة وصغيرة الحجم كما أنها تنضج قبل الأخيرة وحتى هذا التاريخ لم تستطع أية معالجة خارجية بمختلف منظمات النمو أن تزيد حجم هذه الثمار زيادة ملحوظة وبالتالي لم تتمكن من تعويض تأثير تتطور الجنين في نمو الثمرة وحجمها النهائي (Altamura Betti et al. ,1982).
التلقيح والإخصاب في الزيتون
تنطلق حبوب الطلع من مآبر الأزهار في حال توفر الحرارة والرطوبة المناسبتين ، وتنقل بواسطة الرياح و تتوضع على المياسم المستقبلية لأزهار نفس الصنف ( تلقيح ذاتي ) أو على صنف آخر.
( تلقيح خلطي ) فالتلقيح الخلطي هو القاعدة لضمان إثمار جيد. ولكي يتم الإخصاب بنجاح يجب أن يكون الميسم في حال استقبال مع بقاء البويضات حية لفترة طويلة إضافة إلى قصر فترة نمو الأنبوبة الطلعية وهذا ما يسمى بفترة التلقيح الفعالة فإذا كانت حيوية البويضات ستة أيام بعد تفتح الزهرة وإذا كان نمو الأنبوبة الطلعية ضمن القلم يستغرق خمسة أيام فإن فترة التلقيح الفعالة ستكون يوماً واحداً وبهذا يمكن القول إن أية حبة طلع تصل الميسم في اليوم الأول لها الحظ الكبير في إخصاب البويضة بينما تفشل حبوب الطلع في الأيام التالية في تحقيق ذلك .
تتباين فترة التلقيح الفعالة من صنف لأخر فقد تكون أربعة أيام وتمتد إلى ثمانية أيام ومن أهم أسباب انخفاض الإنتاجية في بعض أصناف الزيتون ترافق فترة الإزهار بهطول الأمطار مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة النسبية مما يحول دون انتشار حبوب الطلع في هذه الظروف فإن جميع الأزهار الكاملة التي كانت متفتحة خلال اليومين اللذين سبقاً الهطول لن تخصب وتكون فترة التلقيح الفعالة معدومة.
وقد أشارت أبحاث (Extremera et al. ,1998) إلى أن إضافة عنصر الآزوت في نهاية الصيف تطيل فترة التلقيح الفعالة وذلك لما هذا العنصر من تأثير على فترة حياة البويضات ويزيد من فترة الحصول على إثمار غزير،
وقد يكون الإثمار مستحيلاً بالتلقيح الذاتي وفي بعض الحالات التلقيح الخلطي في بعض الأنواع بالرغم من كون أعضائها الجنسية كاملة وذلك بسبب ظاهرتي العقم الذكري وعدم التوافق.
تتجلى ظاهرة عدم التوافق بفشل حبوب طلع زهرة ما في إخصاب بويضة الزهرة نفسها (عدم توافق ذاتي ) أو إزهار صنف آخر (عدم توافق خلطي ). وتكمن آلية عدم التوافق الذاتي في أن حبة الطلع التي تحمل مورث العقم لا تستطيع الإنبات على ميسم يحمل في خلاياه نفس المورث وحتى إذا أنبتت لا تتمكن الأنبوبة الطلعية من التوغل ضمن أنسجته .
يتميز صنف الزيتي المنتشر في محافظة حلب بظاهرة عدم التوافق الذاتي نتيجة فشل الإخصاب وكذلك انخفاض في عاملي الخصوبة الصنفية والحيوية الطلعية حيث توجد ثمار بكرية صغيرة بجانب الثمار الطبيعية يؤدي ارتفاع نسبة الثمار البكرية إلى خفض الإنتاج بنسبة تقدر بـ25%مع صعوبة قطاف هذه الثمار الصغيرة وفقد معظمها في المعاصر عند مرحلة الغسيل إضافة إلى استنزاف قسم منها لمخزون العناصر الغذائية في الشجرة مما يؤثر على إثمار الموسم المقبل .
وقد نفذ (لبابيدي , 2004 ) تجارب التلقيح الخلطي على صنف الزيتي باستعمال حبوب طلع من أصناف مختلفة بغية اعتماد صنف ملقح مناسب متوافق خلطياً مع صنف الزيتي سعياً لحل مشكلة عدم توافقه الذاتي والحصول على نسبة عالية من الثمار الطبيعية وزيادة إنتاجيته كماً ونوعاً. لقد أظهرت نتائج التلقيح الخلطي على صنف الزيتي ثبات تفوق صنفي الصوراني والقيسي على بقية الأصناف واعتمادها كصنفين ملقحين متوافقين خلطياً مع الصنف الزيتي وذلك بتحقيقهما زيادة في نسبة الإثمار ودليل الإثمار عن بقية معاملات التلقيح.
(دليل زراعة الزيتون في سورية , الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية , 2006 )
ظاهرة الثمار البكرية :
عادة ما تشاهد ثمار صغيرة الحجم مستديرة خاليه من الجنين في شكل عناقيد يطلق عليها الثمار الصغيرة أو الثمار البكرية . ويرجع حدوث هذه الظاهرة للآتى :
1) الصنف: تظهر في الأصناف الكبيرة الحجم وتقل في الأصغر.
2) احتياجات الأصناف من البرودة شتاءاً: تظهر في الأصناف التي احتياجاتها من البرودة عالية أو عندما يكون الشتاء دافئ أو عندما يتخلله موجات جافه حيث يتأخر الأزهار ويتعرض لارتفاع درجة الحرارة ورياح الخماسين.
3) الظروف الجوية الغير ملائمة وقت الأزهار:
• هطول الأمطار وارتفاع الرطوبة الجوية والضباب يؤدى إلى عدم إتمام عملية التقليح.
• ارتفاع درجة الحرارة عن 32o م وهبوب الرياح الجافة. يؤدى إلى قتل حبوب اللقاح وجفاف المباسم.
4) قلة أو انعدام الري وقت الإزهار خصوصا في حاله الري بالتنقيط ويؤدى انتظام الري إلى الحد من هذه الظاهرة .
تاريخ الإضافة : 30/11/2017
مضاف من طرف : ghaythmadrid
صاحب المقال : غيث بلعابد
المصدر : دراسة محلية