الجزائر

شبه الجزيرة الكورية تحبس أنفاسها..



شبه الجزيرة الكورية تحبس أنفاسها..
غطت الملاسنات الحادة التي تضمنتها تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضد كوريا الشمالية وإيران، نهاية الأسبوع، على القضايا الدولية التي كان من المنتظر إثارتها خلال أشغال الجمعية العامة الأممية في دورتها السنوية الثانية والسبعين.وبلغت حدة هذا التصعيد أوجها، أمس، عندما وصف الرئيس الأمريكي نظيره الكوري الشمالي ب»المجنون» ضمن تصعيد مقصود جعل هذا الأخير يتوعد بتفجير وشيك لقنبلة هيدروجينية في عرض المحيط الهادئ ضمن رد على تهديدات الرئيس ترامب بتدمير كوريا الشمالية في حال واصلت برنامجها النووي.
ويكون الرئيس الأمريكي قد فتح على نفسه جبهتي مواجهة بين بلاده وكوريا الشمالية من جهة وبينها وبين إيران من جهة ثانية على خلفية نزعتهما في التحول الى قوتين نوويتين في العالم.
وأعاد الرئيس ترامب أمس مجددا تهديداته تجاه بيونغ يونغ عندما أكد عبر صفحته على موقع «تويتر» أنه يضع كوريا الشمالية ورئيسها أمام تحد كبير ضمن استمرار حلقات قبضة حديدية بينه وبين الرئيس جونغ إن، حملت طابعا شخصيا ولكنها بدأت تنذر بتطورات كارثية محتملة في شبه الجزيرة الكورية وكل منطقة المحيط الهادي.
وقال الرئيس كيم جونغ إن، في وعيد نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن ترامب رجل مهزوز عقليا وسيدفع ثمنا غاليا جراء تهديداته تجاه كوريا الشمالية.
وقبل أن يضيف بأن «ترامب شتمني وبلدي أمام كل العالم في أكبر إعلان حرب في التاريخ» في إشارة إلى وعيد الرئيس الأمريكي أمام أعضاء الجمعية العامة الأممية بأنه سيدمر كوريا في حال أصرت على مواصلة برنامجها النووي.
ولم تكن هذه التهديدات المتبادلة أن تمر هكذا دون أن تثير مخاوف دولتين بحجم روسيا والصين اللتين حذرتا من أي انزلاق لفظي قد يدفع إلى مواجهة جنونية لإدراكهما بمزاج وطبيعة الرجلين، ترامب وجونغ إن، اللذين يحملان مقاربتين متضادتين حد التنافر وقد تصل الى حد المواجهة المفتوحة في عالم يعرف تحولات إستراتيجية هامة غذتها نزعة الرئيس الامريكي الجديد على فرض القطب الأحادي في رسم السياسة الدولية في الألفية الثالثة.
فقد عبرت موسكو عن قلقها إزاء الملاسنات التصعيدية بين واشنطن وبيونغ يونغ في نفس الوقت الذي طالبت فيه بكين الجانبين إلى وقف كل ما من شأنه الدفع إلى استفزاز أكبر بين هاتين العاصمتين. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التهديدات العسكرية الأمريكية والمغامرة الكورية الشمالية وقال محذرا إن ذلك أدى إلى هستيريا عسكرية لن تؤدي فقط الى طريق مسدود ولكن الى كارثة حقيقية».
ولكن إلى أي مدى ستصل حدة الوعيد المتبادل بين رئيسي الولايات المتحدة القوة الراغبة في تزعم العالم وكوريا الشمالية التي تبقى بمثابة آخر الأنظمة الشيوعية ولكنها تصر على مقارعتها بنفس وسائل الردع التي غذت العلاقات الدولية طيلة عقود من حرب باردة انتهت نظريا بسقوط جدار برلين وانهيار دولة الاتحاد السوفياتي بعد فرض سياسة «البريستوريكا» و»الغلاسنوست» ولكنها مازالت طاغية على تعاملات القوى الكبرى التي لم تتمكن من التخلص من الشعور بالريبة تجاه بعضها البعض والذي طغى على علاقات دول العالم لما بعد الحرب العالمية الثانية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)